كثيراً ما نقلل من حجم أعدائنا و قوتهم وذلك من الممكن أن يكون سبباً لتأخير النصر المنتظر , بالإضافة لعدم مراعاتنا للمكائد التي تعرضنا لها عبر تاريخنا المملوء بالحروب و الثورات .
نعلم كيف استطاعت الصهيونية أو الماثونية تقسيمنا عبر التاريخ جغرافياً , ولكن ربما لا نعلم أنها الآن تقوم بتقسيمنا فكرياً , يقول الكثيرين أننا آخذنا من الغرب كل ما هو سئ ولكن الحقيقة أنهم زرعوها بشكل غير مباشر فهم يهيئون دائما لكل خطة وحتى لو كانت تحتاج مئة سنة لتنفيذها .
الخطة التي تحاك الآن تحتاج لعنصرين :
الأول : جهة يحبها الشعب ويثق فيها .
الثانية : إضعاف المعنويات لتقبل الطرح الذي سيوصلهم للهدف .
من المعروف أن المعارضة الخارجية لا ترقى لطموح الشعب و غير معترف فيها تقريباً فهي ليست خيار سليم بالنسبة لهم , و الجيش الحر ليس مبنى بشكل مؤسساتي ولا يعمل بشكل منضبط تحت قيادة واحدة , لذلك خير نموذج لهم هو جبهة النصرة (وأنا هنا لا أقول أنها من صنيعتهم بل هي نموذج جيد بالنسبة لهم ), جهة منتظمة و متماسكة و محبوبة ويقومون بزيادة شعبيتها من خلال عدائهم لها و الخوف منها .
التفجيرات التي حدثت في أمريكا هي تلميح لأنها تتعرض للإرهاب و تهديد كوريا لها تلميح بأنها ضعيفة تترافق هذه التلميحات بتلميح عن ضعف إسرائيل من خلال اختراقها تقنياً وسحب ملفات مهمة الخ ..
كل هذه التلميحات من اجل تعزيز فكرة ( التنظيمات الجهادية ) وأن الخلافة هي الحل وانأ شخصيا لست ضدها ولكن يجب أن نكون حذرين في كيفية التنفيذ ..
وهكذا ستهيمن جبهة النصرة من خلال شعبيتها المتزايدة وانجازاتها الميدانية , فيتم تامين عنصرهم الأول للمفاوضة .
أما بالنسبة للعنصر الثاني :
- الإشاعات التي أطلقت على مقتل بشار الأسد ليس محض صدفة أيضا فخروجه تلفازياً كان اكبر خيبة أمل لأغلبية السورين .
- اختراق العديد من الكتائب المقاتلة على الأرض بالإضافة لفشل المعارضة الخارجية باتخاذ موقف جاد بالإضافة لطول مدة الثورة سيفقد السورين أملهم نوعا ما .
- مضايقة اللاجئين في الخارج وسوء المعاملة والحياة المذلة و القاسية التي يذوقوها كل يوم يجعل من كل سوري مهزوم من داخله .
- تصعيد القتل و الإكثار من المجازر كل هذه الأمور من اجل البدء بالخطوة المهمة من مشروع الإقليم العلوي أو الدولة العلوية إن صح التعبير ولكن كيف !! .
بالتدريج في البداية يجب إضعافنا معنويا في الداخل و الخارج و العمل من أجل إيقاف شلالات الدم و إعادة الكرامة للشعب و المهجرين بطريقة ترضي الطرفين (نظام – معارضة) كيف يكون ذلك ؟
الجواب : بالهدنة ..
ينسحب النظام من مناطق بالمقابل يسلم مناطق بحيث يصبح هناك إقليمين .
على الأغلب سيتم تسليم سوريا مقابل الساحل وحمص وهذه كانت الخطة منذ البداية وهو سبب التمسك بحمص فالمنطق يقول كيف يحرر الجزء الشمالي من سوريا الذي كان تابع بشكل كامل تقريباً و بالمقابل حمص اغلبها محرر !!!
كيف ستكون الهدنة مغرية ؟
- سيكون من أهم شروطها إطلاق سراح المعتقلين .
- سيقف شلالات الدم و المجازر .
- حل أزمة السورين اللاجئين .
- عودة المغتربين لبلدهم فهل تعتقدون أن التضيق على السورين في معظم الدول هو مجرد صدفة .
- المباركة الدولية التي ستنالها بالإضافة للوعود بأمور مغرية .
- أما من الناحية الدولية فهذا المخطط سيرضي الجميع و الكل سيبقى محافظا على مصالحه في سوريا .
الخطورة في الهدنة انه ستبرد الهمة وتصبح القصة سياسة باردة كما هو الحال في فلسطين ولن نستطيع رد الجزء الباقي من سورية بسهولة كما انه سيكون هناك غضب عالمي على من سيخترق الهدنة هذا ما سيجعل من المسألة باردة جدا و سننسى مع الأيام ونتعود على دولة جديدة بجوارنا وربما بالأيام تصبح صديقة ونذهب سياحة للاذقية مثلاً .
أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت .
ألا هل بلغت اللهم فاشهد ..
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية