من هو الحزب العملاق ؟! هل هو بِطُولي أم أطول بكثير؟؟ وعندما أدركت معنى عملاق سئلت نفسي مادام عملاقاً فلمَ يحتاج إلى أصواتنا الضعيفة الرقيقة لنغني له؟؟
ثم أصبح خياله العملاق يلاحقني في طريق عودتي من المدرسة إلى البيت وأنا أرتدي تلك الملابس الغريبة عن جسد ابنة الثالثة عشرة ,لاحقاً بدأت أنتبه إلى وجوده في مدخل شارع منزلنا في دمشق, نعم كان هذا العملاق يرتع جانب ابريق المتة ورائحة سجائر الحمرا المنبعثة من غرف حراسة آل مخلوف وعلي دوبا ,وأكاد أقسم بأني في إحدى المرات رأيت خياله وأنا أكل موزة قد قامت والدتي بتهريبها من لبنان , ثم لمحته في زوايا مبنى فرع المخابرات بكفرسوسة عندما كانت أمي تحاول أن ترى أبي المعتقل منذ سنين ,لاحقاً صار يظهر لي في صفحات رواية مدينتين ويطل من خلف عذابات مقهوري الباستيل ,وتكرر ظهوره عند انتقالي للمرحلة الثانوية و اصبح كبيراً جداً وصرتُ أركض لأغلق شبابيك البيت في وجهه وأمسى يظهر لي أكثر عندما تنبهت أنه يقف يومياً مقابل بيتنا متنكراً بثياب عامل النظافة ليراقب همساتنا وتحركاتنا ويُحصي أنفاسنا,واستمر بملاحقتي إلى اليوم الذي طلبوا مني فيه أن انتسب إليه..!!! أنتسب إليه؟! رفضت... يومها لم يحدث لي شيئاً, اكتشفت لاحقاً أنهم قاموا بتنسبي اليه لمصلحتي كما قالوا حتى اكسب المزيد من العلامات عند دخولي للجامعة..أهااااااااااااا العملاق يفاوضني..يطلب صوتي وإيماني وعقلي مقابل أن أختار فرعاً جامعياً أفضل,إذاَ هو ليس عملاق بل هو صغير جداً حتى يحاول أن يشتري البشر,لم ألتق به,رفضت حضور اجتماعاته,هددوني بالفصل,فصلوني ,خافت أمي وكلما رن جرس منزلنا كانت تتكور على نفسها رعباً..لم يحدث شيئاً .....إذا أنا أكبر من العملاق وأنا أقوى منه وفي الأساس هو ليس عملاقاً وليس رمزاً إلهياً وهي مجرد كذبة لاستعبادنا لا أكثر..مات العملاق في داخلي...لكن من المؤلم أني عشت الخوف منه في رحلة طويلة استمرت 9 سنوات.
العملاق ... حزب البعث .. رشا العدنان

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية