أصبح مخيم عين الحلوة أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين بلبنان مأوى لمئات الفلسطينيين الفارين من دوامة العنف في سوريا.
لكن هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين الذين نجوا من الصراع المسلح في سوريا -الذي دخل عامه الثالث في الآونة الأخيرة وتشير تقديرات الأمم المتحدة الى انه تسبب في مقتل ما يزيد على 70 ألف شخص حتى الآن- يقولون إنهم يواجهون الآن وضعاً مأساوياً في المخيم الذي يؤويهم بلبنان.
فقد تعين على كثيرين منهم نصب خيامهم بأنفسهم وإيجاد وسائل بارعة لتوصيل الكهرباء والماء لها.
وقال لاجيء فلسطيني يدعى حسام علي فر من مخيم الحسينية في دمشق إن الجالية الفلسطينية تكافح للتأقلم مع ظروف الحياة.
وأضاف علي "إحنا لاجئين فلسطينيين من سوريا طلعنا بالأحداث اللي صارت بالصراعات الجديدة ومالنا ذنب فيها. تركنا كل إشي ورانا وإجينا لهون. هون كمان اجينا على مجتمع فلسطيني الله يكون بعونهن. يعني مجتمعنا هون تعبان فقير ما عنده لا عمل. لا عنده شغل ما عنده حقوق مدنية والمساعدات اللي عم تجي قليلة..يعني صارت مساعدات شخصية من الناس."
وتقدر وكالات الامم المتحدة عدد الفلسطينيين الذين فروا من سوريا الى لبنان بنحو 30 ألفا انضمت غالبيتهم للاجئين يعرفونهم في مخيمات مكتظة بالفعل باللاجئين المقيمين فيها أساسا. ويقيم هؤلاء في شمال لبنان بمخيم البداوي في طرابلس وفي بيروت بمخيمي برج البراجنة وصبرا وشاتيلا وفي صيدا بمخيم عين الحلوة.
وكانت سوريا تستضيف زهاء نصف مليون لاجيء فلسطيني قبل الانتفاضة على حكم عائلة الأسد. وكان ثلث هؤلاء يقيمون في مخيم اليرموك بدمشق الذي اضطر معظم قاطنيه للفرار حين تفجر القتال في ديسمبر كانون الأول.
وقالت لاجئة فلسطينية تدعى أم مصعب فرت من مخيم اليرموك دمشق ان الوضع تعيس في المخيم.
وأضافت "الوضع..هون متل ما انك شايف الوضع تعبان .. الوضع تعيس.. وضع شتات وضع تشرد.. عرفت كيف.. وضع ما بأعرف شو بدي أوصفلك.. برد شتي طين غبرة.. ما في مساعدات ما في إمكانيات.. ما في اهتمام بهالموضوع هادا."
وقال فلسطيني آخر فر من مخيم اليرموك بدمشق أيضا ويدعى محمد "شغل ما فيه.. كنا أقسم بالله الحمد لله معززين مكرمين نحنا بسوريا .. يعني بدنا هون صرنا هون نترجى الواحد ترجاية للشغل."
وفي مسعى منهم لتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية في مخيم اللاجئين بدأ مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين اضرابا عن الطعام أمام مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في بيروت.
وقال لاجيء فلسطيني يدعى مازن حزينة "هادا أول أيام إعلان الاضراب عن الطعام. ومطالبنا صارت معروفة للجميع الآن..اللي هي الايواء وبدل الايجار ومعونة كاملة تكفي لشهر كامل..استطباب مية بالمية..والتعليم لطالبنا..طلابنا صاروا عم يدرسو بالشوارع هلأ..في عندنا هون عائلات عم تنام بالخيم لدرجة إنه في عندنا مرأة هديك اليوم ولدت داخل الخيمة وجابت طفل وسميناه معتصم."
وقالت محتجة فلسطينية أخرى ان اللاجئين في المخيم تنقصهم الاحتياجات الأساسية اليومية.
واضافت أم حسن "جار بيوت ما عندنا..مصروف حق دوا ما عندنا..أكل وشرب ما عندنا. قاعدين هون متل الشحادين وهادا الشيء ما بيجوز."
وقال فيليبو جراندي المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (اونروا) لرويترز في يناير كانون الثاني ان هناك حاجة لأن يبذل المانحون المزيد لمساعدة 20 ألف فلسطيني على الأقل وصلوا الى لبنان وما يزيد على 200 آخرين يضافون لهم يوميا. واضاف ان اونروا طالبت الدول المانحة بتوفير مبلغ 13 مليون دولار لتغطية تكلفة اقامتهم في لبنان حتى يونيو حزيران الا انه لم يقدم سوى نصف هذا المبلغ وقد تكون هناك حاجة للمزيد.
ويستضيف لبنان زهاء 400 ألف لاجيء فلسطيني يقيمون في 12 مخيما بأنحاء البلاد.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية