أثبت أنه لم يُقتل فما زال حياً يَقتُل..."زمان الوصل" تكشف حقائق حول لقاء الأسد الأخير

اختار بشار الأسد تلفزيون أولوصال وجريدة آيدنلك التركيتين ليظهر من خلالهما بعد الشائعات التي ترددت حول اغتياله على يد أحد مرافقيه الإيرانيين.
المقابلتان لم تنشرا كاملتين، بل اكتفى المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية بنشر مقتطفات منهما على صفحة موقع التواصل الاجتماعي، ونسبت بعض الصحف الإلكترونية السورية المؤيدة للنظام، بعض المقتطفات على أنها خاصة بها.
قبل أن نأتي على بعض ما قاله الأسد حول مقتل الشيخ البوطي وقضية الأكراد في تركيا ورده على أردوغان وداود أوغلو، قد يكون السؤال الغائب عن ذهن المراقبين لماذا تلفزيون أولوصال وجريدة آيدنلك؟!
باختصار، الوسيلتان شبه الرسميتين تتبعان للحزب الشوعي التركي الذي أعاد تـأسيسه ضوغو بيرنتشك، وهو أحد أصغر الأحزاب التركية، حاز في الانتخابات العامة الأخيرة بعد تحالفات واسعة مع العديد من المثقفين في تركيا عموماً على 0.14% من الأصوات، أي 61224 صوتاً، علماً أن أصغر الأحزاب الممثلة في البرلمان التركي حاز على 5576116 أي أن هذا الحزب حاز على أقل من كسور الخمس ملايين ونصف لأصغر حزب ممثل في البرلمان.
أما مندوب هذا الحزب في سوريا فهو "محمد يوفا" الأنطاكي الذي عمل لفترة مترجماً لبشار الأسد. ولو أجرينا استطلاعاً لمن يعرف هذا التلفزيون، في تركيا شرطاً، سنجد أن النسبة تقارب نسبة ما حصل عليه الحزب بالانتخابات!
الأسد قال في حوار سيبثه التفزيون الحكومي ليلة غد السبت، إن استهداف الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي كان أولاً لمكانته في سورية وفي العالم الإسلامي، وثانياً لوعيه العميق لحقيقة ما يجري. فلاشك بأن موقف رجال الدين ومنهم الدكتور البوطي كان أساسياً في إفشال المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية".
وأضاف "كل من تحدث بالدين الحقيقي والدين المعتدل استهُدف منذ بداية الأزمة.. ولكن الدكتور البوطي كان له الأثر الأكبر في مواجهة ما خطط لسورية، فهو لم يقف مع الدولة بل وقف مع الوطن، فدفع حياته ثمناً لذلك..".
وقال الأسد أيضاً في ردّ على سؤال حول المشكلة الكردية في تركيا: "نحن منذ أن بدأ التحرك داخل تركيا منذ عدة سنوات باتجاه حل المشكلة الكردية كان موقفنا الواضح والصريح هو دعم أي حل بين الأكراد والأتراك لأننا لا نريد أن نرى المزيد من الدماء في بلدكم والتي ستنعكس سلباً على المنطقة".
وأضاف "نحن ندعم أي حل صادق في هذا الاتجاه لأن الأكراد جزء طبيعي من نسيج المنطقة، هم ليسوا ضيوفاً أو مهاجرين جدداً. هم يعيشون في هذه المنطقة منذ آلاف السنين".
وفي أول تصريح له بعد تسليم الائتلاف الوطني المعارض مقعد سوريا في الجامعة قال الأسد: إن "الجامعة العربية بحد ذاتها بحاجة لشرعية وأنها جامعة تمثل الدول العربية وليس الشعوب العربية وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها.
وأضاف الأسد أن الشرعية الحقيقية لا تأتي من منظمات ولا مسؤولين خارج البلد ولا من دول أخرى وأن الشرعية يعطيها الشعب وكل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة لنا."
وفي رده على سؤال حول تصريح أحمد داود أوغلو بأنه يفضّل الاستقالة عن مصافحة الأسد. ..قال: "هذا الكلام ليس محل اهتمام.. ولايُرد عليه أصلاً.. فإذا لم يكن هناك من ربّاه تربية صحيحة في منزله فأنا في منزلي تربيت تربية صالحة.. وإن لم يكن قد تعلم شيئاً من أخلاق الشعب التركي التي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سورية تعلمت الكثير من أخلاق الشعب السوري.."
وأضاف الأسد أن الحكومة التركية بزعامة رجب طيب أردوغان متورطة بالدماء السورية وأن أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الأزمة في سورية.
وقال الأسد أن هناك مخططاً لإشعال حرب طائفية في سورية، وأن موقف رجال الدين في سورية كان أساسياً في افشال هذا المخطط ولذلك اغتالوا الشيخ البوطي والعديد من رجال الدين.
نهاية القول: قد لا يكون من حاجة للتعقيب على اللقاء، لأن الواقع السوري وما يسيل على أرضه من دماء، إنما تكفي لحالة الانفصال التي يعانيها سيادته، وكذلك محطة وجريدة الحزب الشيوعي التركي الذي منحه لقاء الأسد استراحة نسي خلالها مؤقتاً مسبة الدين ولعنه لينقلب الحديث بقدرة قادر إلى رجال الدين ودورهم في درء الفتنة، ولعل المثير للنزق ما قاله الأسد حول "تربيتي المنزلية لا تسمح لي بالرد على أحمد داود أوغلو" في حين أن تربيته سمحت له بقصف السوريين بالطائرات والبراميل والصواريخ البالستية، وأن المرحوم البوطي لم يكن معتدلاً و"حجة إسلام" عندما حورب مراراً واضطهد إن بسبب تسجيلاته لتلفزيون "شام" الذي منع من الظهور أو يوم انتقد مسلسل ما ملكت ايمانكم...هذا إن سلمنا جدلاً أن النظام لم يقتل البوطي ليتاجر بدمه وأن تصريحات آل البوطي الذين فروا لتركيا عارية عن الصحة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية