تحوّلت سوريا إلى ساحات للوغى بين أصحاب اللحى والمشاعر والشعائر والبشائر والبصر والبصائر الدينية والمذهبية، في ظل نظام يتباهى بعلمانيته، ويَضع على رأس أولويات جيشه الباسل بوط عسكري لفرط تلميعه يصلح أن يكون مرآة لوجه جندي يحرّم على ذقنه أن تعيق قطعة قطن أثناء المسح، كما يعلم كل من أدى الخدمة الإلزامية من الشباب السوري!
كبار لحى حزب الله يمّمت وجهها شطر "الواجب الجهادي المقدس" في القصير وما حولها ومناطق أخرى من حمص ودمشق وحلب وحماه وإدلب بإذن من أكبر لحية في الحزب الذي تحولت تهديداته و(انحولت) من حيفا وما بعد حيفا إلى القصير وما بعد القصير!
ولا ننسى اللحى القادمة من الشرق مع توافد مقاتلين إيرانيين وعراقيين وحتى سوريين "وطنيين" تدربوا في معسكرات إيرانية وحصلوا على جواز سفرهم للمرور إلى الجنة من بلاد الشام، الأرض التي ابتلعت دماء أكثر من مئة ألف ضحية حتى الآن في الطريق إلى السماء!
وعلى الجانب الآخر هناك لحى أيضاً استأثرت بحصة الأسد من الحديث الدولي عن الثورة السورية، اللحى مقامات أيضاً ياسادة في تصنيفات النفاق العالمي، فاللحية التي تشحذ سكين الذبح تقبع تحت طاقية الإخفاء الطائفي، لا تشبه تلك التي يحمل صاحبها بندقيته وما تيسر ليدافع عما تبقى من كرامته وأهله!!
وهذا لا يعني أن تلك اللحى خالية من الشوائب أيضاً، فمنها ما انضوى تحت كتيبة(صوّرني وانشر على الفيس...والدعم يأتي كداديس)، وأخرى انضمت إلى لواء (لايغشى الوغى ولا يعف عند المغنم) وثالثة لحقت جماعة (الأغنام غنيمة والنحاس بربع القيمة)، والقائمة تطول بما هو معقول وغير معقول.!
وفحوى المشكلة أن "الواحد منا يحمل في داخله ضده"، وذلك طبع الغارق بالنفاق، ومن هنا أعلن أن كلام الدكتور عزمي بشارة يمثلني "هنالك أزواج من الصفات إذا اجتمعت في إنسان تحصل كارثة بيئية، الجبن مع القسوة، الخبث مع الغباء، قلة الكفاءة والعنصرية،(التعالي الأجوف على الكفوئين باختلاق تفوق وهمي قائم على غباء)، الغرور مع التظاهر بالتواضع، الطبع الإجرامي المتلبس بصورة الضحية، البخل المادي مع كثرة الكلام، الكذب مع ادعاء التديّن، الكذب مع ادعاء العلمانية، الكذب حين يجتمع مع أي صفة أخرى".
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية