سويــداء القلب | |||||
|
"زمان الوصل" تروي ما حدث في بلدة حضر...كيف مارس وئام وهاب موهبة التشبيح للاستثمار الطائفي؟
تعرضت قرية حضر الدرزية الواقعة في جبل الشيخ والتابعة لمحافظة القنيطرة لعدة مجازر وذلك بعد مرور عام على الثورة وكان أشهرها على الإطلاق ماحصل في شهر اّذار الفائت وأوائل نيسان الجاري.
فبعد أن فشلت قوات النظام بإشعال نار الفتنة بين السويداء ودرعا وجدت في هذه القرية الصغيرة وسكانها من الدروز ما يُلهبُ نارها ويؤججها بصدامات مع قرى الجوار ك( بيت جن, خان أرنبة, جباثا الخشب).
وقد أدت هذه الصدامات بأقل أحوالها سوءاً إلى وقوع عشرات الشهداء والعديد من الجرحى حسب ما أخبرنا به ناشطو تلك المنطقة.
وعندما تشكلت كتيبة "أحرار حضر" وجميعم من الدروز بقيادة الشيخ (غسان زيدان) الملقب أبو عدنان والتابعة لقيادة المجلس العسكري في الجولان والقنيطرة, وبعد عدة مشاركات ناجحة لها في عمليات نفذها الجيش الحر تعود الصدامات الطائفية إلى الواجهة حيث يخبرنا الناشط العسكري (ج,ص) وهو من أبناء الطائفة الدرزية بأن كتيبة أحرار حضر كان لها الدور الأكبر في سقوط إحدى الكتائب التابعة للواء (90) والقريبة من القرية، وذلك في(21) من آذار فما كان من عناصر الجيش النظامي والفارين من الكتيبة إلا اللجوء إلى القرية والاحتماء بأهلها مما دفع بشباب حضر إلى إغاثتهم والدفاع عنهم وقد أدى ذلك إلى سقوط (6) شهداء وعشرات الجرحى من حضر في حين استشهد ما يقارب (60) من عناصر الجيش الحر.
وبعد انتهاء تلك المعركة حاصر عناصر من الجيش الحر قرية حضر مطالبين أهلها بتسليمهم جثث من شهدائهم، قام شبيحة حضر بسحبهم وحصل اشتباك اّخر إثر رفض شبيحة حضر تسليم الجثث وادّعوا بأنَه قد تمَّ دفنهم حسب أصول الدفن.
ويبقى الحدث الذي لايقل أهمية وإثارة للجدل ماحصل في بداية شهر نيسان الجاري وحسب ما أخبرنا به ناشطو القرية بأَّن شبيحة النظام في حضر قاموا بنصب كمين لأفراد كتيبة "أحرار حضر" وبعد أن توجه الشيخ غسان زيدان إلى مكان الكمين إثر اتصال من كبار الشبيحة وذلك لمحاورته حول طرق درء الفتنة بين حضر والقرى المجاورة.
وقبل وصولهم إلى المكان بمئة متر أطلق عليهم الرصاص فما كان من الشيخ إلّا أ ن أمر عناصر الكتيبة بعدم إطلاق النار حرصاً منه على السلم الأهلي، لكن ذلك كلفه حياته فاستشهد مع عناصر من كتيبته، في حين نجا أخوه فرحان زيدان قائد الجناح العسكري للكتيبة والذي استلم الاّن قيادة كتيبة أحرار حضر.
وهي ليست المرة أولى التي يسعى في هذا المجال، حسب الناشطين، فقد لعب الشيخ زيدان منذ بداية الثورة دوراً إيجابياً في ذلك من خلال اتصالات مع مشيخة عقل الطائفة الدرزية في السويداء والجولان ولبنان وذلك لتوعية أبنائهم بعدم الانجرار وراء ألاعيب النظام.
البوق يستثمر
في حين سارعت أبواق وعلى رأسهم الشبيح اللبناني وئام وهاب إلى اصطياد الفرصة وتلبيس المجزرة التي اقترفتها شبيحتهم لجبهة النصرة محرضين أبناء قريتي (حضر ,وحرفا) بالتصدي لإخوانهم من القرى المجاورة وقاموا بتزويدهم بالعتاد والسلاح اللازم وبعد عدة عمليات خطف متبادل بين الطرفين سارع العقلاء الدروز في السويداء وحضر
إلى تهدئة النفوس وتبرئة جبهة النصرة موضحين لأبنائهم مصلحة النظام في إشعال الفتنة بينهم وبين إخوتهم من القرى السنية المجاورة سيكون الخاسر الوحيد فيها أبناء القرية وأن أبناء بني معروف هم أكثر من تضرروا في السنوات السابقة من حكم بيت الأسد ولذا عليهم الوقوف إلى جانب ثورة الحرية والكرامة والتصدي لهذا النظام القمعي.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل سينجح النظام في إلهاب هذه النار الطائفية مرة أخرى ولاسيما أن أهالي تلك المنطقة يتوعدون لبعضهم بالثأر أم سيتجاوزونها بوعيٍّ ثوري وتوجيه من العقلاء تبقى الأيّام القادمة هي الحكم.
سارة عبد الحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية