"سي بي إس" تؤكد: الأسد يلقي قنابل بالمظلات على المدنيين ويقتلهم عشوائياً

أكدت شبكة "سي بي إس" أن النظام السوري بات يلقي قنابله على المدنيين بواسطة المظلات، واصفة هذا الأمر بأنه محض قتل عشوائي.

المعلومات التي نقلتها الشبكة الأمريكية جاءت بعد جولة لمراسلها على "معرة النعمان" لتغطية أحوال المدينة، التي تعد من نقاط الاشتباك الساخنة جدا.

وقد قامت الشبكة بجولتها بصحبة القائد الثوري جمال معروف، الذي قالت إنه أول ثائر أسقط طائرة حربية تابعة للنظام، وأوضحت أنه يقود "لواء شهداء سوريا".

يقول تقرير الشبكة: أخذنا "معروف" إلى معرة النعمان شمال سوريا، ليرينا كيف تتصرف قوات النظام، قائلا: هذه منطقة مدنية، لقد ضربوا هذه المنطقة بشكل عشوائي، رغم أنه ليس هناك مقاتلون هنا.

معروف ورجاله أخبرونا أنّهم استطاعوا إخراج قوات النظام من المدينة في 24 ساعة فقط، لكن المعركة الحقيقية بدأت بعدها، فقليل من السكان الذين ما زالوا أحياء، أكدوا لمراسل الشبكة بأن ثلثي "المعرة" عبارة عن أنقاض.

ويتابع التقرير: فجأة، سمعنا صوت طائرة مقاتلة حكومية فوقنا، تلاه أزيز الرصاص المضاد للطّائرات، بينما كان السكان المتوترون ينظرون في السماء لرؤية أين ألقت الطائرة قنابلها.

بعد وقت قصير، رأينا بأنفسنا 6 قنابل سقطت على البلدة، حيث كنا نحاول تغطية الأحداث.. حاول الجيران بشكل عاجل أن يستخرجوا جثة امرأة، كما كانت ابنتها تلعن بشار الأسد.

قتلت امرأتان وطفلة، بقنبلة واحدة سقطت على بيت كان ملاصقاً للحي الذي نبيت فيه. 

ويواصل المراسل: لم يكن هذا هجوماً محدد الأهداف، لقد أرانا السكان الدليل، مظلة مربوطة بإحدى القنابل، إنهم لا يتحكمون بمسار ما يلقونه، فقط يقتلون عشوائياً، وهذا ما يدفع الناس للجزم بأن هدف القصف هو إرهابهم.

في تلك الليلة، انبرى "معروف" للحديث عن كيفية لجم قدرة قوات الأسد على القصف، قائلا: حتى الآن، نحن ليس لدينا منطقة حظر جوي، والنظام يستعمل قذائف بعيدة المدى. فسألناه عما يريد من الحكومة الأمريكية أن تعمله، فأجاب: إذا كان لدينا منطقة حظر جوي، فيمكننا إسقاط النظام في غضون أسابيع.

وأضاف: حتى ولو لم تهب الولايات المتحدة للمساعدة، وامتنع المجتمع الدولي عن التدخل، فإن الثورة ستنتصر، أو إن الشعب السوري سيباد.

ويختم مراسل الشبكة تقريره: إن لصعب جداً أن تكون في هذا الجزء من سوريا، ورغم أن البيت الذي كنا نقطن فيه لم يجرح سكانه في هجوم النظام، فإن كل نوافذ البيت تهشمت، وأثاثهم تحطم، لكن هناك أكثر من ذلك.. هناك الدمار النفسي لأي شخص يشهد هجوماً كالذي شهدناه.

لقد دخلت علينا امرأة وهي في حالة ذعر كامل، كانت ترتعش بشكل لا إرادي، وهي تردد مرارا وتكرارا: طائرة، طائرة، لقد كانت تهذي، وأمام مثل هذه الحالة تدرك بأنّ الضرر المدمّر لقنابل النظام لا يمكن تصوره، وانه قد يمتد ليطال قدرات الناس العقلية أيضاً.