حَمَاه … خَطٌ أُحَمَّر .. غسان إدريس


حَمَاه … خَطٌ أُحَمَّر

جُمْلَةٌ سَمِعْنَاهَا مِنْ قَادَةِ الْعَالم و زعيم تركيا

تَكُرِّرْتِ مِرَارًا حَتَّى أَحدثْت طَنِينًا فِي أُذنيا

حِينَ كَانَ يَتَجَمْهَر شَعْبٌ بِأَكْمَلِهِ

مُنَادِيَاً … يَسْقُطُ الطاغيه

فِي حَمَاه

كَانَ الْمَنْظَرُ الْأجملُ

فِي الثَّوْرَةِ السوريه

فِي حَمَاه … كَانَتْ ثورةً سلمِيه

و القاشوش يَصْدَحُ بِصَوْتِهِ الْغَناءِ

أَجَمَلُ أُغْنِيه

زَارَهَا السُّفَرَاءَ الْأجَانِبَ لِيَرُوا مالم

يَروهُ فِي بُرْجِ إيفل و تِمْثالُ الْحُرِّيَّه

فِي حَمَاه أُصْبِحْت عجائب الدُّنْيا

السَّبْعُ مَنْسِيَّه

فِي حَمَاه … مَنْظَرٌ لَمْ تَشَهدْ أجمل

مِنْه عَيْنِيًّا

لَمْ يُذْكُرُ فِي الْإِنْجيلِ قِيَامًا كَهَذَا

و لَمْ يَرَدْ فِي القرأن إِنَّ فِي حَمَاه

مَزَارَا لِشَخْصِيَّةٍ إِسْلامِيَّه

و مازالت حَمَاه خَطُّ أُحَمَّر

و مَازَالَ أهْلُهَا يَخْرُجُونَ لِطُلِبَ الْحُرِّيَّه

كَمَا لَمْ تَخْرَجْ مَدِينَةَ فِي مُنَاسَبَةٍ تارِيخِيَّه

صَدَّق أَوْ لَا تَصَدُّق هَذَا

مايحدث … فِي الدَّوْلَةِ الْأمْنِيَّه

و الْقَائِدُ يتأَملُ اللوحةَ

مُنْدَهِشَاً

مُسْتَغْرَبَاً

متسائلاً

أَلَيْسَ هَؤُلَاءِ مِنْ قَتْلهُمْ أَبِي و عَمَّي

فِي الْمَرَّةِ الماضيه

هُمْ فِعْلَا بوجهوهم و أصواتهم

بعظامهم و أرواحهم

وَلَكِن … كَيْفَ خرِجَ هَؤُلَاء

مِنْ قُبُورِهُمْ و نحن لم نترك

منهم أحد حيا

و نَحْنُ لَمْ نُتْرَكْ مِنْهُمْ

شَيْخَا أَوَ طِفْلًا … إمراةً أَوْ صَبِيًّا

لِيُفَكِّر الْقَائِد بِالْأَمْرِ بِكُلِ رَوِيِّه

و هُنَا يَتَأَلَّقَ الْإِجْرَامُ

و تَتَجَلَّى فيه العبقريه

و يُصْدِرَ السَّفَّاحُ

مَرَاسِيمَهُ الجمهوريه

يُقِيلُ الْمُحَافِظ لِأَنَّه لَا يُجِيد الْقَتْل

و يُعْفِيَه مِنْ مهامه الإداريه

و هُنَا تَبْدَأُ المسرحيه

و يَدْخُلَ الْجَيْشُ الْعَقَائِدِي

بكلِ بربريَّه

و يَقْصف الْمَنَازِل و المشافي و يُطَارِد

الشَّعْب فِي كُلُّ شارعٍ و زاويه

و يَنْتَقَمُونَ مِنْ أغَانِي القاشوش

بإقتلاعِ حُنْجَرَتَه و حبَّالَه الصوتيه

و تَدْخل حَمَاه مَوْسُوعَةَ غينيس

لِلْجَرَائِمِ الوحشيه

حَمَاه لَمْ تُعَدْ خطاً أَحَمَّر

حَمَاه مَدِينَةٌ حَمْرَاء

بلون دماء أبنائها مطليه

حَمَاه ..

يَامِن تُقْتَلِينَ فِي كُلّ ثورةٍ

بإسمِ الأب وٍ الإبنِ

و الروح الشيطانيه

(109)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي