من الاب إلى الابن سياسة قذرة ومنهج واحد
أكاد أجزم أن أكثر السوريين مستعدون للحلف على المصحف الشريف غير حانثين بأنّ من قام بتفجير الأمس في السبع بحرات هو النظام الأسدي المجرم، إنّها سياسة قديمة خبرها السوريون واللبنانيون وعاينوها وعاشوها واقعاً منذ عهد الأب السفاح حافظ إلى عهد الابن الجزار بشار .
إنّه منهج جبان تعلّمه النظام الأسدي من الصهاينة الذين برعوا فيه أيام الاحتلال الإنكليزي لفلسطين و كان من إرهاصات ظهور دولة الصهاينة فيها، حيث كانوا يقومون بتفجير مقرات الإنكليز وحتى بعض أماكن تجمّع اليهود أنفسهم لتشويه صورة العرب، والظهور بمظهر الضحية المظلومة المستهدفة من إرهابين متوحشين، ولكن الفرق في بعض التفصيلات الجزئية التي من أهمها أن تفجيرات النظام الأسدي لا تقع إلا في المناطق التي تكون تحت سيطرته من غير الموالين له.
إنّها سياسة قديمة لمنهج جبان يتجاوز حدود زمان الثورة السورية ولا يقف عند جغرافيتها، من تفجيرات الأزبكية في الثمانينات إلى تفجيرات الأمس في السبع بحرات مروراً بعشرات بل بمئات التفجيرات، ومن اغتيال بنان الطنطاوي في ألمانيا إلى اغتيال البوطي بالأمس القريب مروراً بعشرات بل بمئات الاغتيالات وخصوصاً في الشقيقة لبنان حيث توّج النظام المجرم تفجيراته باغتيال رفيق الحريري
.
هناك أدلة لا تقبل الجدل والنقاش تثبت هويّة المجرم، ومن شكّ في ذلك فليسأل الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الذي يقبع في سجون لبنان بتهمة تدبير انفجارات واغتيالات في لبنان بالتآمر مع أركان النظام الأسدي من مملوك إلى من فوق مملوك، وباعترافه شخصياً مع وجود أدوات الجريمة ( المتفجرات ) التي نقلها من دمشق إلى لبنان في سيارته الخاصة.
السوريون يتساءلون دائماً حتى صار هذا مثار سخريتهم واستهزائهم : لمَ لا تحدث التفجيرات إلا في مناطق المعارضة التي تخضع لسيطرة النظام الأسدي ؟ لمَ لا تحدث مثلاً في أماكن تجمع الموالين له؟ ( وإن كنّا ضد هذه التفجيرات الوحشية مطلقاً ) لمَ تحدث هذه التفجيرات في مناطق محصنة أمنياً وعسكرياً بحيث لا يستطيع إبليس نفسه أن يمر بها إلا بعد أن يخضع إلى تفتيش دقيق، فكيف تمر سيارة محملة بمئات الكيلوات من المتفجرات؟! لمَ يتواجد إعلام النظام في مناطق التفجيرات مباشرة وبعد دقائق قليلة وهو المعروف منذ الأزل بأنّه يبث الأخباره بعد مرور الحدث بساعات بل وربما أيام ؟ لمَ يقف الأشخاص أنفسهم بعد كلّ تفجير ليكونوا شهود عيان على التفجير ، وغالباً ما يظهر التناقض في شهادتهم ( تسمع من يتكلم بلهجة أهل الساحل أو الجبل مع أن التفجير في وسط دمشق ، وترى البريك دانس وأصحاب الوشوم يشهدون عن تفجيرات المساجد)
غاية آمال السوريين أن يعرض النظام السوري نتائج التحقيق في واحدة من هذه التفجيرات وأسماء المنفذين والجهات التي يتبعون لها أو يرتبطون بها أو حتى يصدر رواية مقنعة لكيفية وقوع التفجير ولو لمرة واحدة، فالتفجير حصل بعبوة ناسفة و قذيفة هاون وصاروخ محلي الصنع و سيارة مفخخة و شخص انتحاري في نفس الوقت ،أيُّ استخفاف بعقول الناس أكثر من هذا ؟!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية