شدد الدكتور جواد أبو حطب رئيس الهيئة الصحية السورية المكلفة بالعمل الطبي والاغاثي داخلياً وخارجياً على أهمية تطوير آليات العمل الدولي وتحريك الضمير الإنساني تجاه الجرحى السوريين والذين وصل عددهم لأكثر من /400/ ألف جريح منهم /600/ حالة شلل و/130/ ألف إصابة أحدثت إعاقات مختلفة التوصيف و/12/ ألف شهيد لعدم قدرة تقديم الطبابة لهم ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم إضافة إلى أكثر من /1.5/ مليون طفل سوري أصيبوا بحالة ارتداد نفسي جرّاء رحى الحرب وصور الأطفال أقرانهم ممن بترت أطرافهم أو باتوا في أعداد الشهداء.
* 10 آلاف عملية في الأردن وتركيا
وخاطب عضو الائتلاف السوري المعارض المنظمات الدولية والعربية على حد سواء بسرعة الاستجابة للكارثة الإنسانية والموت الجماعي الذي يمارسه النظام السوري في حرب إبادة تجاه الشعب السوري مضيفاً أن المؤتمر الذي سيعقد في القريب يهدف "لحك" الضمير العالمي والحكومات الصامته إلا في حدود "ترضية شعوبها بأنها تقدم المساعدات لافتاً إلى أن الوضع الإغاثي الطبي يمر بظروف صعبة ومعقدة للغاية، إذ وصل عدد العمليات الجراحية في تركيا إلى /6000/ وفي الأردن إلى /4/ آلاف وفي لبنان يعاني الجرحى السوريون من ويلات التهجير القسري، بل وصلت إلى تهديد اللاجئين بالطرد جراء وقوف أحزاب سياسية مع الطغيان الحاصل في سورية غير عابئة بالموقف الإنساني والأخلاقي تجاه الحالة الصعبة والمأساوية التي تمر بها سورية معتبراً أن ما يحدث عار كبير.
ولوح أبو حطب في حديثه لـ"زمان الوصل" إلى أن الثورة عقب انتصارها ستتمكن من محاسبة عادلة لكل من أساء لجريح سوري في مشافي الدولة السورية، ولفت أبو حطب إلى نية الهيئة في جديدها بعد استكمال الإجراءات الهيكلية دعم صمود أطباء الداخل في دورهم البطولي واستمرارهم في مواساة الجرحى وتقديم العلاجات الممكنة رغم غياب أية جهات دولية داعمة واصفاً الدعم بأنه في حدود تبرعات رجال أعمال سوريين.
* حكايا جريحة
فهنا في أروقة المشافي الأردنية وحتى العربية منها في الزعتري صعوبات وحكايا للجرحى السوريين، فلكل جريح حكاية تقترب أو تفترق في الزمان أو المكان فأرض سورية بكل من فيها باتت أهدافاً لقوات النظام تصيب وتقتل وتعدم غالباً من تشتبه بهم حتى بمن فيهم الأاطباء وتروي السيدة الستينية /آمنه القاسم/حاملة بيديها بعضاً من الزاد لكبيرها الجريح وعيونها تغص بالدموع المثقلة عليها يوميات المصاب الثقيل وصولاً لسرير أراده متبرعوه بعضاً من الشفاء لشريك لهم في يوميات الثورة السورية.
"انهالت القذائف على حارتنا في الخالدية بحمص وأصيب أحمد ابني بشظايا فسارع الجميع لحمله ونقله من بيت لآخر وعيادة لأخرى وصولاً لدرعا ليحمله شباب على أيديهم عبر رحلة معاناة طويلة تبدأ من لحظات إصابته بالقذائف أو الشظايا ليتم نقله وتقديم إسعافات أولية في المشافي الميدانية التي جهزت على وجه السرعة دون أطباء أخصائيين وتجهيزات فنية غالباً يتم إخفاؤها عن أعين القوات الأمنية لتجنب مداهمتها واعتقال من بها من مرضى وكوادر مضيفة عبرنا طرقاً ترابية وجبلية بوسائل النقل المتاحة جرارات زراعية أو سيارات وصولاً لحمل الجريح لمسافات طويلة على الأكتاف من قبل عناصر الجيش الحر وتسليمه للسلطات الأردنية التي تتابع إيصاله إلى الزعتري ثم إخراجه بتحويله إلى هنا".
* غياب الهلال والصليب
يشير الدكتور محمد العبدالله رئيس الهيئة الطبية في المنطقة الشرقية من درعا إلى أن مشافي الدولة التي كنا نخدم بها حتى الأمس القريب باتت عاجزة عن استقبال المصابين وتحولت إلى مراكز اعتقال لهم، مؤكداً أن السبب الأبرز هو حق الإنسان في النجاة جرّاء الدمار الحاصل والمجازر التي لا تتوقف وهذا شأن مشترك، إضافة لغياب دور فاعل للمنظمات الدولية كالصليب الأحمر والهلال الأحمر عن توفير حدود الحماية للكوادر الطبية والإسعافية مشيراً إلى أن هذه المنظمات بحضورها الدولي عجزت عن الدخول للأراضي السورية وتقديم خدماتها، نحن هنا نخدم أهلنا وإخوتنا ونشعرهم بأننا معهم في ذات المصير فالمشافي الميدانية تجمعنا وإن اختلفت إصاباتنا لكن وجع سورية وجعنا جميعاً.
وأضاف العبدلله أن مشفى معربه الميداني ينوء عن حمل واقع الجرحى الذين باتوا يصلون بأعداد كبيرة وبإصابات لا طاقة لنا بها خصوصاً وأن اختصاصات مطلوبة غير متوفرة، ملوحاً:" إذا لم يتحرك الضمير العالمي نحن أمام مشهد فظيع جداً".
من جانبه أشار جواد ابو حطب إلى صعوبات لوجستية تعيق العمل الطبي في الأردن أبرزها رفض نقابة الأطباء ووزارة الصحة قبول أي ترخيص رغم حرصنا أن نكون ضمن المظلة الأردنية القانونية ويمكن الموافقة على تراخيص مؤقتة لكن لا إجابات وصلت حتى اللحظة مضيفاً أن ما نشهده هو جهود فردية من أطباء أردنيين تحملوا المسؤولية القانونية وتطوعوا لإسعاف الجرحى السوريين وتقديم العلاجات الممكنة في حدود الإمكانات التي يقدمها داعمون أبرزهم
المنتدى السوري للأعمال الذي يتحمل تكاليف قسم مشفى دار السلام بنسبة 35%.
"زمان الوصل" تخصص يوم الخميس للبحث في "موت السوريين الطبي" |
|
|
محمد المقداد - عمان (الأردن) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية