أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" ورحلة العبور إلى جبل الأكراد وسر "أسد يوك"

جندي تركي: جيشنا يستطيع أن يصل دمشق بـ4 ساعات الصور" الفرنسية - مقاتلون في جبل الأكراد

مجريات عبور  مراسل "زمان الوصل" من الحدود التركية إلى جبل الأكراد... كتبها بعد وصوله حياً إلى الوطن...

اتخذنا القرار الصعب بالعبور إلى جبل الأكراد بشكل غير نظامي متجاوزين الشريط الشائك حتى نصل إلى إحدى المناطق المحررة في الجبل، ابتدأت الرحلة بعد أن اتفقت مع قائد عسكري منشق ليقلني إلى أقرب مكان للشريط الحدودي، كان برفقتي أحد المقاتلين في الجيش الحر متطوع ومتمرس بإخراج وإدخال الأفراد، فانطلقت الرحلة من مدينة أنطاكيا عبوراً نحو (يايلاداغي)، ثم توقفنا في الطريق ليقودنا طريق فرعيٌ نحو الحدود القريبة من محافظة إدلب، لم يكن المعبر آمناً أبداً هذا ما سمعناه، على الأقل، ولكن الضرورة حملت أقدامنا إلى المسير، كان الطريق جبلياً ويبدو عليه أنه مستخدم لتهريب الأبقار وما يُحمَل على الدواب وتكاد المعالم التركية تختفي مع كل خطوة إلى الحدود حتى وصلنا إلى غابات تعرضت للحرق بشكل مرهب، في تلك الأثناء ظننت أننا عبرنا إلى الأراضي السورية ولكن الحقيقة كانت غير ذلك (تبقى كيلو متر كامل للوصول إلى الشريط الحدودي)، تابعنا المسير ورفيق رحلتي يجيب على أسئلتي المتلاحقة مع ضحكات متقطعة، فهمت منه أن النظام السوري أحرق هذه الغابات من خلال القذائف والبراميل، هنا وضعت أمامه ألف إشارة استفهام تتعلق بالسيادة التركية وأتبع كل إشارة بضحكات تعلو حيناً بعد حين حتى خشيت أن تمسكنا الجندرمة بسبب علو صوته، بعد دقائق وصلنا إلى طريق ممهد بأحذية العسكر وأيقنت حينها أننا اقتربنا جداً، أوقفني صوت مع دفعة قوية (توقف. الجندرمة أمامنا مباشرة، إذا رأونا لن نعبر اليوم)، توقفت وبدأت أقرأ القرآن فقد كانت أسلحتهم قطعة واحدة تشبه الخشب ولكنها مزودة بالصواريخ الحارقة.

خمس دقائق وتابعنا الطريق، مشينا وقتها في طريق العسكر ثم عبرنا إلى شارع معبّد وأتبعه آخر كانت تلك الأمتار الفاصلة بيننا وبين الحدود، ثم أوقفنا صوت عالٍ مع تلقيم سلاح (غال غال غال) أي تعال، أتينا إليه ولم أكن مقتنعاً بالفكرة أصلاً، وكن أتساءل لمَ لا نهرب؟ لن يستطيع الإمساك بنا، ولكن صديقي أمسكني من يدي وقال: (تعال يا أخي رعد لا تكبر رأس مع الجندرمة)، كان عسكرياً يرتدي زياً مموهاً ويحمل سلاحه ويدخن سيجارة يبدو أنها لم تخرج من علبة "نظامية" فقد كان يخرج الدخان من جيب سترته، علمت وقتها أنه ربما بإمكاننا رشوته علّه يسمح لنا بالمرور، بدأ بسؤالنا باللغة التركية من أين جئتم؟ ومن أين أتيتم؟ أعلمناه أننا قادمون من تركيا فقال:(أسد يوك) أي لا للأسد، ولكن لن تدخلو ابداً، أحسست من خلال سيجارتين تحاورتا بيننا أننا وصلنا إلى نتيجة مرضية لكل الأطراف ولكن مجيء رفاقه حرمنا من هذا الحلم، كان معهم ضابط يتكلم اللغة العربية بشكل جيد جداً نبهنا إلى ضرورة العودة من حيث أتينا لأن ضابطه المناوب لن يسمح لنا بالعبور، مشينا معه إلى برج المراقبة وفي الطريق كانت شتائمه للأسد تفوق كل شتائم سمعتها، كان حلمه حسب ما فهمت هو أن يتجرأ الأسد ويشن حرباً على تركيا، وكان يتمنى من الحكومة أن تعلن حرباً ضد الأسد، وأقسم أن الجيش التركي سيصل إلى دمشق خلال أربع ساعات، وما أدهشني أكثر ردة فعل عسكري معه كان يتكلم اللغة التركية، فهمت منه أنه أطلق النار على الجيش النظامي السوري في إحدى المعارك ولم أتجرأ بسؤال آخر للتأكد من هذه المعلومة، أثناء الطريق رأوا شابين عابرين رافقانا نحو البرج، هناك قابلنا الضابط قال لنا: إركضوا إلى اسطنبول ولا تعودوا، وما أسعدني أنه سمح لأحدهم –كان قد أمسكه معنا تقريباً- بالعبور من سوريا إلى تركيا لأن لديه أصدقاء جرحى عليه العناية بهم.


اركضوا يا شباب
أصبحنا أربعة خلال ثوان، فقررنا المرور بطريق طويل لأن الوصول ضروري اليوم، وفعلاً ثلاث ساعات من المسير صاعدين جبالاً ومارين قرب بحيرات إلى أن وصلنا غابة ماتت فيها كل أنواع الحياة بسبب الحرائق، مشينا ومشينا ومشينا إلى أن وصلنا خط جندرمة آخر، هناك نادانا صوت (غال غال غال) أي تعال، ولكننا تجرأنا وقلناها: ليس هذه المرة "اركضوا يا شباب".

كنت آخر الراكضين بسبب حملي الثقيل لأعبر الشريط الشائك من دون أي تفكير، فأخذت بالجري ناظراً للخلف بين الوهلة والأخرى، كنت أرى رجلين يلبسان الزي الأسود ويركضان خلفي مع سماعي لصوت كلب يلاحق أرجلنا، أمتار قليلة تفصل بيني وبينهم، سألت نفسي: لم يلبسون الزي الأسود؟ لم أكمل سؤالي حتى سمعتهم يتكلمون باللهجة الحلبية (أسرع أسرع آآ خيو)، كنت مسرعاً ولا أحتاج للنصيحة حتى، دقيقتان من الركض في الوديان بين الشجر الأسود والسواقي المخفية إلى أن توقفنا أمام الشريط الشائك، لوّح أصدقائي للجندرمة من بعيد بمعنى "لا تواخذونا ........... مضطرين".

2 من إدلب و2 من حلب و2 من اللاذقية
التفت يميناً وإذ بنا أصبحنا 6 أشخاص 2 من إدلب و2 من حلب و2 من اللاذقية، كنا سعيدين جداً بالعبور جميعاً ولكن الحقيقة أن العابرين هم 4 أشخاص فقط، فبعد أن قطعنا أمتاراً قليلة انفصل عنا أصحاب الزي الأسود لأنهم لم يأتوا من تركيا أصلاً بل كانوا قادمين من سوريا آملين دخول الأراضي التركية وقد عطلنا عملية دخولهم "من دون قصد".

عبرنا بعدها من أمام نهر وضع الثوار فوقه جذع شجرة للمرور فوقه، ثم دخلنا إلى طريق معبد داخل سوريا، قطعناه سيراً على الأقدام وصولاً إلى حاجز للجيش الحر وبعدها أخذنا دراجتنا النارية وانطلقنا بها 40 كيلو متراً حتى وصلت إلى مقر الكتيبة التي استقبلتني.




من البلد


رحلة هروب تكشف عالم "البشاريين"...معابر خاصة لدخول"الشبيحة الأتراك" وقتال الحر
2012-10-12
تقصت "زمان الوصل" حقيقة دعم جزء كبير من أهالي أنطاكيا التركية لنظام الأسد، والذي تطور إلى إرسال الرجال للقتال إلى جانب الشبيحة بحسب شهادات موثوقة حصلت عليها الجريدة خلال فرار مراسلها من سوريا إلى اسطنبول عبر أنطاكيا......     التفاصيل ..

كلاب تتحول لأكل "جثث البشر" في غابات الساحل وتخوف على الأحياء
2013-02-21
تعتبر الغابات المنتشرة في الشمال الغربي السوري من المناطق الغنية بالحيوانات البريّة، وتحتوي تلك المناطق أعداداً كبيرة من الفصائل المفترسة للإنسان في الحالة الطبيعية قبل الثورة. ولكن الوضع الجديد الذي بدأ يتبدى مع...     التفاصيل ..

"زمان الوصل" تكشف حالة "جهاد" جديدة... "مقاتلون رُحل" كل يومٍ في كتيبة
2013-02-08
كما العادة تضج الطبيعة الغناء في جبال اللاذقية وريف إدلب بالحياة العسكرية الخشنة وتحكي قصص المقاتلين قصصاً فريدة تبدي ملامح غريبة أوطريفة. وإنه لا يخفى على أحد وجود تنظيمات عسكرية لا تنتمي إلى مجلس عسكري أو تنظيم...     التفاصيل ..

(176)    هل أعجبتك المقالة (182)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي