أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"نور الحق".. فدائية تقاتل على جبهة إعمار النفوس

بينما تواصل الحرب إعادة إنتاج نفسها، وتفريخ جبهات جديدة كل يوم، فإن لـ"نور الحق" جبهتها الخاصة به، والتي تقاتل عليها من أجل مستقبل سوريا.

شجاعة "نور الحق" لم تأت من امتلاكها سلاحا متطورا ولا فتاكا، فسلاحها الوحيد الذي تحارب به هو الإصرار على "إعادة إعمار" نفوس أطفال سوريا، ومدهم بالعلوم والمعارف.

وتقدر منظمة الطفولة الأممية (يونيسيف) أن 20 بالمئة من المدارس السورية، دمرت كليا ما حرم الأطفال من أيّ فرصة للحصول على التعليم، ولأن حلب نالت قسطا وافرا من دمار بشار، فقد كان من البديهي أن يكون لمدارسها نصيب عال من التخريب، حتى إن هناك 300 مدرسة تم تدميرها في هذه المحافظة لوحدها.

3 أشهر و3 مدارس
ومن على جبهتها الخاصة، تؤكد "نور الحق": أردنا إعادة تنظيم هذه المدرسة لأطفال حي صلاح الدين، الذين عادوا مع عوائلاهم إلى منازلهم، ولهذا نحن مصممون على افتتاح هذه المدرسة.

وتشرح: المدارس الأربع الأكبر في حي صلاح الدين قصفت، ولذا ينبغي أن نعتمد على مثل هذه المدارس، ولعدة سنوات.. إننا نجمع الكتب، والمقاعد من المدارس المتضرّرة، لقد خاطرنا بالعبور إلى تلك المدارس رغم استهدافنا من قبل قناصة النظام.

لمعت الفكرة في رأس "نور" قبل 3 أشهر فقط، وهناك الآن 45 شخصا يعملون معها على مشروعها، ويقاتلون برفقتها على نفس الجبهة.

ولأن القصف لا ينقطع عن حلب، فإن المعلمة الفدائية لاتنكر إمكانية إصابتها أوقتلها، جراء قصف محتمل للمدارس التي عملت على تجهيزها.

وتستدرك: نحاول أن لا نفكر في الأمر، لأننا لو فعلنا ذلك فلن نكون قادرين على عمل أي شيء.
صباح كلّ يوم، يتوجه قرابة 700 طفل بأعمار بين 5 و11 سنة، يذهبون إلى واحدة من المدارس الثلاث التي نظمت بجهود "نور" وزملائها. اثنتنان منهما هما عبارة عن بناء مدرسة مهجور، أما الثالثة فتقع ضمن بناء سكني.

وتصف "نور" حالة الأطفال الذين يتلقون التعليم في المدارس التي أعيد إنشاؤها، قائلة بمنتهى الرضى: الحمد والشكر لله، فقد طوّرنا طرق تعليم جديدة.

وتتابع: هناك تغييرات مثل حذف مادة القومية، كما غيرنا منهجي الجغرافيا والتاريخ، وأضفنا مادة ثقافة إسلامية أيضا.

تبعات النزاع
ماريا كاليفيس، مديرة "يونيسيف" الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي عادت لتوها من جولة في سوريا، تصف وضع تعليم الأطفال بأنه مقلق للغاية، خصوصا مع حجم اللجوء الضخم للعائلات السورية، والذي ترتب عليه أن يكون 50% من اللاجئين أطفالا. 

وتؤكد: هذا الوضع حرم أطفالا كثيرين من التعليم، فضلا عن وجود 2400 مدرسة على الأقل خارج الخدمة، إما لأنها دمرت أو لأنها مسكونة من قبل نازحين سوريين. وفي حلب وحدها 6% فقط من المدارس تعمل.

وعما عنته "يونيسيف" بتحذيرها الأخير من "ضياع أجيال" سوريا، قالت كاليفيس: 24 شهرا من التأزم، تعني الكثير من العوامل السلبية المؤثرة على نمو الطفل، أطفال سوريا عانوا من الصدمة، ومن إجهاد هائل جراء النزاع، ومن فقد الأهل والأحباء.

وليس هذا فقط، فقد نزح قسم داخل البلاد، وانتهى الأمر بقسم آخر إلى اللجوء، وهذا كله يجعل مستقبل الأطفال يبدو كئيبا.

ترجمة: زمان الوصل - خاص
(97)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي