أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الزعتري" وخطرالتسممات الغذائية والأمراض المنقولة بواسطة الطعام

من مخيم الزعتري... طعام فاسد - رويترز

تناول الإعلام الأردني وعلى صدر صفحاته الاولى "مخاوف متصاعدة" من الأغذية والمياه المقدمة في مخيم الزعتري وكشفت جريدة الغد على صدر صفحتها الأولى عن تقرير رفعته المؤسسة العامة للغذاء والدواء إلى وزير الداخلية ومنظمة الصحة العالمية، حول تجاوزات على صحة وسلامة الغذاء في مخيم الزعتري للاجئين السوريين.

وأشار التقرير الى انتشار عدد كبير من أماكن بيع المواد الغذائية في "براكيات" منشأة من الزنك المعدني، ما يُفقدها أدنى الشروط الصحية، مع ما تشكله من خطر كبير على الصحة العامة للاجئين، وانتشار التسممات الغذائية والأمراض المنقولة بواسطة الغذاء.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه "البراكيات" تشتمل على بيع البقالة، والشاورما، والحمّص والفول والفلافل والحلويات والخبز والألبان والبوظة وغيرها من المواد الغذائية.

أما بشأن تزويد المياه للمخيم سواء للشرب أو الاستعمال المنزلي، فأكد التقرير أنها تتم بواسطة صهاريج لا تملك تصاريح نقل مياه، والعاملين عليها لا يحملون شهادات خلوّ أمراض، وبعض هذه الصهاريج بدون لوحات أرقام، وبعضها غير مخصص لنقل مياه الشرب، ويفتقر إلى النظافة العامة.

وكشف التقرير عن تسرب محتويات الحفر الامتصاصية للبيئة الخارجية في المخيم، وكذلك مياه غسيل الملابس والأواني والاستعمال الشخصي، إذ تشكل المياه العادمة مستنقعات، تنبعث منها الروائح الكريهة وتتكاثر فيها الحشرات الضارة.

وبين التقرير أن الحفر الامتصاصية المعدة لتصريف مياه المجاري غير صمّاء، مما يسمح بنفاذ محتوياتها السائلة للأعماق، إذ إن أرضية المخيم من الرمال الصحراوية النفاذة، والتي تتسرب للمياه الجوفية وتلوثها.
ولفت إلى أن ذلك يشكل خطراً كبيراً على الآبار الارتوازية في المنطقة، وبالتحديد الواقعة في المخيم، والتي تغذيه بمياه الشرب.

وأوضح أن انتشار عدد كبير من أماكن بيع الغاز بالتجزئة عبر تعبئة وسائل الطهي (طباخات الغاز الصغيرة) في أماكن غير مرخصة، لا تراعي فيها شروط السلامة العامة، وعلى جوانب الطرق وبمحاذاة الخيم والكرفانات، يعرضها للخطر في حال وجود مصادر اشتعال.
ومن المخالفات التي رصدها مفتشو المؤسسة، وجود توصيلات كهربائية عشوائية وغير مشروعة، ممتدة عبر الشارع الرئيسي والشوارع الفرعية للخيم والكرفانات، بعضها ممتد عبر الأرض، لتشكل بذلك خطراً على سلامة اللاجئين وحدوث حالات حريق وتماس كهربائي لعدم أمانها.
وبشأن مستودعات المواد الغذائية قال التقرير إن تلك المستودعات هي عبارة عن شوادر، ما يسمح بتسرب حرارة الجو الخارجي للمواد الغذائية وكذلك تسرب مياه الأمطار، إلى جانب أنها غير محكمة الإغلاق، ما يسمح بتسرب الغبار ودخول الحشرات اليها.

كما بين أن أرضية هذه الشوادر من الرمل، ما يجعلها غير صالحة لتخزين المواد الغذائية، ولا توفر الحماية لتلك المواد.

واعتبر التقرير نقل عدد كبير من السيارات، للمواد الغذائية من خارج المخيم إلى داخله مخالفة، بحيث لا تتوافر فيها الشروط الصحية لنقل هذه المواد مثل اللحوم والدواجن والبوظة، ما يؤدي لفساد تلك المواد الغذائية وانتشار التسممات الغذائية، وانتقال الأمراض عن طريق هذه الأغذية.

وانتقد التقرير عدم توفير سيارات مخصصة لنقل النفايات والقمامة، بحيث يتم النقل بواسطة سيارات مكشوفة، تسمح بتطاير النفايات اثناء مسيرها وانتشار الروائح الكريهة، وكذلك عرضة لعبث الاطفال بها اثناء مسيرها في المخيم.

ومن بين المخالفات كذلك كشف التقرير عن عدم إحكام أقفال خزانات مياه الشرب لمنع تلوثها بالغبار والأتربة، ولمنع العبث بها من اللاجئين حفاظاً على سلامة هذه المياه، ولمنع دخول الحشرات الطائرة والممرضة وناقلات الأمراض إليها.

وأوصى التقرير بمنع دخول المواد الغذائية عبر البوابات الرئيسية للمخيم، خصوصاً المواد سريعة التلف والتي تحتاج إلى سيارات خاصة لنقلها، وأماكن خاصة لحفظها ولتداولها مثل اللحوم والأسماك والدواجن والألبان والبوظة، وكذلك منع دخول ماكنات الشاورما وشوايات الدجاج وصناعة البوظة الطرية وصنع البوشار، بحيث أن تلك البوابات تحت إشراف رجال الأمن العام وقوات الدرك.

كما أوصى التقرير بمنع دخول الصهاريج التي تزود المخيم بمياه الشرب والتي لا تتوافر فيها الشروط الصحية، وكذلك المدهونة باللون الأزرق والمخصصة لنقل المياه غير المخصصة للشرب، وحسب المعلومات الواردة بأنه يتم تهريب الكثير من المواد الغذائية من وإلى المخيم داخل تنكات هذه الصهاريج.

وشدد التقرير على أهمية إنشاء أماكن لتداول المواد الغذائية من الكرافانات أو البناء الاسمنتي الذي تتوافر فيه الشروط الصحية لصحة وسلامة الغذاء وتزويدها بالمصادر المائية والكهرباء، لنتمكن من الكشف عليها ومراقبتها منع أي تجاوزات على صحة وسلامة الأغذية المتداولة بداخلها.

كما أوصى التقرير بـ"إنشاء أماكن لتداول اسطوانات الغاز تتوافر فيها شروط السلامة العامة، ولضبط عملية التداول بها وعدم انتشارها بشكل عشوائي وخطر".

ودعا إلى تشديد الرقابة من قبل الجهات الأمنية حول المخيم، لمنع تهريب أية مواد غذائية من وإلى المخيم.
وحث التقرير الجهات الرسمية على مراقبة الآبار الارتوازية التي تزود المخيم بمياه الشرب، وكذلك جمع عينات للفحص المخبري منها باستمرار لبيان مدى صلاحيتها للشرب من الناحية الجرثومية والكيماوية.

ودعا إلى إنشاء محطة لتنقية المياه العادمة، وكذلك مياه الأمطار والاستعمالات الأخرى في المخيم واستغلال المياه المعالجة في زراعة الأشجار، والاستغناء عن الحفر الامتصاصية وصهاريج نقل المياه العادمة والتقليل من التلوث البيئي المحتمل.

محمد المقداد - المفرق (الأردن) - زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي