أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ينظمه "مركز العربي"... انطلاق مؤتمر "عشر سنوات على احتلال العراق" في الدوحة

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة أمس الأربعاء، أعمال مؤتمر "عشر سنوات على احتلال العراق" الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات لمدة يومين، بحضور نخبة من الأكاديميين والسياسيين والمسؤولين الدوليين السابقين.

 وركز المشاركون في الجلسة الافتتاحية على فضح الافتراءات والأكاذيب التي تذرعت بها الولايات المتحدة لغزو العراق واحتلاله عام 2003.

 من جهته أكد الدكتور عزمي بشارة المدير العامّ للمركز في افتتاح المؤتمر أن العدوان الأنجلو-أميركي على العراق في العام 2003 حدثٌ مفصليّ غيَّر مجرى تاريخ المنطقة، وأثّر في فهمنا للسياسة العالمية ككل. واعتبر أنّ ما من حدث أعاق تطور الديمقراطية في المشرق العربي كما أعاقها احتلال العراق. 

وأضاف أن الشعوب نفّرت من التغيير ومن الاحتراب الطائفي الذي يتبعه، ومن فساد النخب المتحالفة مع المستعمرين، إلى درجة جعلت فئات واسعة في المشرق تنفر من التغيير وتخشاه. 

وأشار بشارة إلى المقاربة التي يتخذها المؤتمر الذي يعقده المركز العربي في الذكرى العاشرة لاحتلال العراق، معتبرًا أن المثقف الأميركي والأوروبي قد يهتم بدراسة الخطاب السياسي والإعلامي الذي نشر الكذب لتعبئة الرّأي العام لدعم التدخل العسكري، بحججٍ هي عبارة عن افتراءات كاذبة، وهو الإعلام نفسه الذي أصبح بإمكانه أيضًا بعد أعوام أن ينشر كذب الكذب.


وقال الدكتور بشارة إن الولايات المتحدة حاولت أن تخرجَ من متلازمة فيتنام باحتلال العراق، وأن تحصد نتائج انهيار نظام القطبين ونشوء نظام القطب الواحد، وذلك بضربةٍ واحدةٍ تلتقي فيها مع الأجندات الإسرائيليّة وتجرّب فيها تكنولوجيّات عسكريّة جديدة بتقليل عدد الجنود المساهمين مباشرة في الحرب وبالقدرة على نقلهم بسرعة من مكان إلى آخر، وقدرة تدميريّة هائلة عن بعد تسمح بتقليل عدد ضحايا الدّولة المعتدية، وإن كان ذلك بثمن زيادة عدد ضحايا الشعب المعتدى عليه. 

لكن مقاومة الشعب العراقي بأساليب غير معروفة سابقًا تجاوزت الفجوة التكنولوجيّة بواسطة العمل الغزير بالتضحيات الذي يسميه البعض انتحاري والبعض الآخر استشهادي بحسب وجهة النظر، أدت إلى نشوء متلازمة العراق بدل متلازمة فيتنام. 

تسرب الطائفية إلى سوريا
وفي ورقته المعنونة بـ"الطائفية السياسية أداة للتدخّلات الإقليمية"، ضمن جلسات المؤتمر، أكّد الباحث العراقيّ عبد الحسين شعبان أنّ كارثة تدمير الدولة في العراق لم تؤدِّ إلى تغذية الطائفية في العراق فحسب، بل إلى تسرّب الحالة الطائفيّة إلى سورية ومصر ولبنان أيضًا، وساهمت في تسهيل تدخّل الدول الإقليميّة والاستعماريّة في المنطقة. وأضاف شعبان أنّ سياسة التمترس الطائفي أوصلت البلاد - بعد عشر سنوات من الحرب - إلى طريقٍ مسدود بعد أن حُصدت أرواح مئات الآلاف وتهاوت هيبة الدولة، واستشرى الفساد الماليّ والإداريّ، وتواصل عمليات الإقصاء والتهميش، خصوصًا في إطار قانون المساءلة والعدالة الذي شمل عشرات الآلاف من المواطنين، ولا سيّما في وظائفهم وتقاعدهم، فضلًا عن حقوقهم المدنيّة والسياسيّة، واعتماد سياسات التجسّس على المواطنين والتي فجّرت الاحتجاجات الأخيرة في بعض مناطق العراق.
 واختتم أستاذ علم الاجتماع العراقيّ حميد الهاشمي الجلسة بتقديمه ورقة جاءت تحت عنوان: "ميكانيزمات العيش المشترك وأزمة الهويّة في العراق". وقال إنّ سياسة إعادة "بناء الأمّة" في العراق والتي رفعتها الإدارة الأميركيّة تبريرًا لغزو البلاد قد نُفِّذت بطريقة مشوّهة، وذلك من خلال إيجاد نظام للمحاصصة الطائفية، موضّحًا أنّ "طبيعة الديمقراطية الجديدة المزعومة قامت على أساس حماية الأقلّية من هيمنة الأغلبية، ولكنّها في الحقيقة كانت محاولة لتأليب أطراف على أطراف أخرى".

خبر مرتبط 


المركز العربي يعقد مؤتمراً علمياً دولياً بمناسبة "الذكرى العاشرة لاحتلال العراق"
2013-04-09
مع حلول الذكرى العاشرة لاحتلال العراق، يعقد المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات بين العاشر والثاني عشر من نيسان/ أبريل 2013، مؤتمرًا علميًّا دوليًّا تحضره نخبةٌ رفيعة المستوى من الأكاديميّين والباحثين، تحت عنوان...     التفاصيل ..

زمان الوصل - وكالات
(105)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي