لماذا تبدو الحرية أقرب بكثير مما نتصور؟

من يقارن بين ما كانت عليه سورية قبل بداية الثورة وما هي عليه اليوم يؤسفه ويحزنه بكل تأكيد منظر شلال الدماء الزكية الذي يجري كل يوم وضحيته خير شباب سورية ليروي بالدم المخضب شجرة الحرية التي طال سباتها لكن حان وقت نموها وقطف ثمارها.
بين أن كان السوريون يخافون السياسة ويدركون مخاطر التكلم بها وبين أن يصنعوا السياسة كما يرغبون ويريدون كل يوم، بين أن يخافوا من بعضهم البعض وبين أن يشعروا لأول مرة بالتضامن بين أنفسهم، يحدوهم الأمل في التخلص قريباً من نظام استباح دماءهم وأموالهم وأعراضهم من أجل أن يعملوا معاً لبناء سورية الحرة الديمقراطية التي هي هدف السوريين، كل السوريين بلا استثناء.
سورية اليوم هي مختلفة كلياً عن سورية التي نعرفها وعشنا سنوات ضمن ظلها، سورية اليوم أقرب وأكثر وفاء إلى تاريخها الإنساني العريق حيث دورها في صنع التاريخ في بناء الحضارات في قيادة العرب نحو صنع تاريخهم كما يشاؤون ويرغبون، إنها تتحرر من نظام هو أصعب، من نظام العبودية نفسه الذي يستخدم العبيد كإجراء، أما نظام الأسد فلا يكترث حتى لحياة العبيد يريد التخلص منهم لأنهم قرروا الانفكاك من عبوديتهم ويريد أن يحرق أرضهم لأنه يعرف أنه لن يبقى له مكان عليها أو حتى مأوى يستضيفه فيها، فهذه الأرض أطهر من أن تُدنَّس بشخص مثله، إذ هي تعمّدت بدماء طاهرة غسلتها ومهدتها للخصب المثمر.
سورية اليوم تولد من جديد ومن رحم الألم يولد الأمل، لكن يجب أن لا نعيش في الأمل فقط، بل يجب أن يدفعنا ذلك لمزيد من العمل لإسقاط الأسد ولبناء سورية الحرة في المستقبل القريب.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية