أفاد مصدر سكاني بمقتل عشرة أشخاص من عشائر الشرابين والشعيطات وبعض كتائب الجيش الحر وعنصرين من قوات (YPG) في اشتباكات اندلعت بين الطرفين قرب مدينة تل تمر شمال الحسكة اليوم السبت.
ونقل المصدر ل"زمان الوصل"عن شهود عيان أن بداية القصة تعود إلى ملاسنة كلامية بين عناصر من حاجز (YPG) وأحد أبناء العشيرة منذ أسبوع خلق توتراً سرعان ما تحول إلى اشتباكات بين الطرفين، ليسيطر أبناء العشيرة على طريقي الحسكة ورأس العين (سري كانيه)، بينما سيطرت قوات (YPG) على وسط البلدة.
وأوضح المصدر أن البلدة تعيش حصاراً مطبقاً منذ أسبوع، في ظل اشتباكات متقطعة ليلاً تطورت في القرى المحيطة بالبلدة كقريتي (العصفورية والأغيبش) إلى إحراق منازل للمدنيين الكرد من قبل أبناء عشيرة الشرابين.
وبحسب أسير أُفرج عنه مؤخراً فإن الحواجز التابعة للجيش الحر تساعد عشيرة الشرابين بإنزال المدنيين الكرد من وسائل النقل التي تقصد محافظة الحسكة لذلك لجأ أهالي المنطقة إلى اتخاذ طرق الفرعية مسلكاً لهم.
الأمر الذي حدا بأهالي محافظة الحسكة إلى عقد اجتماع في مقر المجلس الوطني الكردي ضم الأحزاب العربية والحركة الآشورية وحزب اتحاد السريان، بالإضافة إلى مجلس غربي كردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي.
و بحسب المصدر فان الاجتماع تمخّض عن "مشروع وثيقة التفاهم الوطني في مدينة الحسكة الذي يتضمن النقاط التالية:
-نبذ العنف وكل أشكال التمييز العنصري والديني والطائفي بين شرائح المجتمع في مدينة الحسكة
-السعي لحل الخلافات والنزاعات بين أبناء المدينة بالطرق السلمية
-رفض كل محاولات الهيمنة والاستعلاء على أساس قومي أو ديني
- تحريم الاقتتال أو التصادم بين التشكيلات العسكرية في الحسكة
- إخراج المؤسسات ذات النفع العام والخاص من دائرة الصراع
- التعهد بإطلاق وتفعبل لجنة السلم الأهلي في مدينة الحسكة
وأشار المصدر إلى أن اجتماعاً سينعقد يوم الاثنين القادم لتفعيل هذا المشروع والذي يمثل الانطلاقة الأولى لهذا التفاهم.
بيان الوطني الكردي
وفي السياق ذاته أصدر المجلس الوطني الكردي بياناً بما يحصل في بلدة تل تمر وصف التطورات بأنها خطيرة أدت إلى اشتباكات بين مسلحي العشائر وقوات (YPG) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى والمزيد من المعاناة للأهالي.
واعتبر البيان أن ذلك يشكل تهديداً حقيقياً وجدياً للاستقرار والسلم الأهليين في المحافظة، داعياً إلى وقف الاشتباكات المسلحة والحفاظ على الاستقرار، ووقف معاناة الأهالي بالهجرة خارج مدينتهم.
وأكد على ضرورة وأهمية الحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء وتجنب أي صراع أهلي يستفيد منه النظام، ولا يصب في خدمة الثورة السورية وأهدافها.
كما طالب البيان (قوى المعارضة الوطنية والحراك الثوري بكافة فصائلها للتنسيق والتعاون والحوار في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة لحل مختلف القضايا، وعدم إقدام أية جهة بمفردها على أي عمل من شأنه إلحاق الضرر بالسكان الآمنين وثورتهم المباركة).
اليساري يتنصل
يذكر بأن الحزب اليساري الكردي الذي يترأسه محمد موسى تنصّل من البيان المذكور من حلال ناطقه الرسمي والذي جاء فيه (حيث وصف البيان شهداء قوات الحماية الشعبية بالقتلى دون إضفاء صفة الشهداء، بالإضافة إلى توجيه أصابع الاتهام الى قوات الحماية الشعبية بأنها جهة تعمل بمفردها، وهذا ما لا ينسجم مع مقررات الاجتماعات الأخيرة التي تم عقدها مؤخراً في أربيل عاصمة إقليم كردستان، هذه الاجتماعات التي ما زالت مستمرة الى الآن).
وحمّل الحزب اليساري لجنة صياغة البيان مسؤولية ما جاء فيه، معتبراً أن أي جهة تواجه قوات الحماية الشعبية في المناطق الكردية في غرب كردستان "عصابات مجهولة الهوية" لأنها "تحاول تفريغ حقدها الدفين تجاه قضية الشعب الكردي".
وشدد الناطق باسم اليساري على أن قوات الحماية الشعبية ليست تابعة لجهة معينة بل هي جهة شعبية تطوعية تمارس عمل الدفاع عن المناطق الكردية بكل بسالة وأمانة، في موقع المقاومة لا المواجهة، مع "تأكيدنا التام بأن معاناة الأهالي لن تتوقف في حال هجوم تلك العشائر على ممتلكات المواطنين الكرد وإحراق منازلهم وتهديد أمنهم بقوة السلاح".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية