قد تبدو بعض التحليلات والتعليقات التي يتداولها النشطاء على (الفيس بوك) تحمل نوعاً من المبالغة، إلا أن بعضها واقعي وليس صعباً في معظم الأحيان تمييز الغث من السمين، لاسيما إذا كان مدعوماً بقرائن.
ومنها ما يتم تداوله حول ما يجري على الأرض فدوّن أحدالنشطاء "أن شيئاً ما يحدث في سوريا،فمنذ شهرين فقط كان النظام يخسر يومياً المزيد من المناطق ... وعندما يخسر منطقة لا يعود اليها أبداً، فيقصفها بالطيران والسكود، حتى شعر الجميع أن قدرة النظام على الضرب والحشد العسكري قد أصبحت شبه معدومة".
وفجأة حسب الناشط- رُفع الحصار الذي دام شهوراً عن معسكري وادي الضيف والحامدية وانسحبت حركة أحرار الشام من العملية وترك الثوار في جبهة بابولين ليستشهد منهم 30 مقاتلاً ليفك الحصار".
ومن جبهة حلب وريفها ينقل الناشط تراجع الاختراقات، مشيراً إلى أنه بعد أن كان سقوط الأكاديمية ومدرسة المدفعية وشيكاً، وحصار فرع الجوية قد استمر شهوراً تسعة وبعد حصار مطارات عسكرية لشهور عدة، فجأة صار الحديث فقط عن الحفاظ على السيطرة على الحارات السكنية المحررة.
ويلفت الناشط إلى تراجع جبهة أخرى في غاية الأهمية في جبل التركمان شمالي اللاذقية التي كانت تسبب رعباً وصداعاً للنظام وشبيحته.
واليوم يتحدث النظام عن استعداده لاقتحام القصير، وأنباء عن حملة كبيرة على إدلب وجبل الزاوية ... عدا عن شائعات أخرى هي بالتأكيد جزء من حرب نفسية يشنها النظام. ويشكك الناشط بإمكانية الجيش النظامي "ونعرف أنه بدون أي حرب هو غير قادر على القتال ... فكيف بعد استنفار لمدة عامين، وبعد خسائر هائلة طوال الشهور الماضية".
ويقول الناشط إنه لو قاطعنا هذه المعلومات مع أنباء صحفية لجرائد بريطانية أن النظام قام بسحب ما يعادل 3 ألوية من الجبهة عند الجولان، ولو قاطعناها مع معلومات تتحدث عن بدء استعمال النظام للفرقة الثالثة التي كان يحتفظ بها لحرب إقليمية ممكنة ضده، ومع معلومات أخرى عن لقاء فائق الأهمية لأمين حزب الله حسن نصر الله في ايران وعن أوامر أعطيت له بالدخول بالمعركة بكامل قوته وبإسناد نقاط ضعف جيش النظام وهي كثيرة وخاصة بالقصير وريف دمشق وادلب وغيرها، إضافة إلى الأخبار عن إمدادات عسكرية فوق العادة أرسلتها طهران للنظام.
ويخلص الناشط بعد كل ذلك إلى نتيجتين، فهناك تراجع غير منطقي من كتائب الجيش الحر وخاصة في حلب وإدلب، مقابل مقامرة كبرى يقوم بها النظام يزجّ فيها بكل ما تبقى لديه من مقدرات راجياً كسب المعركة.
ويميل الناشط إلى الاعتقاد بأن الحسم سيكون مستحيلاً على النظام، وفي حال تمكن الثوار من الصمود ومن كسر هذه الهجمة الشرسة فأعتقد أنها ستكون الأخيرة في جعبة النظام، ومن بعدها قد يبدأ سيناريو التقسيم أو الخضوع للمبادرات السلمية في حال فشل هجمته تلك.
ويعتبر أن الأساس ألا يهن الثوار ويهتزوا لحرب النظام الإعلامية، "فمعظم انتصاراته المزعومة هي دعائية ونفسية" مشدداً على وجوب فتح جبهة حماه و ريف شمالي اللاذقية وتأمين ما يلزم لهما من السلاح.
زمان الوصل - الحق الأدبي محفوظ لصاحب النص الذي لم نتمكن من التعرف إليه
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية