مع قيام الثورة ضدّ الأسد وعصابته ظهرت لها تأثيرات متعددة محلية ... وإقليمية ... و ودولية .
- محلياً أسفرت الثورة السورية عن ثلاث اتجاهات :
* الأول الثوار والناشطين في الداخل والخارج : وهم الغالبية العظمى من الشعب السوري والذي لا يألون جهداً في سبيل الثورة ، وقد سقط عندهم حاجز الخوف إلى غير رجعة ، هم من جميع أطياف الشعب السوري بلا استثناء ، وإن كانوا من الطائفة الحاكمة أقلية ولكن الأحرار منهم والعقلاء مع الثورة .
* والثاني العصابة الحاكمة وشبيحتها واعوانها : من جميع الأطياف وإن كان أكثرهم من طائفة عصابة النظام إضافة للمستفيدين من الأطياف الأخرى ، وهذه العصابة في المجمل أقلية لكن تملك القوة والدعم الخارجي العلني والسري !!
* الثالث هم الصامتون : وينقسمون إلى أناس شل حركتهم الخوف لمعرفتهم السابقة بأساليب العصابة من قتل وتعذيب ؛ وبعض من أقعدهم الجبن والخوف على مصالحهم ؛ وجزء بسيط أصلاً لا رأي لهم في الحياة وكأنهم لا ينتمون لهذا الشعب السوري العظيم .
- وإقليمياً كان التأثير قويًا على لبنان ، إذا أن التغيير القريب بإذن الله سيكون له وقع مباشر على مغتصبي لبنان، فضلاً عن انهيار المشروع المجوسي الإيراني في المنطقة كلها، إن معظم الشعب اللبناني مؤيِد للثورة السورية ، حيث لم ينسى ممارسات عصابة الأسد خلال فترة الوصاية..
* لذلك بدأت الأرض تميد من تحت شركاء عصابة الأسد ،وأول الرقص حنجلة سقوط حكومتهم وبالتالي فإنَّ سقوط عصابة الأسد سيكون له أكبر الأثر على لبنان من كل ثورات الربيع العربي.
* ومن غرائب ما كشفت عنه الثورة السورية المجيدة افتضاح أمر عصابة (المقاومة والممانعة) شعار الكذب والدجل الذي مورس على الأمة ثلاثة عقود .
* وكذلك فضح موقف المتناقض لحزب اللات من حزب البعث
* فهو ضد بعث العراق ، رغم أن المحتل الأمريكي هو (الشيطان الأكبر)، كما يسميها الخميني ، لكنه حليف بعث سوريا العلماني كونهم شركاء في مؤامرة الممانعة والمقاومة ،
* وهنا لا نكشف سراً حين نوضح أن البعث السوري كانت السيطرة عليه من قبل عصابة طائفية اتخذت منه ستاراً لتنفذ خططها ومأربها وتأمرها على البلاد والعباد والأمة أجمع ، وانساق ورائها من تخدعه الشعارات البراقة ، بدون تفكير ولا تمييز .
* أما البعث العراقي وإن كنا نختلف معه ، فكان من يمسك زمامه السنة في العراق . لذلك كان الممانع والمقاوم نصر اللات ضده ومع الاحتلال الأمريكي والحكومة الشيعة وقانون اجتثاث البعث
- وكذلك فضحت موقف حكومة الملالي في إيران الطائفية العنصرية الشعوبية ، وليس لأهل المنطقة مصلحة فيها وبعفونتها ونتانتها الظاهرة للعيان ، لم تكشفه بهذا الوضوح إلا الثورة السورية العظيمة ، التي عرتهم من جميع ما كانوا يستروا به عوراتهم ، ويخدعون به الشعوب العربية والإسلامية ، فكشفت كذب المقاومة والممانعة ، وكذب موقفهم من الصهيونية التي هي حليفتهم على مر الأزمان (والمضحك في هذا الصدد التقية السياسية بأنها سيزيل دولة إسرائيل من الوجود) .
* إن العصابة الإيرانية اعتبرت أن حلمها بالوصول للبحر الأبيض المتوسط عبر بغداد ودمشق وبيروت قد تحقق ، فجاءت مفاجأة الثورة السورية لتسقط هذا الحلم وهذا المخطط ، لذلك نجد الملالي يقدِموا كل أشكال الدعم العسكري والمادي والمعنوي لحليفهم الأسد مع أنهم أصبحوا يدركوا أنه ساقط لا محالة ، من خلال تصميم وشجاعة الشعب السوري وقوة شكيمته .
* أملين تفتيت الأمة وتعمِيق جراحها من البحرين الى اليمن وقبلهما العراق والآن جاء دور مصر للأسف ، والنظام الإيراني القاتل لأطفال سوريا يشعر أنه وجد موطئ قدم جديد في مصر ليقتل أطفالها وشبابها مستقبلاً .. فيا أيها الإخوة في مصر العزيزة التنبه لخيوط الأخطبوط الشيعي الذي يلف على رقبة مصر .
- وكذلك كشفها للعصابة الطائفية صنيعة الاحتلال الأمروإيراني الحاكمة في العراق التي كانت تتهم الأسد بالوقوف ضدها –تمثيلية مشتركة بينهم وبينه وبين ملالي إيران – فمن أول أيام الثورة وقف النوري ضدها ، ودعم عصابة الأسد بالمال والمقاتلين الطائفيين وتمرير السلاح الإيراني ، وكان خوفه من امتداد الثورة إليه لما مارسه هو عصاباته الطائفية من القتل والتعذيب والتهجير للسنة ، حتى لغير معارضين له لغرقه في بحر الطائفية المجوسية المقيتة , وقد وصلته الثورة والحمد لله – اللهم انصرها على هذا المجرم المستبد فقد زور الانتخابات ، وبعد انتهاء مدته لم يتنازل عن الكرسي للأكثرية شعية أخرى ! فما الفرق بينه وبين من سبقه في حكم العراق ؟. على الأقل لم يكونوا طائفيين .
- أما تركيا فقد كشفت الثورة السورية عن دور مضيء وحيوي لها وللمنطقة أيضاً ، فبرزت عوامل الإخوة الإسلامية ، مما أظهرت من مواقف نبيلة مع الشعب السوري الهائم على وجهه من شدة التدمير والقتل ، إن هذا الدور لتركيا أعاد المنطقة الى علاقات تاريخية وإسلامية وثيقة بين الشعبين ربطتهما عبر أكثر من نصف قرن .
- ولا ننسى دور كل من المملكة العربية السعودية وقطر فهما من تبنتا موقفاً مؤيداً وداعماً للثورة في الجامعة والمحافل الدولية إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي . وهذا يعبر عن روابط عربية وإسلامية قوية .
- وعلى المجمل فإن بعض دول الخليج الأخرى وقفت على استحياء من الثورة ، على الرغم من أنها ستكون أكبر مستفيد من الثورة السورية عند انتصارها ، وتحجيم دور الصفوية التوسعية بل انهيار المشروع المجوسي الإيراني في المنطقة كلها .
- ودولياً وعربياً فضحت الثورة السورية التخاذل الدولي والعربي في محاولة الالتفات على الواقع المأساوِي للشعب السوري وحجم القمع الدموي والتدمير الهمجي الذي تمارسه العصابة الأسدية بحق شعبنا حيث وقفت عدد من الدول العربية ضد إرادة شعوبها واتخذت مواقف مؤيد لعصابة الثالوث الإجرامي الأسدي والشيعي والروسي .
* كما فضحت الثورة السورية المواقف الألعبانية للأنظمة الغربية ، وكشفت دورها في دعم الدكتاتوريات والتسلط وقهر الشعوب ، عن طريق أنظمة عميلة لها تحقق رغباتها في نهب الشعوب والسيطرة عليها وعلى مقدراتها .
* كما افتضحت دعوى الديمقراطية التي كانت ترفعها شعاراً براقاً ، فعندما أرادت الشعوب تحقيقها ، انقلب الغرب عليها باسلوب خسيس ، فأخذ يماطلها الدعم ، بل يدعم قتلها عندما لم يتخذ موقف حاسماً وفعال لوقف حمامات الدم ، متستراً بأوراق توت غير قادرة على ستر عوراته ، تارةً بالفيتو روسيا والصين ، أكبر دولتين إرهابيتين حتى ضد شعوبها ، وأخرى بجماعات أصولية ([1]) بسيطة ، لا تشكل رقماً بجانب الجيش الحر والثوار على الأرض . إن مطالبة السوريين بنظامٍ ديمقراطي تعددي مدني ، يطلق الحريات للشعب الذي رزح تحت حكم التسلط والدكتاتورية وكبت الحريات نصف قرن أليس من حقه ، واجبهم الوقوف معه حسب شعاراتهم ؟
* وفضحت شعار حقوق الإنسان الذي أطلقه الغرب ، ليستعبد من خلاله الإنسان غير الأبيض ، أليس الذين يقتلون والجرحى والمعتقلين من الناس ؟ !!! فأين موقفه الفعال لوقف سفاهة وفجور عصابة الأسد .
* وفضحت موقفه من تحرير المرأة فتغاضت عن قاتلها ومعتقلها بل وذابحها ومغتصبها ، والمرأة السورية سيدة وحرة ، وتشارك الرجل في ثورة العزة والكرامة ، لكن تحرير المرأة عندهم تحررها من الفضيلة والأخلاق للأسف .
* وفضحت موقفها من حقوق الأطفال ، أليس الذي ذبحتهم عصابة الأسد وأعوانه وشبيحية أطفال؟، أليس لهم حقوق ؟ أين موقفهم ومواقف منظمات الدفاع عن الأطفال من عمليات الذبح والقتل والتعذيب في المعتقلات للأطفال ؟ لم نجد سوى المواقف الإعلامية أين المواقف العملية ؟
- ولن نتحدث طويلاً عن الموقف الروسي والصيني اللا أخلاقي ، والذي يتناقض مع أبسط مبادئ الإنسانية ،إنه موقف أجير للصهيونية والغرب ، ومن أجل حفنة دولارات للمافيا الروسية.
إن الثورة الشعبية في سوريا التي تقاتل هذا الطاغية وأعوانه ، كانت في قوتها وصمودها وثباتها وتلاحمها مفاجأة للجميع ، لذلك على الشعب السوري مواصلة ثورته وجهاده لتحقيق آماله بالحرية والكرامة، والانتقال إلى دولة مدنية غير بوليسية تحقيق التطور والاستقرار وهذا لا يتم إلا بزيادة التلاحم وتوحيد الجهود ورص الصفوف ، التي عودتنا عليها هذه الثورة العظيمة .. (الشعب السوري إيد وحدة)
أيها الفاضحة استمري لفضح المجرمين والعملاء والكاذبين والمخادعين ، مع شعارك الرائع (ما لنا غير يا الله) الرحمة لشهداء والحرية للمعتقلين ..... وعاشت سوريا حرة أبية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية