أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شباب من الطائفة يقرّون: "نحن حطب الحرب"، وآخرون: "المعركة معركتنا"

جبال اللاذقية.. - وكالات

نشرت الوكالة الألمانية للأنباء (د ب أ) تقريراً عن دور شباب الطائفة العلوية في الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري، نقلة عن واحد منهم أن "شباب الطائفة هم حطب هذه الحرب".
وهذا نص التقرير: 

لا يتردد شبان من الطائفة العلوية في سورية من تلبية دعوة الاحتياط في جيش النظام السوري أو الالتحاق بما يسمى "قوات الدفاع الوطني" التي أنشئت مؤخراً رغم أن الكثير منهم قد لا يعودون إلى منازلهم وذويهم أحياء و إذا عادوا فعودتهم تكون غالباً ضمن "تابوت" ملفوف بالعلم الذي بات يمثل الموالاة والنظام، بعد أن اختارت المعارضة وجمهورها علم سوريا القديم.

ولم يتردد سليمان الحسن وهو المولود في العاصمة دمشق منذ أكثر من عقدين و نصف ويسكن في إحدى الضواحي المعروفة بتجمع الطائفة العلوية فيها بقبول الدعوة للاحتياط تلبية "للدفاع عن الوطن ضد الإرهابيين المرتزقة". ويجيب عند الطلب منه التحايل على الدعوة وعدم تلبيتها قائلاً: "إذا لم أذهب أنا و غيري، إذن من سيذهب نحن معنيون بما يجري هذه المعركة معركتنا" .

وبعد أيام يلتحق سليمان المنحدر من مدينة مصياف ذات الغالبية العلوية والتي تقع في ريف حماة وسط البلاد بإحدى النقاط العسكرية بدمشق، والتي سترسله بعد تجهيزه إلى نقطة أخرى قد تكون على إحدى الجبهات المشتعلة للمشاركة في القتال، ولا يستطيع أن يخفي خوفاً يبدو على وجهه من مستقبل مجهول ينتظره قد لا يكون طويلاً لكنه يحاول بين جملة وأخرى أن يكرر وعوده بأنه سيبذل جهده كي يكون على قدر المسؤولية وأن لا يتجاوز القانون.
ويعتبر أفراد الطائفة العلوية، الذين يشكلون نحو 10 بالمئة من الشعب السوري، العمود الفقري لقوات بشار الأسد، الذي ينتمي للطائفة ذاتها، ومع تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش ورفض المدعوين للاحتياط منهم الالتحاق ازداد نفوذ العلويين فيه بشكل أكبر إضافة إلى سيطرتهم على الأجهزة الأمنية في ظل وضع بات واضحاً فيه أن أفراد الأكثرية السنية في غالبهم لا يؤيدون نظام الأسد، الذي أعلن "الخيار العسكري والأمني" على الشعب الذي خرج مطالباً بكسر احتكار السلطة لأ كثر من 50 عاماً.
ويروي أحمد عارف، وهو سني من دمشق، مشاهداته عن زيارة قام بها بعد نحو سنة من بدء الأحداث في سورية إلى منطقة طرطوس الساحلية لتقديم العزاء في صديق له من الطائفة العلوية قتل ضمن اشتباكات قرب رأس البسيط. 

وقال عارف إنه اندهش لدى دخوله منزل أهل صديقه حيث وجد صورة للأخير في صدر المنزل بعرض متر وطول مترين يظهر فيها على متن عربة مصفحة وأمامه رشاش آلي متوسط، فتبين أنه انضم لـ "قوات الدفاع الوطني" وهي التسمية المرادفة لجماعات "الشبيحة"، وقتل في كمين لمقاتلين معارضين في منطقة قريبة من الحدود التركية.

ويقول عارف إنه حاول معرفة معلومات أكثر من صديق آخر له هناك انضم أيضاً إلى "قوات الدفاع الوطني"، والذي أقر بأن "شبان الطائفة العلوية هم حطب هذه الحرب المستعرة"، لكن الصديق برر موافقته على ذلك بقوله "لا يستطيع أحد منا الخروج عن الموقف الاجتماعي و الجماعي للطائفة وإلا سيعرض نفسه وعائلته للقتل".

وسمح النظام بتعاظم دور الجماعات الموالية لقواته مثل "الشبيحة" و "اللجان الشعبية" في القتال إلى جانب النظام في معظم المناطق السورية، وبات قسم كبير منهم يتلقون مرتبات من الأجهزة الأمنية أو رجال أعمال من الموالين للنظام، ومن أبرزهم ابن خال بشار "رامي مخلوف" الذي تتحدث أوساط اجتماعية أنه يمول أكثر من 15 ألف شخص يصطفون إلى جانب الأسد و نظامه فضلاً عن أبناء المسؤولين.
واتهمت لجنة تحقيق أممية مشكّلة بقرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مؤخراً بشار الأسد و نظامه بالمشاركة في ارتكاب "جرائم ومجازر، اتخذت منحى طائفيا". ويؤكد بشير الأحمد، وهو جندي سني في مقتبل العمر ما يزال في صفوف الجيش النظامي، حيث تتواجد فرقته العسكرية التي يخدم بها في منطقة ذات غالبية علوية في ريف حمص، أنه يجري تشييع "جثمان" واحد على الأقل يومياً في القرى المحيطة بفرقته.
وتقول براءة ديوب وهي علوية تسكن في منطقة مساكن برزة بدمشق إنه "لا يوجد عائلة من الطائفة العلوية، لم تفقد فرداً منها أو قريباً لها في الصراع الدائر في سوريا"، لكن ديوب، وهي ابنة ضابط متقاعد، ترفض فكرة أن "أفراد الطائفة تدافع عن نظام الأسد" معتبرة أن الطائفة انجرت إلى "المواجهة رغما عنها" جراء التجييش الطائفي والوعيد والتهديد وهي الآن "تدافع عن نفسها" مع وجود تجاوزات في بعض الأحيان.
وتقول إن "بعضاً من خيرة شباب الطائفة العلوية قتلوا أو اختطفوا أو اختفوا في ظروف لم تتكشف بكاملها بعد، لا يوجد بيت في الساحل السوري ذي التواجد العلوي الواضح إلا وفقد شاباً وذلك فقط بسبب انتمائهم الطائفي" وفق تعبيرها.

ولم تعلن أي جهة إحصائيات أعداد القتلى المنتمين للطائفة العلوية، لكن السلطات السورية تردد أن آلافا من جنودها وقوى الأمن قتلوا نتيجة الأحداث التي تشهدها البلاد. و ترفض الناشطة السورية السنية هدى المهايني اعتبار أن "ما يجري استهداف من سنة سوريا للعلويين"، وتقول: "إنها ثورة من أجل الكرامة و الحرية و الديمقراطية و تداول السلطة، لماذا لم نقل نحن السنة و خلال حوالي نصف قرن من حكم آل الأسد والطائفة العلوية للبلاد أنها تستهدفنا و تريد تدميرنا وقتلنا".وتابعت: "ثورتنا فيها من كل أطياف المجتمع السوري و لكنها ذات أكثرية سنية نعم، والسبب هو أن السنة هم الأكثرية في سوريا، فهل هذا ذنب أو تهمة".
وتضيف المهايني: لا ننكر أن لدى النظام موالين من مختلف الطوائف السورية، هذه طبيعة الأشياء هنا، لكن صناع القرار في النظام ومفاصله الرئيسية في الجيش و الأمن من الطائفة العلوية لا أحد يستطيع نكران ذلك، إنه واقعنا السوري المعاش يومياً، وبحجة الحفاظ على الأقليات تباد الأكثرية السنية فهل هذا منطق مقبول نحن لا ندعو للانتقام إطلاقاً لكن نحن بشر".

أما همام حداد الناشط في "لجان التنسيق المحلية" وقد عرف عن نفسه بأنه "علوي بحكم المولد" فيرى أن "البيئة الاجتماعية في المناطق العلوية تعد معادية وتنظر للرافض من العلويين تلبية دعوة الاحتياط في الجيش النظامي بأنه جبان وخائن لها".

وتابع بالقول: هذا لا يعني أنه لا يوجد رغبة لدى الكثير من الشباب العلويين بالانضمام للقوات المدافعة عن النظام والاستثناءات التي ترفض الالتحاق لا تجد أي مفر.. بعض الشباب العلويين مغلوب على أمرهم ويعرفون حقيقة أن هذه الحرب هي ضد الشعب المطالب بالحرية والكرامة وأن هناك جرائم ترتكب بحق سوريين أبرياء وتحمل وزرها الطائفة، لكنهم يكررون بأن ما بيدهم حيلة لتغيير ذلك".

ولفت حداد إلى أن "هناك من رأى أنه لا مفر من الالتحاق، وفضل الانضمام إلى الميلشيات المسلحة التي تعرف في تلك المناطق بـ"جنود رامي" نسبة لرامي مخلوف ابن خال بشار، وذلك طمعاً بوجود تعويض مادي، إضافة إلى البقاء في منطقته".

وأكد حداد أن الحالة العامة تشهد أن الكثيرين طلبوا التطوع في الجيش لاقتناعهم بأنهم يخوضون حرب دفاع عن طائفتهم أو عن وطنهم.

وفيما يخص "الشبيحة"، أشار حداد إلى أن "الجزء الأكبر منها للأسف هم من أبناء الطائفة العلوية الفقراء"، مرجعاً ذلك إلى أن "النظام وبعض أطراف المعارضة أرادوا أن تظهر هذه الميلشيات بأنها طائفية ليؤكدوا نظرية النظام القائلة بأن الطائفة مهددة مثل النظام تماماً وهي مرتبطة بوجوده".

DPA - زمان الوصل
(98)    هل أعجبتك المقالة (107)

جمال

2013-04-15

القول نفسه يعاد مرارا وتكرارا ولم يكن بشار الاسد ليصمد يوما لولا استشراس الطائفة العلوية في الدفاع عنه وهي حرب سنية - علوية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وكفى تنظيرا عن ان الشعب السوري واحد وماهنالك من مفردات سخيفة واليوم هي مرحلة عض الاصابع بين الفئتين ومن يصمد اكثر يفوز بالحرب واما عن كل الطوائف والملل الاخرى يتوجب عليها البقاء بعيدا بحيادية تامة وعدم الانخراط في اتون هذه المعركة التي ستحدد خريطة الشرق الاوسط ان لم يكن العالم لسنوات طويلة ..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي