لن يسقط النظام بقوة السلاح، غداً أو بعد غد على الأقل، ولن تتراجع المعارضة المسلحة عما ذهبت إليه أبداً، وسيستمر النزاع المسلح حتى يعم الحزن كل بيت سوري وتنهار منظومة الدولة بالمطلق، وقتها ووقتها فقط ستتدخل موسكو وواشنطن لفرض حل، لا يستبعد أن يكون تقسيم أو فرض فيدرالية تضمن الخلاف والاحتراب إلى يوم يبعثون .
أعلم لا من جديد فيما قلت، لأن المتجدد يكمن في إلهائنا اليومي كسوريين بالدم والحقد وتحرير حواجز وقرى وإشغالنا بأخطاء المعارضة السياسية ونقد مجريات الأرض، وتكريس وهم وذهنية جديدة مغلفنة بقشور حرية الرأي والتعبير .
أعتقد أن ثمة واجب وطني وتاريخي يقع على عاتق المثقفين، ماهي تفاصيله لا أعلم، لكن اتخاذه والعمل عليه ضرورة ملحة، لأن النظام غرق بالدم وانطلت عليه وعلى من حوله أنهم يحاربون العالم بأسره وأنهم مستهدفون لأنهم ممانعون ومعتدلون ووطنيون .
في المقابل، جل المعارضة المسلحة على الأرض غلب عليها الانزياح الروحي والارتباطات التي لا تخدم لا الحرية ولا الكرامة التي قام لأجلهما السوريون .
ما الحل، لا أعلم يقيناً، لكني وكل السوريين موقن أننا نقتل أنفسنا بأنفسنا ونساهم، وإن لا ندري في قتل سوريتنا وتنفيذ مخططات النظام والعالم بأسره...وهو تدمير كل شيء بما فيه إمكانية التعايش وربما البقاء .
لا يمكن ترك مصير سوريا لنظام فضل كرسيه ومكاسب أهليه على وطن، ولا يمكن إسناده- المصير – لأيد خارجية أو داخلية على الأقل لا تشبهنا ولا تسعى لوحدتنا وتحقيق حرياتنا ...
ما جرى اليوم في ختام اجتماع دول الثماني، لهو دليل واضح لمن كان يشك أو يشكك بمواقف كل العالم، وكان الالتقاء الروسي الأمريكي جلي وواضح، أيعقل أن نستمر في مشاهدة سوريا وهي تحترق أمام أعيننا، بل ونغرق في التوثيق والانشغال بما يريدون لنا أن ننشغل.
الحل لن يأتي على يد الساسة والمعارضة السياسية، لأنها مكبلة ومسيّرة رغماً عنها، ولن يأتي من الأرض أبداً، إذ لا يمكن للدول الكبرى أن تسمح بتفوّق القوة لطرف على الأرض ...لذا لابد من شيء مختلف من سوريين مختلفيين يوقف الدم ويذهب بالنظام ويحافظ على ما تبقى، والأهم، يقول للعالم أن ليس كل السوريين أغبياء يمكن تشغيلهم عبر عواطفهم وثأريتهم ..بل ثمة مثقفين ووطنيين يمكن أن يقلبوا الطاولة على الجميع ليحافظوا على سوريتهم .
وكل كلام تحريضي انفعالي فهو على الأرجح يخدم ما يخطط لتدمير سوريا، وكل من يعمل عليه، فهو جاهل بما يخطط لإعادة رسم خارطة العالم والقوى، أو منتفع من الوضع الراهن...أو ربما مجروح غلبت ذاتيته على سوريته...
لا أعتقد من مثالية ولا عاطفية بالأمر، بل وإن كان لاضير من إعادة البناء والقولبة من ساسة واقتصاديين ووطنيين، وأنا لست منهم، وإيجاد فريق ضاغط أو مؤثر يقول للعامل والنظام والقوى الخارجية الداعمة تضليلا للأرض..كفاكم عهراً، هذه سوريتنا ولنا فقط الحق في انتشالها من التلاشي رغماً عنكم .
والله ولي التوفيق علنا لا نبكي على وطن كالأطفال
ضاع أمام أعيننا وشاركنا بضياعه كالمجانيين
سوريا ستتلاشى...يا أيها السوريون النجباء... عدنان عبدالرزاق

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية