أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفتنة والقتل في جرمانا.. 100 شهيد بقذائف ومفخخات مجهولة المصدر خلال 7شهور

مازالت مدينة جرمانا تتعرضُ لوابل من قذائف الهاون, والعبوات الناسفة ناهيك عن الانفجارات الضخمة التي هزت المدينة خلال سبعة شهور ماضية, ولا سيما بعد تشديد النظام هجماته الشرسة على الغوطة الشرقية ضمن محاولاته المتكررة للسيطرة عليها.

حتى لا يكاد يخلو يومٌ من سقوط قذيفة أو انفجار عبوة ناسفة, وإحداث خسائر على الصعيدين المادي والروحي.

تبادل اتهامات
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من(100) شهيد سقطوا في هذه المدينة نتيجة هذه القذائف التي تعتبر إلى الآن مجهولة المصدر وقد أدى ذلك إلى تضارب آراء الأهالي من موالين للنظام ومعارضين له حول مصدر القذائف ومن المستفيد من إحداث هذه الأضرار والاضطرابات التي يتعرض لها الأهالي, فالموالون كعادتهم يسارعون في كل مرة إلى اتهام الجيش الحر و تحميله المسؤولية حيال ما يجري وكان للسيد (س.ع) رأيٌّ في ذلك، فقال ل"زمان الوصل"إن معظم ما تتعرض له الغوطة الشرقية من قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ تتمركز على أطراف مدينة جرمانا أو تنطلق من نقاطها العسكرية وفروعها الأمنية فمن الطبيعي أن يردَّ الجيش الحر على هذه الضربات بقذائف الهاون, ونتيجة عدم امتلاكه للأسلحة الحديثة, وعدم تقديره للمسافات بشكل مدروس تقع أخطاء وتسقط القذائف بشكل عشوائي بأماكن مختلفة من جرمانا.

في حين كان للسيد (ه.ك) رأي مختلف مفاده بأن هذه القذائف لا تسقط عشوائياً وإنَّما مقصودة من قبل "العصابات المسلحة" أولاً نتيجة حقدهم على جرمانا على اعتبارها تضم الأكثرية الدرزية الصامتة، وثانياً بهدف السيطرة عليها لتكون مدخلاً للعبور إلى دمشق خاصة أنّها المدينة الوحيدة الّتي بقيت خارج سيطرة الجيش الحر في الغوطة الشرقية.

الحادثة التي قلبت الآراء
أما ناشطو جرمانا السياسيون كانت لهم اّراء وتحليلات تبدو منطقية إلى حدٍ ما، حيث كان هناك ربط زمني بين تاريخ سقوط القذائف أو حدوث التفجيرات وبين بداية هجمات النظام على المناطق المجاورة لجرمانا (بيت سحم,عقربا,المليحة).

وحسب رأي الناشط السياسي (ي.د) الذي رجع فينا إلى تفجيري (28-11-2012) في ساحة الرئيس حيث أوديا بحياة 30 شهيداً وما يزيد عن 50 جريحاً بأنه كان قبل يوم فقط من الحملة الشرسة لجيش النظام على بلدتي بيت سحم وعقربا وذلك لإشغال الناس بأن العصابات الإرهابية وراء التفجيرين وليزيد من حقدهم على جيرانهم من السنة وليضمن دعمهم له فهو في حملته هذه يدافع عنهم.

في حين يقدم لنا الناشط (ج.ق) ربطاً زمنياً اّخر ويذكرنا بحادثة استشهاد الشاب لؤي كرباج تحت التعذيب في أقبية النظام والتي أثارت سخط عائلته خاصة وأهالي جرمانا عامة وكانت جرمانا على وشك انخراطها الكامل في الثورة إثر هذه الحادثة.

ففي اليوم ذاته سقط على حيي القريات وكرم صمادي 13 قذيفة أدت إلى استشهاد أربعة من شبابها حيث كان تشيعهم وتشييع لؤي كرباج في اليوم ذاته، ما أدى إلى حدوث انقلاب في آراء الناس وتحميلهم الجيش الحر مسؤولية سقوط القذائف.

وحسب رواية ناشط اّخر فإن قذيفتي الهاون اللتين سقطتا منذ أيام قليلة بين مدرستي زاهي سمين وهيثم عبد السلام، أدتا إلى استشهاد 8 من أبناء جرمانا وأكثر من 20 جريحاً كانتا من عيار (260)، فالجيش الحر لا يمتلك هذا النوع من السلاح وخاصة أن أحد المزارعين أفاد بأنه سمعهما تنطلقان من إدارة الدفاع الجوي المحاذية لمدينة جرمانا وفي الوقت ذاته كانت بلدة بيت سحم تتعرض لنفس النوع من القذائف حسب رواية تنسيقيتها.

كما أن معظم الناشطين لا ينفون سقوط قذائف عشوائية من قبل الجيش الحر ولكن أضرارها بسيطة وغالباً ما تكون أضراراً مادية قياساً بالقذائف المدروسة التي يقصفها النظام على المدينة لمتابعة سياسته المعهودة في إخافة الناس من المتطرفين الإسلاميين، ولدفع شباب جرمانا إلى التعسكر والقتال في صفوفه ضد إخوتهم من أبناء المناطق المجاورة.

ويأتي كل ذلك في الوقت الذي تستضيف فيه جرمانا عوائل الأسر النازحة ويتشارك الموالون فيها والمعارضون تقديم كل ما يلزم حيالهم، حيث يزداد غضب أهلها وخوفهم مما يجري على أرض مدينتهم ذات الأكثرية الصامتة والتي التزمت الحياد خلال عامين من الثورة واقتصر نشاط معظم معارضيها على العمل الإغاثي فقط.

سارة عبد الحي - زمان الوصل
(141)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي