يبدو أن بعض الشركات الأمريكية بدأت "تزايد" على حكومة بلادها، في موضوع العقوبات المفروضة من قبل واشنطن على النظام السوري وشركاته، بشكل صار يمس كل السوريين دون تمييز.
فخلال الفترة الماضية، فوجئ العديد من السوريين بما سموه "تجاوزات عنصرية" جديدة من قبل بعض الشركات الأمريكية، التي تذرعت بالعقوبات المفرضة على النظام السوري؛ لتبرير تصرفاتها.
ومن هذه "التجاوزات" ما حصل مؤخرا مع حيان السيد المتخصص في مجال الاستشارات والأنظمة، والذي كانت تفاوضه إحدى الشركات العالمية للعمل معها كمدير في أحد فروعها.
وقد اتصلت "زمان الوصل" بـ"السيد"، فكشف أن شركة عالمية مختصة في مجال الاستشارات والحلول التقنية، دعته لإجراء بعض المقابلات للعمل معها، موضحا: مؤخرا أجريت ٥ مقابلات مع شركة Accenture العالمية لوظيفة مدير وهي شركة عالمية معروفة في مجال الاستشارات والحلول التقنية، وقد اجتزت المقابلات كلها مع مدرائهم بالسعودية وإيطاليا، وكان آخرها مع إدارة الموارد البشرية، حيث وعدوني بإرسال عرض العمل.
وتابع السيد: لكني تفاجأت بعد فترة باتصال منهم يقول أن هناك قيودا جديدة من قبل فريقهم القانوني، تمنعهم من توظيف السوريين، وقد أرسلوا لي رسالة رسمية على بريدي الإلكتروني بهذا الخصوص.
وقد وصف السيد هذه الإجراءات بأنها "لا إنسانية"، من قبل شركات تدعي أنها مؤسسات يتساوى لديها الجميع، وأنها تعمل وفق قيم المساواة وعدم التمييز، مفسرا ما حدث بأنه محاولة لعدم توظيف السوريين في أي شركات قد تزيد من خبراتهم لإعادة بناء بلدهم، ولم يستبعد أن يكون لتلك الإجراءات هدف على المدى البعيد، ربما يتمثل في إبقاء الخبرات السورية بعيدة عن الصورة، لكي تتفرد الشركات الأجنبية بعقود إعادة الأعمار في سوريا المستقبل.
وقدم "السيد" لمحة مختصرة عن خبراته، قائلا: لقد عملت مع شركات عالمية ومنظمات دولية في آخر ١٠ سنوات من حياتي من ضمنها الأمم المتحدة، UNDP، وشركات ألمانية وفرنسية وبريطانية، ولم أجد أي قيود مثل هذه.
ودعا السيد إلى تشكيل "لوبي" يعمل على مقاطعة هذه الشركات والضغط عليها للاعتذار من السوريين، مبديا خشيته من التمادي في هذه الممارسات وتحولها إلى أمر عادي إن لم يتم اتخاذ موقف صارم بشأنها.
وختم: هذا الأمر يمس كل السوريين ولم يعد محصورا بالنظام وشركاته، ولهذا أدعو الحقوقيون في الائتلاف والحكومة المؤقتة لرفع دعاوى على الحكومة الأمريكية، بتهمة الدفع للتمييز والعنصرية والمعاداة للسوريين.
وإذ تنشر "زمان الوصل" هذه القصة، فإنها تضع ما فيها من تساؤلات وطلبات برسم الائتلاف والحكومة المؤقتة.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية