أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عروسان من جبل التركمان، لم تجمعهما إلا الثورة "أسد" و"ليلى".. معارضة للنظام حتى بالزفاف!


عندما حلم "أسد الإسلام" و"ليلى" بيوم زفافهما،لم يتخيلوا أبدا ان يكون على هذه الشاكلة، أي أن يتم الزفاف ضمن قاعدة لثوار من جبل التركمان، حيث أحاط بالعروسين أعضاء اللواء الذي يقاتل "أسد الإسلام" في صفوفه.

يقول العروسان: لم يكن بيننا شيء مشترك، الشيء الوحيد الذي جمعنا سويا هو الثورة ضد النظام.
هو خباز سابق، سجن مرات عدة قبل الثورة، لمجرد أنه كان يطلق لحيته، فضلا عن أنه ساعد على تنظيم احتجاجات ضدّ الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أطلقت شرارتها إحدى الصحف الدنماركية قبل سنوات.

ميوله الدينية كانت كافية لاعتباره عامل تهديد لنظام بشار، الذي يفاخر على الملأ بما يسميه "العلمانية".
بالمقابل، هي بنت رجل سوري وامرأة مقدونية، وقد عملت (أي العروس) في شركات سورية كبرى، مستفيدة من ميزة إتقانها عدة لغات

ولدت "ليلى" وترعرعت في يوغسلافيا السابقة، ولم تكتشف سوريا إلا في عام 2001.
أمام "شيخ" اللواء، تتم تلاوة عبارات الزفاف المعتادة لدى المسلمين، وبحضور مجموعة صغيرة من الناس وشاهدين، حيث ينوب قائد اللواء، مكان والد العروس.

بعيدا عن أجواء المدينة، يسود المكان صمت لافت، لايكاد يقطعه سوى صوت الريح وأزيز بعض الطلقات هنا وهناك، يتردد صداها بين الجبال، كما تصف "أ ف ب" في تقرير خاص بها.

يقول أسد الإسلام: إن شاء الله سنعود إلى اللاذقية، وسنقيم حفلة زفاف كبيرة مع عوائلنا في المكان الذي شهد أول تظاهرة احتجاج لنا ضد النظام، بينما تعلق ليلى وهي تبتسم: بعد كل ما قدمنا للثورة، من حقنا الاحتفال.. إذا كانت تلك إرادة الله.

الشّيخ مصطفى محمد صالح دبو، الذي تولى عقد القران، بدا مسرورا بالزفاف، وهو يقول: إنه الزواج، والحياة لابد أن تستمرّ، رغم ما يتعرض له شعبنا من الظلم، زواج كهذا هو شكل من اشكال معارضة النظام.

تبدو على "أسد" و"ليلى" علامات التقدير المتبادل، فمنذ انخراطهما في لواء العز بن عبد السلام"، تبدلت حالتهما وتغيرت كذلك قصص مغامراتهمافي الثورة.

يقول أسد: كنّا سوية في نفس المظاهرة باللاذقية، وكنّا كذلك سوية في السجن، لكننا لم نتبادل الحديث إلا عندما انتهى بنا الأمر هنا في الجبال.

يعيش أسد وليلى في جبل التركمان بين الثوار، وفيما لا يكاد ينقضي سوى يوم واحد على الزفاف، يخطط أسد للعودة إلى خط الجبهة الأمامي.

ليلى، بمثابة ضابط إمداد وتموين تهتم بمراقبة مخزون اللواء من الأسلحة، ومن ضمنها القذائف وبنادق كلاشينكوف، وقنّاصات "دراجانوف"، وحتى الأسلحة المضادة للدروع.

وعندما يعود أي مقاتل من الجبهة، يسلم بندقيته إلى "ليلى"، التي تتولى فصل المخزن عن البندقية ثم تضعها إلى جانب بنادق أخرى في المستودع. 

ويقول أسعد متفاخرا إن "ليلى" تحظى بتقدير كلّ شخص في اللواء، لكن المهمة التي تحملها على عاتقها ليست سهلة بالنسبة لشابة بعمر 25 سنة.

وترى ليلى أن أفضل ما في الثورة السورية أنها ليست مقصورة على الرجال، بل هي لكل السوريين والسوريات الأحرار، مستذكرة: بدأت بالمشاركة في المظاهرات السلمية، وعندما تسلحت الثورة التحقت بها.. هو واجبي.

وتختم: في 2001، عندما وصلت إلى مطار دمشق للمرة الأولى، فكّرت بـ"جورج أورويل" كاتب رواية "1984"، التي تصف بكل براعة حكم الحزب الواحد.. لقد كانت الرواية منطبقة على سوريا.

ترجمة: زمان الوصل - خاص
(102)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي