أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طفل الكلاشينكوف

نشرت وكالة أسوشيتد برس في التاسع من شهر آذار من العام الحالي تقريراً عن أحوال النساء السوريات في مخيمات اللجوء في الأردن، وتحدثت الوكالة عن عمل بعض السوريات هناك في الدعارة.

كما نشرت الديلي ميل البريطانية يوم الأربعاء الماضي 27/3/2013 صورة لطفل سوري يحمل بندقية رشاشة على صدره، ويدخن سيجارة، وتبدو ملامح الطفل وكأنه في الرابعة عشرة من عمره، بينما تشير الصحيفة إلى أنه لا يتجاوز سبع سنوات.

وتبكي الصحيفة الشهيرة على الطفل السوري أحمد، الذي يحارب في الخطوط الأمامية في حلب مع والده. قائلة إن أحمد هذا ما هو إلا جيل كامل من أطفال سورية الذين تأكل الحرب الأهلية طفولتهم وربما أعمارهم.

بعد يومين من نشر تلك الصورة، بثّت القناة البريطانية الرابعة تقريراً مصوراً، عمّا تتعرض له السوريات من اغتصاب وبيع في سوق النخاسة خاصة لرجال يأتون من الخليج العربي خصيصاً لهذا الغرض.

تباكت وسائل الإعلام الغربية على أحمد الذي يحمل رشاشاً في السابعة من عمره، ولم تنبس ببنت شفة عمّن أجبره على حمل السلاح، وعلى ذلك الذي قتل عائلته وأخاه وأقاربه.

إن وسائل الإعلام الغربية ماضية في جريمتها من خلال مشاطرة حكوماتها الصمت على جرائم الأسد، وقتله آلاف الأطفال في البلاد، بينما تذهب للتكلم في العموميات، وعن الحرب الأهلية، وكأن سورية تضم فريقين يتقاتلان، وليست ثورة شعبية للإطاحة بنظام مجرم.

كان على الصحيفة المعروفة أن تشرح لنا الأسباب التي أوصلت هذا الطفل لحمل السلاح، وكان عليها أن تذكر العالم بما فعله النظام في مجزرة الحولة حيث تم تذبيح ما يقرب من خمسين طفلاً بالسلاح الأبيض. أم أن الصحف الغربية الحنونة لا تتذكر استهداف القناصين للرضع على صدور أمهاتهم إمعاناً في الإجرام، لعل تلك الصحف لا تدرك، أن قوات الأسد كانت تعمد في حمص وجسر الشغور وبانياس لذبح الأطفال أمام أمهاتهم واغتصاب النساء أمام ذويهم.

ربما تناست وسائل الإعلام الغربية الخائفة على أحمد، أن ثورة الكرامة التي انطلقت من درعا، تفجرت من أجل تسعة عشر طفلاً أصر الشعب السوري على حمايتهم وإطلاق سراحهم بعد أن أمعنت قوات الاسد بتعذيبهم في سجون المخابرات الجوية.

كيف تتجاهل وسائل الإعلام المسؤولية الأخلاقية للحكومات الغربية عما يحدث في سورية، وتتناسى صمت الغرب على جرائم الأسد حولين من الزمان. الغرب الذي ما زال صامتاً مرة يرفع صوته للتسليح ثم ينكث عهده من جديد. ومرة يضع أخطائه على ظهر جبهة النصرة، ولنفترض أن جبهة النصرة مجموعة إرهابية، فهل تواجدت في سورية إلا أن بعد أوغل الأسد في جرائمه تحت بصر العالم وسمعه، أليس آلان جوبيه الفرنسي وهيغ البريطاني، وكلينتون الأمريكية، هم  من سعى لفرض حظر على تسليح الجيش الحر، وبذلوا الجهد ولا يزالون لإطالة عمر الأسد في سبيل إنهاك سورية.

إن التباكي اليوم على نساء سورية وأطفالها ما هو إلا دموع التماسيح يذرفها من كان سبباً رئيسا في تلك المصائب كلها. و لو أن الغرب فعلاً مهتم بأطفال سورية ونسائها، لتدخل على الفور للإسراع في القضاء على الأسد.

لا أعتقد البتة أن الغرب مهتم بالفعل بأحمد أو أمه أو أبيه، إنها فقط إشارة للرأي العام الداخلي بهدف إقناعه بتبني المنظومة الغربية لحقوق الإنسان والدفاع عنها، في الوقت الذي ندرك فيه أن المسألة برمتها مجرد تجارة بحقوق هذا الإنسان.

"طفل الكلاشينكوف" السوري حديث الغرب، و.. ضحية الحرب
2013-03-29
ركزت وسائل إعلام غربية على ما أسمته "طفل الكلاشينكوف" وهو أصغر مقاتل في الثورة السورية، معتبرة أنه ضحية من ضحايا الحرب في سوريا. وأشارت صحيفة "ديلي ميل البريطانية إلى أن أحمد الذي يبلغ 7 سنوات من العمر، بدا في الصورة...     التفاصيل ..

(98)    هل أعجبتك المقالة (103)

بشير الزعبي

2013-03-31

حسنت والله هذا هو الحق لعنة الله عليهم جميعا.


أبو إسحاق

2013-04-01

حتى الآن ما رأينا من الغرب ذرة دفاع عن حقوق الإنسان أو الحيوان أو شيء آخر بل إنما رأينا دفاع عن مصالحها فحسب فالسؤال هو لم يغير الغرب موقفه من أجل سورية ؟.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي