كما قذف قذافي ليبيا معارضيه بأنهم متطرفون من أهل "القاعدة"، بشّر بشار سوريا وأنذر ببركان الإرهاب الذي ساهم ووالده بسدّ فوهته ومنع انفجار ثورته على امتداد أربعة عقود، فالويل والثبور وعظائم الأمور والزلازل والبراكين وجحيم الطائفية والطائفيين ستحرق الأخضر واليابس إذا ما تزحزح الأسد عن العرش، هذا إن نجا أخضرٌ أو يابسٌ من الإصلاحات التي تجري على قدم وساق تحت شعار "الأسد أو نحرق البلد".
والغرب الذي تعامل مع تصريحات القذافي بأذُن من بنزين وأخرى من كيروسين، أَولى تحذيرات الأسد كل اهتمام، حتى صار عنوان ما يحدث في سوريا "الأيدي الخطأ"!
يمتنعون عن تسليح المعارضة بذريعة إمكانية وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، أو بالأحرى الذقون الخطأ، حيث صارت اللحية من أسلحة التدمير الشامل المثيرة لرعب الغرب والشرق وإسرائيل بينهما، لتتقاطر قوافل الأسلحة غير الفتاكة التي أشبعها الشباب السوري سخرية على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وآخر ما تفتّقت عنه هواجس الغرب ظهر في حملة بلجيكية تحت اسم"شاي من أجل سوريا"، حيث لم تحظَ بجمع مبلغ مأمول بحجة احتمال وصول الأموال إلى الأيدي الخطأ، وبناءً على ذلك نقترح استبدال الحملة بمشروب آخر وربما أكثر شعبية لدى السوريين.
(متة لأجل سوريا) قد يكون عنواناً أقرب إلى معظم السوريين لا سيما في حمص والقلمون والساحل، وللمتة دلالاتها الاجتماعية والاقتصادية وحتى العسكرية في بلادنا!
وللتوضح فإن لجلسات المتة طقوساً خاصة، حيث يتحلّق (المقرقعون) حولها يمارسون معها كافة أنواع الكلام الفارغ المليء بالجدل البيزنطي السوري مع قليل من النميمة البنّاءة المستوحاة من "النقد البنّاء" في أدبيات العبث البعثي!
والمتة مؤشر اقتصادي هام يبزّ بدقته مؤشرات (ناسداك وداوجونز ونيكاي) مجتمعين، حيث تدلّ جلسات المتة على البطالة بنوعيها اللذين تعج وتضج بهما سوريا، فإن كانت الضيافة "ضرب متة" فذلك يعني أن الجلسة طويلة ما يؤشر على أن الضيف والمضيف عاطلان عن العمل!
أما في المؤسسات والشركات العامة، ورغم منع ممارسة المتة أثناء الدوام الرسمي، إلا أنه ضربٌ من المستحيل أن تدخل دائرة حكومية دون أن تجد ضرب المتة حاضراً، وفي ذلك دليل على البطالة المقنّعة والفساد أيضاً، لأنك لن تعدم موظفاً يمسك كأس المتة بيد منتظراً أن تضع له ثمن فنجان القهوة باليد الثانية، وتلك من أنواع الأيدي الخطأ أيضاً!
أما الدلالات العسكرية للمتة فتتجسد في حقيقة مفادها أن المصاصة رفيقة العسكر من أدنى الرتب إلى أعلاها لاتفارق الجيوب بديلاً للقلم، فلا تجد جنديين أو ضابطين إلا وكان ضرب المتة ثالثهما طوال فترة ما قبل "المؤامرة الكونية"، التي اكتشفوها لتكشف أن أنظف جهاز في جسم جيشنا الباسل هو الجهاز البولي، وذلك لكثرة ممارسة المتة المدرّة للبول...!!!!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية