أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ذكراها الثانية.."زمان الوصل" تروي شهادة "شاهد من أهله" حول مجزرة الساعة

18-نيسان، لهذا اليوم وقع خاص في ذاكرة عاصمة الثورة السورية، ليس لأنه لاحقٌ لذكرى الجلاء الأول عن الفرنسيين، وليس لأن اليوم نفسه من عام 1996 شهد مجزرة قانا التي راح ضحيتها نحو 100 شهيد، وإنما لخطوة خطاها السوريون والحمامصة على طريق الألف ميل في رحلة الاستقلال الثاني من ذهنية الاستبداد والديكتاتورية.

ففي ذكرى الجلاء الأول أعلن ثوار حمص مطالبهم من ساحة باب السباع بتحقيق الجلاء الحقيقي، لتكون -كما هي العادة- أجساد الشباب دريئة لرصاص الشبيحة والأمن ما أسفر عن استشهاد 12 معتصماً وجرح العشرات غيرهم.

وفي اليوم التالي شيّع أهل حمص بكل فئاتهم شهداء اعتصام الأمس في موكب ربما كان الأكبر حينها في تاريخ الثورة الذي لم يبلغ عمرها سوى شهر واحد.

وعقب انتهاء مراسم الدفن عقد المتظاهرون العزم على تنفيذ اعتصام في ساحة الساعة الجديدة(ساحة الحرية)، لتدخل الثورة السورية مرحلة الاعتصامات السلمية.

إلا ان النظام وبكل ما أوتي من بطش وقمع واستبداد ووحشية وضع نهاية مأساوية اعتبرت الأكثر دموية حينها فقدرت أعداد ضحاياه بالمئات إن لم يكن بالآلاف بين شهيد وجريح ومعتقل ومفقود.

وتداول الشارع الحمصي حكايات حول مجريات الأحداث، غير أن "زمان الوصل" سجلت شهادة صف ضابط منشق من دير الزور عن أمن النظام (الأمن السياسي)في حماه حول تلك المجزرة، فقال ما ملخصه أن أوامر جاءتهم للاستعداد كي يذهبوا إلى حمص، بقصد فض الاعتصام، وبعد منتصف الليل شقوا طريقهم باتجاه وسط حمص، حيث مكان الاعتصام.

وتحدث عن محاولات لفض الاعتصام بالتفاوض مع بعض رجال الدين، وبعد تهديد ووعيد وإطلاق نار في الهواء الطلق غادر قسم من المعتصمين معظمهم من النساء.

وأضاف بأن عملية فض الاعتصام بالقوة بدأت رغم أن المفاوضات بين قادة الأمن ورجال الدين لم تنتهِ بعد، وذلك بإطلاق نار مباشر على المعتصمين، مؤكداً ملاحقته بالرصاص وهم يهرعون هاربين إلى الشوارع الملاصقة لساحة الساعة في شارع شكري القوتلي.

فاستشهد المئات (قدر عددهم بين 600-1000 شهيد)، إضافة إلى الجرحى والمعتقلين الذين فقد معظمهم فيما بعد.

والمشهد الأكثر فظاعة كما يروي ابن دير الزور كان فجر ذلك اليوم حين جمع رجال الأمن والشبيحة الجثث المكوّمة على أرض الساحة ونقلها عبر سيارات أمنية (بيك آب)، إفساحاً للمجال أمام رجال الإطفاء كي يزيلوا آثار الجريمة من دماء صبغت الاسفلت الأسود بالأحمر القاني.

وحول قصة المجزرة ينقل الناشط ناجي طيارة أحد المشاركين في الاعتصام بعض ما جرى مدوناّ ذلك على صفحته الشخصية في (الفيس بوك) فيقول:

"في مثل هذا اليوم، وقبل عامين، تحولت جنازة الشهداء الكبيرة في حمص، إلى اعتصام مفتوح في ساحة الساعة، والتي أطلق عليها المعتصمون ساحة التحرير".

ويضيف"يومها صعدتُ على المنبر عدة مرات، خاطبت المعتصمين والعالم، قدمت الشاب علي ملحم، والصبية ميديا داغستاني، ولم أكن أعرفهما قبل ذلك. حين تمنيت خياماً نصبت خلال ساعة، وحين طلبت الحفاظ على نظافة الساحة، تم توزيع أكياس ولملمة الأوراق وعلب الدخان".

وخاطب المعتصمين حينها "أنتم نبلاء كالورد، أطهار كالروح".

وأكد الناشط الذي اعتقل أكثر من مرة أن الاعتصام استمر من الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، مشيراً إلى أنها "كانت تجربة وخبرة تحتاج للكثير من التوثيق والشهادات والمراجعة".

وتابع:"لقد أصبح مفصلاً في تاريخ المدينة وتاريخ سوريا"، لافتاً إلى أن "حمص يومها خرجت من مملكة الصمت إلى فضاء الحرية، وقدمت وما زالت تقدم التضحيات الغالية على ذلك الطريق".

وختم بالقول:"اليوم، وبعد انتصار أبطال القصير في تحرير مطار الضبعة، لا وقت لدينا إلا لمتابعة الانتصار من أجل فك الحصار عن حمص وتحريرها، وسيكون لدينا وقت آخر للمراجعة".

زمان الوصل
(124)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي