أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حملة وطنية بلجيكية لدعم الضحايا.. حتى الشاي يمكن أن يصل "الأيدي الخطأ" في سوريا!!

يسعى منظمو حملة وطنية لمساعدة السوريين، انطلقت يوم الجمعة في بلجيكا، لتشجيع أبناء هذا البلد، المتخوفين من وصول المساعدات إلى المجموعات المتطرفة، على التبرع وذلك تحت شعار "شاي لأجل سوريا" باعتباره عادة اجتماعية سورية ترمز لجلسات الألفة العائلية.

بدأت الحملة بفعاليات"يوم عمل وطني" لجمع التبرعات، عبر نشاطات للمؤسسات الخيرية إضافة لمبادرات الفردية والأهلية، وواكبتها تغطية كثيفة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، كما خصصت بعض الصحف نصف مبيعاتها في هذا اليوم للتبرع".

لكن هذه الحملة لم تجمع في اليوم الأول أكثر من 600 ألف يورو، وهو ما يعكس عادة فتور الحماسة للتبرع رغم الدعاية الكبيرة التي تصاحب الحملة.

يقول إيريك توتس، رئيس مؤسسة "12-12" البلجيكية المنظمة لهذه الحملة، إن حركة جمع التبرعات "بدأت أبطأ مما تخيلنا".

وتتمتع هذه المؤسسة "12- 12" بالثقة لدى البلجيكيين وبصورة إيجابية، إذ سبق أن نظمت حملات تبرع مشابهة حققت نجاحاً كبيراً، مثل حملة مساعدة ضحايا زلزال "هايتي" التي جمعت خلالها حوالي 25 مليون يورو، وقبلها حملة لضحايا "التسونامي" جمعت ما يقارب 40 مليون يورو.

*كارثة غير طبيعية
وأضاف توتس لفرانس برس "حتى قبل أن نبدأ عرفنا أنها ستكون حملة صعبة لأنها تفتقد للميزات التي ينبغي توافرها لتكون الحملة ناجحة جدا".

وعزا توتس هذا الفتور إلى طبيعة الأزمة السورية باعتبارها "عسكرية وسياسية سببها الإنسان"، موضحاً "في هايتي والتسونامي كانت الأزمات بسبب الطبيعة، وجاءت بمشهدية صادمة مع آلاف الضحايا في لحظة واحدة".

وسائل الإعلام البلجيكية ضجت بأخبار المقاتلين الذين تحولوا إلى ظاهرة إعلامية، ورغم أن عددهم قدر بالعشرات لكن القصص التي عرضت خلفت وقعاً كبيراً، تبعها قيام الشرطة البلجيكية بحملة مداهمات وتوقيفات هذا الشهر استهدفت شبكة تجنيد المقاتلين المتطوعين.

لكن هذا الفتور الأولي للتبرع لا يعود فقط لطبيعة الصراع، فالبلجيكيون صاروا يرون الأزمة السورية عبر عنوان "المجاهدين الأجانب"، الذين يقاتلون مع المجموعات الإسلامية المتطرفة في المعارضة السورية المسلحة.

فوسائل الإعلام البلجيكية تنشر بإسهاب أخبار المقاتلين الذين تحولوا إلى ظاهرة إعلامية، كما قامت الشرطة البلجيكية بحملة مداهمات وتوقيفات هذا الشهر استهدفت شبكة تجنيد المقاتلين المتطوعين.

لمواجهة هذه الفكرة السلبية عمل منظمو الحملة على التعريف بطبيعة الصراع الذي خلف أكثر من 70 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة، وجاء في الإعلان عنها أنها لمساعدة "ضحايا الحرب الأهلية في سوريا حيث انتقل الربيع العربي إلى شتاء قاس وطويل".

كما استعانوا بشخصيات بلجيكية مؤثرة لدعمها، مثل الصحافي رودي فرانكس الذي اشتهر في بلده بتغطية الصراعات الدولية للتلفزيون الوطني الناطق بالهولندية، بما فيها الأزمة السورية.

فرانكس أطل عبر العديد من وسائل الإعلام، وقال إنه يتفهم "عدم الثقة والتردد" من التبرع خوفاً من وصوله "لمتطرفين إسلاميين أو لشراء الأسلحة"، لكنه شدد على ما اعتبره جوهرياً، وقال "يجب ألا نوجه أنظارنا إلى "الأيدي الخطأ"، فهذه الحملة تركز على "الأيدي الجيدة"، مضيفاً "إن 95 بالمئة من السوريين يحتاجون إلى المساعدة، وهم الذين تضرروا ولا يريدون هذا القتال والمعاناة".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن نحو أربعة ملايين تشردوا داخل وخارج سوريا بسبب الصراع، وأن هناك نقصاً كبيراً في الوفاء بالتعهدات المالية التي تلقتها للمساعدة، بعدما وصلت 1.5 مليار دولار.
الممثل الكوميدي البلجيكي الشهير غيرت هوستا دعم أيضاً الحملة، مشدداً على أنها تهدف الى مساعدة "الضحايا فقط".

وما يحدث في بلجيكا يمثل عينة من نظرة الرأي العام الغربي للصراع في سوريا، والأثر السلبي البالغ الذي أحدثته المجموعات المتطرفة المسلحة في المعارضة، بعدما تحولت الثورة السورية من تحرك سلمي إلى صراع مسلح جراء العنف الدموي لنظام بشار الأسد.
لكن رغم ذلك يقول رئيس المؤسسة المنظمة للحملة أنها "بطيئة لكن ليست مخيبة للآمال"، متحدثاً عن شعار "شاي لأجل سوريا" الذي وجدوه بمثابة المنقذ قبل أن يصير عنواناً للتحرك، ويضيف "أخيراً أمكننا الخروج من النقد والمناخ السلبي".

وبالفعل أحدث هذا الرهان خرقاً مباشراً، حيث جاءت الاستجابة للمبادرة عبر مبادرات شخصية. وانتشرت مثلاً قصة أربع صديقات اخترن دعم الحملة عبر إعداد الشاي وبيعه للمسافرين في القطار الذي يركبنه يومياً إلى عملهن.

منظمو الحملة سيركزون على تشجيع هذا النمط من المبادرات الأهلية حتى نهاية حزيران/يونيو المقبل، موعد انتهاء الحملة التي يمكن أن تمدد بحسب تطورات الوضع السوري كما قالوا، وربما يمدد ايضاً تلقي التبرعات على الحساب المصرفي حتى ما بعد نهاية 2013.

زمان الوصل - رويترز
(102)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي