تناقلت مواقع محلية مهتمة لا سيما في قرى جنوب لبنانية نبأ "استشهاد" عناصر حزب الله اللبناني، كان آخرهم حسين محمود حمود، الذي قتل خلال ما أسمته تأدية الواجب الجهادي في سورية. وأشارت إلى أن جثمان حسين وصل ظهر اليوم إلى مسقط رأسه في زبدين النبيطة.
وهي ليست المرة الأولى التي يدفن حزب الله مقاتليه بعد جنازات علنية لـ"شهداء" قضوا أثناء تأديتهم "الواجب الجهادي"، الأمر الذي يعتبر اعترافاً صريحاً ل"جهاد" عناصر الحزب الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد داخل سورية، فضلاً عن ما يُشاع حول قتلى يدفنون سراً بعد شراء سكوت ذويهم بمبلغ يتراوح بين 20-25 ألف دولار.
وذلك ما يؤكد تسريبات صحفية حول وصول مئات العناصر من حزب الله إلى مدينة القصير بريف حمص.
وكانت"زمان الوصل" نشرت تقريراً حول هذا الموضوع.
ويقول تقرير للفرنسية إن عناصر من النخبة في حزب الله اللبناني حليف نظام بشار الأسد، تقود المعركة ضد مقاتلي المعارضة في القصير الحدودية مع لبنان في ريف حمص وسط سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الإثنين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "حزب الله هو الذي يقود معركة القصير معتمداً على قواته من النخبة".
وأضاف "ليس بالضرورة أن يكون المقاتلون قادمين من لبنان، بل يتعلق الأمر بعناصر من الحزب يقيمون في قرى شيعية يقطنها لبنانيون على الجانب السوري من الحدود".
وتشهد القصير اشتباكات عنيفة منذ أيام.
وتمكنت القوات النظامية خلال نهاية الأسبوع من السيطرة على قرى عدة في المنطقة، في محاولة منها للتقدم نحو مدينة القصير الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين.
وأفاد المرصد اليوم الاثنين بأن "اشتباكات مع القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية التابعة لحزب الله في قرى ريف القصير"، أدت إلى مقتل اثنين من الجيش الحر.
ويسعى النظام السوري إلى السيطرة على القصير لما تشكله من نقطة ارتباط بين الحدود اللبنانية ومحافظة حمص، وصلة وصل بين دمشق والساحل السوري.
وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض طالب حزب الله امس "بسحب قواته من الأراضي السورية على الفور"، ومحذراً من أن تدخلاته "ستجر المنطقة إلى صراع مفتوح على احتمالات مدمرة".
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أكد في وقت سابق أن بعض اللبنانيين المقيمين في الأراضي السورية الحدودية والمنتمين إلى الحزب يقاتلون "المجموعات المسلحة" في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك "بغرض الدفاع عن النفس".
وانعكست مشاركة الحزب توتراً عبر الحدود، إذ شهدت مناطق في قضاء الهرمل (شرق) الذي يشكل معقلاً للحزب، سقوط قذائف على قرى لبنانية. وتبنّت مجموعات سورية معارضة في وقت سابق إطلاق القذائف رداً على مشاركة الحزب في معارك القصير.
وسقطت بعض هذه القذائف أمس في مدينة الهرمل التي تبعد 15 كلم عن الحدود السورية، وذلك للمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من عامين.
وسبق لمناطق حدودية ذات غالبية سنية في شمال لبنان وشرقه، ومتعاطفة مع المعارضة السورية، أن تعرضت لقصف من الجانب السوري تفيد التقارير أن مصدره الجيش النظامي.
واليوم، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش طرفي النزاع السوري إلى وضع حد "للهجمات العشوائية" عبر الحدود. وقالت في بيان "يتعيّن على كافة أطراف النزاع في سوريا وضع حد للهجمات العشوائية عبر الحدود على المناطق الآهلة بالسكان في لبنان.
زمان الوصل - الفرنسية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية