أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قبل الشبيحة...بعد الشبيحة..!

عجزت همجية التتر والمغول عن قهر ابتسامة الحماصنة الذين استقبلوا كبير شبيحة الكون حينها تيمورلنك على باب مدينتهم متصنّعين "الجدبة" وهم يعتمرون الأواني المعدنية أو جرار الفخار، وعلى صدورهم أحذيتهم نياشين بوجه الغازي الذي سبقته شهرته بالقتل وشهوته إلى التدمير، ليتعدى العدية دون أي تُسال نقطة دم واحدة، حسب إحدى الروايات التاريخية التي تؤكد أن ذلك كان في يوم أربعاء أكثر الأيام شهرة في حمص وعنها.

لكن تتر القرن الواحد والعشرين حطموا الأربعاء وباقي أيام الأسبوع ليس في حمص فقط، وإنما نثروا الخراب فوق كامل التراب الوطني.

وعلى سيرة التراب يُشاع أن نسبة الزئبق في تربة حمص مرتفعة ماجعل العقارب لا تقارب العيش فيها، لكن تلك النسبة لم تردع العقارب البشرية عن دخول بعض أحيائها لتَلدَغَ من جحر مرات ومرات، ومن كل جحر يتفتّق جرح عساه يندمل بين "الأخوة الأعداء"، بعد أن نجحت تلك العقارب بقلب القلب الأبيض لابن أم الحجارة السود إلى ما هو أسود من السواد وأقسى من حجارة بكل الألوان!
حمص التي اشتهرت بأنها أنظف دول العالم من التسول والمتسولين، دفع النظام معظم أهلها إلى التوسل كراماً على موائد اللئام، وليس القصد غذاء وبطانية مع أنها من الضروريات، لكن الحديث هنا عن التوسّل والتسوّل ليكون في أيديهم ما يدرؤوا به الموت القادم ممن اعتبر حياتهم دريئة.

وفي اليوم الذي يحتفل فيه السوريون باستقلالهم يعيش أهل حمص ذكرى مجزرتي ساحة باب السباع، والساعة الجديدة، على وقع استئساد شبيحة الأسد وهم ينفثون سمومهم على جمرة الطائفية المغطاة برماد الاستبداد، هي حرب العواصم يحاولون إخضاع عاصمة الثورة، مقابل محاولات إسقاط النظام في عاصمة الأمويين، غير أن أحداً لم يتوقع أن يُترك أهل الثورة في عاصمتها يصلون إلى مرحلة التوسّل لدرجة التسوّل للحصول على ما يسد رمق كرامتهم في مواجهة مصيرهم أمام منافقي المقاومة والممانعة!!

عاصي بن الميماس - زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي