"زمان الوصل" تخصص يوم الخميس للبحث في "موت السوريين الطبي" | ||||
|
مستشفيات حمص... نقص في الأجهزة والأدوية وأطباء إختصاص معارضة وآخرون للموالاة

لا يختلف اثنان أن الحياة أصبحت صعبة على الحمامصة في مدينة تعيش ثورة ضد نظام حصد بآلة قتله الأخضر واليابس منذ سنتين وما يزال، معاناة في كل النواحي الحياتية، اقتصادية اجتماعية وليس انتهاء بالطبيّة.
ففي نظرة إلى المنحى الطبي، في كل مستوياته، بدءاً من المستشفيات الحكومية والخاصة والميدانية إلى الشأن الدوائي وأوضاع الأطباء، نجد أن الواقع الطبي مرير للغايّة، والأرقام وحدها كافية للدلالة على هذا الواقع.
مستشفيات خارج الخدمة
في إحصاء سابق أجرته جريدة "زمان الوصل" تبين أن 21 مشفى أصبح خارج الخدمة ضمن المدينة، منها ما دمر تماماً كمشفيي الأمل الخاص والوطني الحكومي، ومنها ما يصعب الوصول إليه كمشفيي الجسري والأسود في الدبلان.
ومع تقسيم المدينة إلى قسمين، مؤيد وثائر، أصبح لكل قسم مستشفياته الخاصة فلا يستطيع المواطن من أحد القسمين الوصول إلى المشفى في الجانب الآخر، والأمر ذاته ينطبق على الأطباء، فالطبيب المعارض يعمل فقط ضمن المشافي في الأحياء الثائرة وهي البر والأمين إضافة إلى بيسان في المخيم الفلسطيني وكذلك الأمر عند الطبيب الموالي، إلا أن الفرق يكمن بالسيطرة الأمنية الشديدة على مشفيي البر والأمين فالدخول والخروج منهما وإليهما يمر بالتفتيش الدقيق الذي يصل حد الإزعاج في مرات كثيرة.
جهاز رنين مغناطيسي واحد
افتقار المدينة للمرافق الطبية واجهه قلة وعوز من نوع آخر، فعلى سبيل المثال نجد أن في كل حمص لا يوجد إلا جهاز رنين مغناطيسي واحد فقط هو في مشفى البر، جهاز التصوير هذا، الهام لمرضى الديسك والأورام والدماغ، لا يلبي احتياجات المدينة، وإن لبى فإن التكلفة المرتفعة قياساً بالدخل المعدوم لأغلب عائلات المدينة ستقف عائقاً آخر أمام المواطن الحمصي.
النقص يشمل أيضاً المستلزمات الطبية الخاصة كالمعادن اللازمة لعمليات العظمية (صفائح- أسياخ ...)، ويتعداه إلى الأدوية النوعية كأدوية الضغط والأنسولين والأدوية العصبية، ولا ننسى الغلاء الفاحش في الأسعار بسبب جشع واحتكار بعض تجار ومستودعات التجهيزات الطبية.
مرضى السرطان بلا علاج
"هؤلاء لهم الله" رددها الدكتور م.ن عدة مرات دالاً على الأوضاع القاسية التي يعانيها حاملو الأورام الخبيثة، فالأدوية غير متوفرة أبداً وإن توفرت -صدفة- فهي باهظة الثمن وليس باستطاعة أحد شراؤها في هذه الأيام، فليجأ الجميع إلى مشفى البيروني في حرستا بريف دمشق للحصول عليها مجاناً، أو لأخذ الجرعات الكيميائية، لكن العقوبات الخارجية فرضت واقعاً آخر تمثل بعدم توافر هذه الأدوية بشكل دائم في البيروني عدا عن المخاطر الجديدة على الطريق الدولي والتخوفّ الشديد من السفر لدى الأهالي في الظرف الراهن.
عمر نجم الدين - حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية