لقاء!
أخذوه عبر باب كوخها، لكنّهم لم يقفلوا باب السماء، فصار مع غيم العِطرِ يأتي؛ يُضاحكها، وهي تنثرُ الحبَّ، وتطعمَ الحمام...!
أصلُ التمثال!
تركه صاحبه في الميدان فوقف، يقطب جبينه، ثمَّ يبتسم، وظلَّ على هذا؛ إلى أن مرتْ الزنزانة ذات العجلات الأربعة، فخاطبته العيون الحائرة، وأصابعُ الصِّبيّةِ أشارت من خلفِ الشبك، فانتفض هو، وشهق، وحدقتاهُ نزفتا نارا، حتى رفع قائمتيه، وصار تمثالا من حجر!
قطاف!
في ظهيرةٍ حمراء؛ هبط الشهداءُ مثل سرب نسورٍ، لم يكترثوا للهتافات، بل سجدوا، وقبَّلوا التراب، ثمَّ قاموا إلى البيوت؛ أخذوا الصغار إلى ساحةٍ؛ جاءهم فيها جناح، أصعدهم، والعيون تتبعهم في همٍّ وغم.. وهناك.. في نورٍ بعيد....حطَّوا في أكمةٍ؛ لم يروا ثمارَها من قبل
لوحة!
تداعب الأزرقُ والأبيض؛ فتباعد مركبٌ، حتى بدا إوزةً متجرئة!
وأطلق الأخضرُ عصافير السهلِ، فتأرجحت مُغرّدة نحو الشفق... ووصل الأسودُ ؛ فانقلب المركبُ وحشا، والأفقُ قتمَ؛ حتى انتحب؛ وهو يُسقطُ إلى البحيرةِ عصافيره المتفحمةً!
حُفَر!
في مقبرةِ الشهداء لمع الرملُ الناعمُ في عيون الصغار، فتسقطوا بأياديهم الصغيرةِ؛ يحفرون.. كانت الحُفر تضيءُ، وفي الضوء كانت وجوه..
في لحظةٍ صرخ كلُّ صغيرٍ: أبي.. !
صبارُ الشواهدِ رشَّ ندىً، ثمَّ شذا، والقبورُ أطلقت الرجال؛ يدقُّون الدفوف!
إرث!
المرآةُ المذهبةُ التي تفنن الخبيرُ في صياغةِ إطارِها، تنقلت - مع الزمن - بين حسناواتِ البيوت، وهنئن معها؛ ثمَّ آلت - مؤخرا - إلى من تفرُّ منها؛ وهي تلعنُ سلالةَ صانعها!
محطة!
قذفت جهنمُ شيطانها، فهوى في البحرِ؛ فقامت كائناتُه، تنهشُ عينيه، وكبيرها يحتضنُ صغيرها، حتى أسعفته لُجةٌ، هرّبته إلى اليابسة، فوقف على حافتها لاهثا، وخطا عليها للمرة الأولى، ولمّا تجشأ – مرتابا - في البلاد؛ ارتعدت حكامُها، فأقام مرتاحا، والناسُ - من يومها - في حيرة!
انشطار!
نامَ، فأقعده، منَّاهُ، وأفرحهّ، أتاهُ ببوابةِ بستانِ جدِّهِ المفقود، أسمعه صليل السيوفِ، وأراهُ بتر الرؤوس، ابتسم؛ فأيقظهُ، أبكاهُ، وهو يبحثُ عن ذاتِه، ويحدّدُ صورته في المرآة!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية