أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مطران وجولان

نقلت وكالة سانا للأنباء اليوم الخبر التالي: "وجه المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس التحية لأهالي الجولان السوري المحتل على صمودهم وثباتهم وتمسكهم بوطنهم الأم سورية. وتضامناً مع أهالي الجولان العربي السوري التقى المطران عطالله حنا خلال زيارته للجولان المحتل شباب الجولان الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال مؤخراً وهم الآن قيد الإقامة الجبرية في منازلهم إضافة إلى شخصيات الجولان البارزة ووجهائه وقياداته الوطنية، مؤكداً أهمية صمودهم في مواجهة إجراءات القمع لقوات الاحتلال الاسرائيلي حتى النصر وعودة الأرض المحتلة إلى حضن الوطن".

مع وكالة سانا للأنباء، تشعر دائماً أنك في عالم آخر، تماماً كالدراما السورية التي بنيت على الفنتازيا في "الجوارح" و"البواسل" و"الكواسر" وغيرها من مسلسات الشجعان. ولذا ينبغي على المرء التوقف عند كل كلمة والشك في صدقيتها، بل من المفيد التعامل معها دائماً استناداً لشعارٍ رفعه أهل مدينة دوما فيه كل الخلاصة في بداية الثورة "الإعلام السوري كاذب". فإذا ما أراد المرء الحيطة والأمان فعليه أن يرجِّح احتمال الكذب كأساس في قراءة أخبارها، ولا نبالغ إن قلنا إنها يمكن أن تكذب حتى في علامات الترقيم بين الكلمات والعبارات. 

الكلام المنقول على لسان المطران، كما يقول خبر سانا، يوحي وكأن السيد المطران هو واحد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث، وربما كان مسؤولاً عن التثقيف والإعداد الحزبي. بالطبع الاحتمال الأكبر هو أن المطران لم يقل هذا الكلام بحرفيته، وإنما تأتي الإضافات والبهارات الزائدة من أولي أمر الإعلام السوري.

عندما يسمع المرء هذا الخبر يعتقد أن سكان الجولان جميعهم موجودون تحت الاحتلال الإسرائيلي، في حين أن واقع الأمور غير ذلك. لقد احتلت إسرائيل ثلثي هضبة الجولان في حزيران عام 1967، وكان عدد قرى الجولان آنذاك 164 قرية، إضافةً إلى 146 مزرعة، وكان عدد سكانه 154 ألف نسمة. احتلت إسرائيل 137 قرية و112 مزرعة إضافة إلى القنيطرة ودمرتها. وبلغ عدد القرى التي بقيت بسكانها 6 قرى فقط: مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية والغجر وسحيتا. نزح أكثر من 131 ألف نسمة إلى دمشق ودرعا، ويبلغ عددهم حالياً نحو 800 ألف نسمة، ويعيشون في دمشق وضواحيها ودرعا، وبقي 8 آلاف جولاني في القرى الست الباقية، ويبلغ عددهم حالياً 20 ألفاً. 

اختزل المطران، أو على الأرجح وكالة سانا، الجولان وأهله بعشرين ألفاً مقيمين تحت الاحتلال، وحزن على اعتقال بضعة شباب منهم أفرجت عنهم إسرائيل فيما بعد. والتقى سيادته، وفقاً لخبر الوكالة، بشخصيات الجولان البارزة ووجهائه وقياداته الوطنية. إن كان ذلك صحيحاً فإنه يكون في أحسن الأحوال قد التقى بقيادات أو شخصيات تعبر عن العشرين ألفاً تحت الاحتلال فحسب. أما الـ 800 ألف جولاني نازح الذين يقيمون في دمشق ودرعا، فإنهم منسيون في فكر المطران، كما كانوا ولا يزالون منسيين في عرف نظام المقاومة والممانعة طوال 45 عاماً.

نريد أن نخبر السيد المطران أن أهل الجولان يقيمون في دمشق وما حولها، في الحجر الأسود ومخيم اليرموك والست زينب والذيابية والقدم والعسالي والتضامن وشبعا ونهر عيشة وجديدة عرطوز، ومخيم درعا للنازحين، وغيرها. أما أوضاعهم فهي أسوأ بكثير جداً من أوضاع الجولانيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، فبيوتهم هُدِّمت وحُرقت، ونهبت أموالهم، وقتل المئات منهم، واعتقل وعُذِّب المئات أيضاً، واضطر مئات الآلاف منهم للنزوح من بيوتهم مرات عدة داخل بلدهم بسبب القصف الهمجي لنظام الممانعة، وهناك آلاف منهم في الأردن، بعضهم جرحى وبعضهم معوّقين.

هؤلاء يا سيادة المطران هم من يجب توجيه التحية لهم أولاً، على صمودهم وثباتهم، وهؤلاء هم من يجب أن تسأل عن معتقليهم وقتلاهم وجرحاهم. إنك، وكثيرون مثلك، كمن يرى الحجر ولا يرى الجبل، أو كمن يكترث لجعجعة الممانعة أكثر من البشر، أو كمن يؤلمه جرح إنسان على يد العدو، لكنه لا يهتم لمقتل الآلاف على يد "ابن البلد". أما عن النصر وعودة الجولان إلى حضن الوطن، فإن الواقع والتاريخ يقولان بوضوح أن هذا مستحيل بوجود هكذا أنظمة حاكمة، ونعتقد أن 45 عاماً كافية لإصدار هذا الحكم، إلا إذا كان المرء مصاباً بالعمى السياسي والإنساني والأخلاقي.

في كل مرة ينحشر فيها النظام في الزاوية تبرز إلى السطح قضية الجولان، في محاولة لستر عوراته المفضوحة بورقة الممانعة والمقاومة. هكذا فعل تماماً، قبل هذه المرة، في الفترة التي قتل فيها الحريري، فذهب نحو الدفع باتجاه تشكيل منظمة لتحرير الجولان، فإذا بها تتحول على يديه بعد فترة وجيزة، عندما خفَّت الضغوط الدولية، إلى منتدى خطابي فحسب. فالنظام لم يسمح بتشكيل مقاومة في سورية، وكان يعمل على تشكيل "مقاومات مذهبية" على أراضي الغير، في فلسطين ولبنان والعراق، كي يحولها إلى أوراق تسمح له باللعب في ساحات الآخرين، ودرء الخطر عن ساحته، والقيام بالمقايضات الضرورية كلما كان هناك تهديد مباشر له.

ما نعرفه أن النظام لم يفعل شيئاً طوال أربعة عقود من أجل تحرير الجولان، بل إنه فعل واقعياً كل ما يمكن أن يمنع تحريره في السابق واليوم. ففي وسائل إعلامه كرَّس مسألة اختزال الجولان إلى قرية من قراه هي مجدل شمس، ربما كي لا يسأله أحدٌ عن أوضاع 800 ألف من أهالي الجولان، أو ليمنع تشكل مقاومة مسلحة حقيقية من أهالي الجولان داخل سورية، أو ربما أنه لم يكن يريد من الجولان شيئاً سوى اسمه واستخدامه كحجة لقمع الحريات في الداخل.

كثيرٌ من السوريين كانوا يسألونني خلال العقدين الماضيين مستهجنين أنني لا أسافر إلى "ضيعتي"، على اعتبار أنني من الجولان، فهم يعتقدون أن الجولان قد تحرر منذ زمن بعيد، بحكم أن رؤوسهم قد ملأها الحزب القائد آنذاك بالترهات والأضاليل. اليوم السوريون يعرفون كل شيء، وما عاد أحدٌ بقادرٍ أن يكذب عليهم في شيء، وهذه إحدى فضائل الثورة، وعلى مثل هذه الفضائل يمكن إعادة بناء الإنسان والوطن، ويمكن أن تصبح بالتالي، بعد زمن، مسألة تحرير الجولان أمراً ممكناً. 

(106)    هل أعجبتك المقالة (101)

2013-04-04

معلومات مهمة ....


لا للدبلوماسية - نعم للصر

2013-04-05

ماهذه الدبلوماسية يا حازم نهار ولماذا لم تصرح مباشرة ان القرى التي ذكرتها هي درزية مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية وعلوية الغجر وسحيتا وهي تحظى بمعاملة رائعة من الدولة الاسرائيلية ومن الدولة السورية والعديد منهم يحملون الجنسية الاسرائيلية وياتي الطالب من تلك القرى للدراسة في الجامعات السورية وله الاولوية واما عن قضية بيع التفاح الجولاني فهي اعلامية حيث يستطيع اهالي تلك القرى بيعه من خلال اسرائيل دون اي عقبة واما اهالي الجولان من بقية القرى التي هدمها الاسرائيليون فهم نازحون همشهم النظام السوري حتى اصبحوا يسكنون احياء عشوائية بعد ان كانوا مزارعين وحرفيين واصبحوا عمال يوميين وبعد حرق هذا النظام سيعود اهالي الجولان الحقيقيين الى قراهم معززين مكرمين احرارا واما القرى الستة التي ذكرتها فهم يقومون يوميا بمسيرات تايدا للمجرم ويرفعون صور المجرم فقط لانه علوي والثوار من السنة وهم طائفيون من الدرجة الاولى والاولى تركها لاسرائيل يشبحون عن بعد كما يفعل ابناء لواء الاسكندرون اليوم الذين تحولوا شبيحة بين ليلة وضحاها لان رئيس سورية العلوي اهتز حكمه وهو من باعهم الى تركيا بدون مقابل ولكن الطائفية المقيتة تشعل قلوب هؤولاء القذرون ..


نضال عارف الشوفي

2013-04-05

الحقيقة أن المطران قد التقى بحفنة من الأشخاص الذين يلتقيهم في كل زياراته إلى الجولان، وهم شبيحة النظام بالضرورة، ولا يمثلون غير أنفسهم بالضرورة، لكن إعلام النظام وكل الإعلام الموالي له ينعقون بطرقة شمولية، ومن لا يتفق معه يكون عميل، ولغي من الحسبة، وخارج أي إجماع. إن سياسة النظام تجاه الجولانيين تحت الاحتلال، كانت وما زالت سياسة الرشوة وشراء الناس، طبعا بعد فشله في إيجاد قاعدة للبعث بين صفوفهم، وبعد أن اقتصر تأييد النظام على قلة من الغوغاء والشبيحة المنظمين ضمن سياسة تضليلية وشعاراتية دأبت على تحويل نضالات أهل الجولان إلى اجترار الخطابات على خط وقف إطلاق النار. الفشل كان أكيدا في كل ذلك. الحقيقة أن السوريين تحت الاحتلال الاسرائيلي لا يلامون في شيء، ورغم وقوعهم بين مطرقة الاحتلال الإسرائيلي وسدان الاحتلال الأسدي، قد قاموا بدور وطني مشرف خلال عقود الاحتلال. من يجب أن يجرم هو النظام السوري في تعتيمه على النازحين عن أراضيهم من الجولانيين، وفي قمعهم وعدم إفساح المجال لهم في تشكيل مقاومة حقيقية تتكامل مع المقاومة المدنية في الجزء المحتل..


محمد محمود الفندي

2013-04-05

لا فض فوك.


اليف صباغ

2013-04-05

يبدو يا دكتور حازم انك اقرب الى الليل منك الى النهار، لأنك لا تعرف هؤلاء الجولانيين الصامدين على ارضهم ولا تعرف قصة صمودهم الاسطورية، وتصر انهم يعيشون في ظل الاحتلال الاسرائيلي افضل مما يعيش اخوانهم /جيرانهم من اهالي الجولان الذين هجروه عندما احتلته اسرائيل عام 1967. ان مجرد تفضيل الاحتلال الاسرائيلي على حكم وطني سيادي يشير الى المنزلق الخطير الذي انزلقت اليه، وهو منزلق وقع فيه زملاؤك فيما تسميه" ثورة" تتحالف مع اعداء الامة ولا تترك فرصة الا وتستخدمها للهدم والخراب والدمار للوطن والقتل بالسكين او الساطور خدمة للاحتلال . ربما كان عليك ان تحيي سيادة المطران لزيارة هؤلاء الابطال والتضامن معهم لانهم يقفون بقوة وثبات منقطع النظير منذ 45 عاما ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول بكل الوسائل المادية والاعلامية سلخهم عن وطنهم الام، الا انهم لم ينزلقوا يوما كما انزلقت انت ولم يخونوا وطنهم،ولم يحملوا العلم الاسرائيلي كما لم يحملوا علم الانتداب البريطاني الذي تحمله انت، واؤكد لك ان من اخذ الهوية الاسرائيلية لم يتجازو العشرات من بين حوالى 20 الف انسان. وكان احرى بك ان تحيي صمود هؤلاء الابطال في الجولان المحتل لانهم تحدوا الاحتلال ببقائهم في بيوتهم ولم يهربوا من وجهه كما فعلت انت، فالهروب هو اسهل الحلول اما المواجهة الحقيقة فلن تتم الا في البقاء والتحدي ومقارعة العساكر ومبعوثيهم بجرأة لا تتمتع بها بالتاكيد بينما يتمتع بها عميد الاسرى المحررين صدقي المقت واخوه بشر الذين قضيا زهرة شبابهما في سجون الاحتلال، وباقي الشباب الذي منعوا اي رياضي اسرائيلي ان يلعب على ملاعبهم، واصروا ان ملاعب مجدل شمس عربية سورية وستبقى كذلك رغم انف الاحتلال. واخيرا، لست وانت ولا امثالك هم الذين يعلمون سيادة المطران ما هو واجبه وكيف يقدمه ولمن واين ومتى؟ انصحك ان تلتفت لحلفائك الجدد وهم يوزعون المال والسلاح لقتل الوطن السوري والمواطن البريء، فقد تفوتك "الفرصة" التي تنتظرها....


أبوشاكر الديمقراطي

2013-04-06

من أعجب ما نلاحظه هذه الأيام هو أن يتكلم عن الطائفية أشخاص مشحونون بالطائفية من راسهم حتى أخمص قدميهم ، وهذا ينطبق هنا على تعليق نضال عارف الشوفي ، وأطرف ما في تعليقه هو العبارة التالية - ولكن الطائفية المقيتة تشعل قلوب هؤولاء القذرون - حيث يتكلم عن الدروز وتأييدهم لبشار ، والطريف في العبارة أنها تنطبق تماما على كلامه فتعليقه يبين أن قلبه يشتعل بالطائفية ، فهو بطائفيته المريضة يعتقد أن الدروز مؤيدون لبشار لأنه علوي !!! ، هو لا يعرف ان كثير من الدروز والمسيحيين وغيرهم من الأقليات كانو في البداية مع الثورة لكنهم مع الوقت تخلوا عن دعمهم لها مع إكتشافهم للطائفية المستشرية فيها ، طبعا أنا من ناحيتي أقول كان يجب على أبناء الأقليات أن يقفوا ضد النظام وضد الثورة معاً لأن كلاهما أسوأ من بعض ، لكن أن يقال أن الدروز وقفوا مع بشار لأنه علوي فهو قمة المرض الطائفي عافانا الله وإياكم منه.


أبوشاكر الديمقراطي

2013-04-06

يبدو أن هناك خطأ في تعليقي حيث أنني خلطت بين تعليق نضال الشوفي و تعليق من يسمي نفسه - لا للدبلوماسية نعم للصر -.


ابوشاكر مجددا

2013-04-06

ابوشاكر - ----- شبيحة للابد لاجل عيونك يا اسد ------- ابناء لواء الاسكندرون اليوم الذين تحولوا شبيحة بين ليلة وضحاها لان رئيس سورية العلوي اهتز حكمه وهو من باعهم الى تركيا بدون مقابل ولكن الطائفية المقيتة تشعل قلوب هؤولاء القذرون ----------- بحاجة الى محو امية يا ابوشاكير.


د. نزيه بريك

2013-04-08

ما أعرفه، أن المقدمة التي يستهل بها كل كاتب نصه، تشكل القاعدة الفرضية التي سينطلق منها لبلوغ الهدف الذي يريد إيصاله من خلال النص. ففي حين يوظف السيد حازم الخبر الذي تناولته وكالة أخبار النظام سانا حول زيارة الشبيح المطران عطاالله حنا إلى الجولان المحتل وما أدلى به من كلام خلال زيارته، أو ما نابت وكالة سانا بالقول عنه، وفي نفس الوقت يؤكد حضرة الكاتب على تفوق هذه الوكالة الإخبارية في الكذب وعدم المصداقية، حيث يقول: " مع وكالة سانا للأنباء، تشعر دائماً أنك في عالم آخر،...... ولذا ينبغي على المرء التوقف عند كل كلمة والشك في صدقيتها،..... فإذا ما أراد المرء الحيطة والأمان، فعليه أن يرجِّح احتمال الكذب كأساس في قراءة أخبارها، ولا نبالغ إن قلنا إنها يمكن أن تكذب حتى في علامات الترقيم بين الكلمات والعبارات". حقاً، كم يؤسفني أن أقرأ كاتباً يدعي بانتمائه إلى الفضاء الأكاديمي والبحث العلمي، حين يعتمد مصدرا كاذبا - وباعترافه- ليشكل قاعدة انطلاق للهدف الذي يبتغيه النص. أليس ما يُبنى على أساس كاذب، يُنتج بناءً كاذباً!! لكن بما أن الهدف الذي يبتغيه الكاتب، هو الافتراء على المحتلين من أهالي الجولان والانتقاص من قامتهم، فلا خجلا ولا حرجا في أن يعتمد الكاتب مصادر كاذبه. أعجب من الثائرين على هذا النظام وفي نفس الوقت يمارسون ثقافته. ربما ليس لي أن أعجب ممن تقبل هذا الثقافة لعقود، فقد اصبحت مركباً رئيسياً في اللاوعي عنده. لا حاجة أن تشرح لنا يا حضرة الكاتب والأكاديمي عن قرى الجولان وسكان الجولان المُهجرين وليس النازحين حسب تعريفك، ولولا كونك أحد أبناء الجولان المهجرين، لكان حالك كحال أكثرية الشعب السوري، التي غيّبَ عنها النظام الجولان المحتل. رغم أن بعض المعلومات التي أوردتها حول الجولان غير دقيقة من المنظور الأكاديمي، لكن لماذا تتناسى أن أول مؤسسة بنت أرشيفاً لقرى الجولان المهجرة والمهدمة هي من الجولان المحتل وليس من داخل الوطن؟ وأنا أميل إلى القول إنك تستقي الكثير من معلوماتك عن الجولان من مواقع إلكترونية في الجولان المحتل؛ والسبب هو سياسة التجهيل الذي مارسها النظام على الشعب. الجولانيون يا حضرة الكاتب شأنهم كما باقي الشعب السوري، فيهم الشبيح وفيهم المعارض وأغلبية صامته من جماعة ما دخلني. من حقك أن تنتقد المطران ومواقفه المؤيدة للنظام والمعادية لثورة الحق، وهنا نلتقي بالرؤية، لكن أن توظف زيارته لشاكلاته في الجولان، لتتقيأ ما في داخلك من غثٍ على كل الجولانيين، فهذا انزلاق قذر يقوم على اغتيال العقل والمنطق، وإني لأشتمّ من بين سطورك رائحة طائفية نتنة، وقد قرأك أحد المعلقين الطائفيين في مداخلته على مقالك، بالقول: "ما هذه الدبلوماسية يا حازم نهار ولماذا لم تصرح مباشرة ان القرى التي ذكرتها هي درزية مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية وعلوية الغجر وسحيتا وهي تحظى بمعاملة رائعة من الدولة الاسرائيلية ومن الدولة السورية والعديد منهم يحملون الجنسية الاسرائيلية...." كيف غاب عنك وعن صاحب المداخلة أن قرية سحيتاالدرزية قد هدمها الاحتلال بعد حرب تشرين وهجر سكانها إلى قرية مسعده. ربما أردت أن تذهب إلى أبعد من هذا، لتُحمّل مسؤولية احتلال الجولان لنا، لكنك استدركت نفسك، لأن في ذلك تعرية واضحة لما أردت قوله بين السطور. لماذا تتناسى وأنت الفاعل في فضاء البحث العلمي، أن أول من وقف مع الثورة حين اندلعت في درعا، كانت شريحة المعارضة في الجولان المحتل؟ وانطلقت أصوات المعارضة الجولانية بعد أسبوع تقول للثوار "أنتم الصوت ونحن صداه"، وتعرضنا لهجمات شبيحة الجولان، في حين كانت الغالبية العظمى في داخل الوطن تقبع في فضاء الصمت، لكن على ما يبدو لا تروق لك هذه الحقائق لغاية في نفس يعقوب!؟ قد يختزل المطران والنظام الجولان بما يريد، وهذا ليس بجديد؛ فهو الذي اختزل كامل الوطن باسمه، ولم يقاوم هذا الاختزال إلا افراداً معدودين. لكن لا يمكن لأحد أن يختزل الحقيقة الثابتة، فمن كان قدره العيش تحت الاحتلال، قاوم الاحتلال ومخططاته وحافظ على انتمائه وأفشل سقوط الجولان في فضاء النسيان وليس مطلوبا منه أكثر من هذا، بينما من كان قدره العيش تحت احتلال النظام الأسدي، صفق وهلل له على مدى أربعة عقودٍ بشغف. النظام أمّم الشعب السوري بكامله ووضعه تحت وصايته، وهذا تدركه تماما، فكيف يفوتك يا حضرة "المثقف" بأن شبيحة النظام في الجولان يمارسون ثقافة معلمهم، ويختزلون سكان الجولان المحتل بأشخاصهم المعدودة؟ أنا لا أحيي فقط أهل الجولان المهجرين والمشردين على امتداد الوطن، بل أحيي كل الشعب السوري الثائر على الطغيان والظلم، وتحياتي المفعمة بالتقدير لكل سوري خرج صامداً بعقله، مرصعاً بالاتزان من حقبة الأسد. وفي النهاية أقول، يثلج صدري كثيراً سقوط هذا النظام وكل الطغاة في العالم، لكن ما يحزنني ويثقل صدري، هو يقيني بأن الثقافة التي أنتجها هذا النظام ستعيش أكثر من عمره، وإحدى الدلائل هو مقالك هذا..


عبد الكريم آغا

2013-04-11

انها لحقيقة مرة التي كتبها الدكتور بل انه قد تلطف قليلا ان اهلنا من الجولان المحتل والمنتشرين في ضواحي دمشق العشوائية من الحجر الأسود والتضامن واللذين تشردوا من مناطق النزوح للمرة الثانية غلى ضواحي الجولان هم الأن لايجدون المأكل والمشرب ويبحثون عن منقذ لهم من ظلم المجرم بشار حتى ان بعضهم قد احتمى بحدود الأحتلال للجولان علا اسرائيل شريك بشار ان تحميهم من ظلم وجور وقتل المجرم في دمشق الذي حاول ان يعطي انطباعا للعالم بأن الجولان ارض بلا شعب وحاول ان يختزل الجولان بالباقين في الجولان اللذين لم يتجاوز عددهم 2% من سكان الجولان المهجرين مع احترامنا لهم وفيه الوطنيين الكبار مثل عماشة الأسير البطل الذي رفض بشار وزمرته .... حتى كما ذكر الكاتب الكريم ان ابناء سورية لايعرفون ان هناك جزء غال من ارضنا محتلة وكنت اتعرض لنفس السؤال بأنني لماذا لااعود لقريتي في حين ان ابائنا اللذين توافاهم الله وانتقلو اللباري بقيت عيونهم شاخصة وهم لأخر لحظة تمنوا ان يكرموا عيونهم برؤية الجولان والقرى الذي خرجو منها منذ 46 سنة ان معاناة الجولانيين خلال هذه المدة الطويلة كانت شديدة فقد كانت النزوح مسبة لأهلها فقد كان يسب احدهم الاخر بأن وجهه مثل وش النازح وقد عانينا الأمرين من النظام المجرم حيث استطاع اهلنا ان يقفوا على اقدامهم وحفروا بأظافرهم مستقبلهم وعانوا اشد المعاناة للوقف على اقدامهم وضحوا بعدة اجيال من تعليمهم ومستقبلهم من أجل ان يعيشوا حيث تركو المدارس والتعليم ليحصلوا على قوت يومهم ولم تمد الدولة المجرمة لهم يد المساعدة وكأنهم هم كانو سبب النكسة بل ان ابناء المحافظة قد عوقبوا بأن منعوا من استلام أي منصب سياسي خلال هذه العقود حتى يتم محي ذاكرة العالم والسوريين من كلمة الجولان والجولانيين خوفا من ان يذكر المسؤل الجولاني انمائة للجولان وان يشرح عن معانات اهله وان معاناتنا كانت ولا زالت شديدة وان هذا نشاهدة حتى في بعض اطياف المعارضة بتهميش النازحيين الجولانيين ولكن الجولان في قلوب الجولانيين والسوريين الأحرار وان تحرير الجولان سيمر من تحرير دمشق ودرعا وحمص وسورية وان النصر ات وان غدا لناظره قريب.


التعليقات (10)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي