إن الموجة لها أهداف متعددة، ليس أولها الاستفادة من المزاج العام المتوافق مع تحميل الإخوان في مصر وتونس مسؤولية الفشل حتى الآن، رغم أنهم لم يعلنوا الفشل بل حاصرتهم المؤامرات المحاكة من أطراف لها مصالح لمنعهم من الحكم.
ولا نختلف معه باستحقاق الجماعة في سوريا النقد بالتأكيد لأنها ليست خارج النقد، فلم تستعجل الجماعة تصدّر المشهد السياسي لعلمها بالواقع السوري –هذا ما اعتقده - في الحقيقة لم تكن هناك مباركة دولية لحكمها بل كان هناك غض الطرف لمعرفة إلى أين تصل الأمور.
وحسب قوله: (بعد قيام الثورة بأشهر) هذا دليل عدم الاستعجال، كما أنهم لم يتصرفوا وكأنهم من أطلق الثورة بل حاول إيجاد دور لهم فيها وهذا باعترافاتهم، حيث لم يكن لأحد أي علاقة بالثورة، إنها تحركات شباب وطني أراد الإنعتاق من قيود الظلم والمهانة.
وقوله:(وعندما انتقلت الثورة نحو العسكرة بدأت الجماعة تشتري الولاءات بالمال السياسي، وتتحكم بالإغاثة، وبتشكيل المجالس المحلية والمدنية، وتخزن الأسلحة والذخائر، ربما استعداداً لمرحلة مقبلة(ليسوا وحدهم من قام بذلك بل العديد من القوى والمجموعات وحتى من القوى العسكرية وهذا أمر أضعف الثورة للأسف!
وعن خلفيات نقد الإخوان نعم (نستطيع القول إن الجميع مسؤول بدرجات مختلفة عن هذه الأزمة، وهناك أطراف وشخصيات عديدة كان لها دور أكبر من الإخوان في إنتاج هذه الأزمة.(والكلام عن فشل المعارضة داخل سورية كله صحيح حيث كانت تزاود في موضوع الوطنية الذي ملّ منها الناس وترك لها النظام هذا الهامش طالما لا تحرك ساكناً ضده وليس لها جماهير مؤثرة على الأرض.
وعند قيام الثورة لم تستوعب أنها ثورة حقيقية ضد هذا الغول الجاثم على أنفاسها وأنفاس شعبنا خمسين عاماً، فاعتقدت أنها فورة شبابية طالما تنتهي بالناشطين إلى القتل أو الزنزانات الكثيرة والمنتشرة في كل مكان، لذلك لم تؤيدها ووقفت تراقب الوضع، وبعضها التصق بعصابة النظام، واعتقد عندما انكشف ستره وضعفه وعدم فاعليته وأن بطش النظام الفتاك بكل الناشطين والثوار ومن أيدهم وحتى من لم يؤيدهم كملاذ آمن لها من بطشه فازداد افتضاح أمرها ودار الشعب لها ظهره ولم يعبأ بها، في ذلك الوقت لم يكن للإخوان يد في ذلك.
النوع الثاني والثالث ولا حاجة للتكرار الكلام عنهما، أما النوع الرابع نتمنى أن يكون الجميع من النوع الرابع يساهم بالتطور من خلال تجاوز العيوب والأمراض التي نخرت خمسين سنة في الحياة السياسية السورية فأنتجت أقزاماً غير قادرة على الفعل، أو ذات تأثير ضعيف، والفعل الحقيقي الآن للأبطال من الجيش الحر والثوار والناشطين ونعترف لبعض القوى بدور توجهي وريادي وقوله:(فضيلة الإخوان تأتي من كونهم الطرف الأكثر تماسكاً وتنظيماً واجتهاداً واستغلالاً لعلاقاتهم فحسب) لم يجانب الحقيقة.
و لابد هنا من نقد بعض التشكيلات الحديثة التي قامت بعد الثورة وعجزت عن بناء مؤسستها السياسية الحقيقية. فلا بد من مراجعة الذات وإعادة البناء، ومعالجة اعتمادها على شخصيات صورية أو صديقة غير فاعله أو تعمل لذاتها، بعيدة عن المؤسسات لتحقيق طموحاتها الشخصية أو المادية، لا يوجد لديها خطة عمل واضحة، ولا مرتكزات محدّدة في علاقاتها مع أفرادها وقوى الثورة السياسية و الإغاثية وحتى العسكرية ولا العربية والدولية، وهناك ضعف في الإدارة والتنظيم والالتزام بالقانون، فإن بقيت على هذه الحال لن تستطيع الاستمرارية في المستقبل.
كما لا بد لنا من توجيه نقد للإخوان في مصر لارتمائهم في أحضان الشيعة الفاعلين الحقيقيين لكل ما يجري في سوريا من قتل ودمار، ونتساءل أين الأخوة الإسلامية والعربية ووحدة الدم والمصير وشراكتهم مع إخوان سوريا بالتنظيم، وعليه نطالب الإخوان المسلمين في سوريا بل في العالم أجمع بالضغط على الحكومة المصرية بوقف هذه الخطة السيئة المردود عليهم، وعلى المسلمين في العالم أجمع.
رحم الله شهداءنا الأبرار
النصر لثورتنا العظيمة عاشت سوريا حرةً أبيّة،
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية