أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الذكرى الثالثة لاغتيال الشهيد رفيق الحريري ....العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 

 

 

ويصر فريق الأكثرية أن يغتالوا الشهيد رفيق الحريري مرة أخرى في ذكرى اغتياله من كل عام.
وأن يغتاله بعض زعماء الموالاة, بدعوى محبتهم في كل يوم مرات ومرات, بخطاباتهم وتصريحاتهم الرعناء.
فبدل من أن يحيوا ذكراه بقراءة ما تيسر من آيات القرآن والذكر الحكيم , والدعاء له ولهم ولشعوب العالم وللعرب ولجماهيرهم, ووطنهم لبنان . باتوا يحولون ذكراه لشحن النفوس بالكراهية والبغضاء, وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية, ونشر العداوة والكراهية, والتفوه بكلمات وألفاظ نابية, كلها شتائم وسباب لا تليق بمن يقول ربي الله, أو ممن كان رئيس جمهورية أو وزيرا أو نائبا في مجلس النواب, أو ممن هو حاليا رئيس وزراء أو وزيرا أو يدعي أنه أنتخب نائبا عن منطقته ليمثلهم في مجلس النواب. والمحزن أن زعماء ما يسمى ظلما وجورا بفريق الأكثرية ,مدمنون على ارتكاب كل فعل وقول يغضب الله. و الإساءة لسوريا شقيقة لبنان وجارته. وحولوا مناسبة إحياء ذكراه كل عام, لتكون أشبه بحرب البسوس و داحس والغبراء. أو منبرا خطابيا للقدح والشتم ونشر الفتن والأكاذيب, بدون أن يذكروا أية كلمة أو معلومة,يعرفها العالم والعرب واللبنانيين أنها من مآثر وحسنات الشهيد. وبات قدوتهم سيدهم الرئيس الكذاب والمنافق جورج بوش وخليلته غونداليزا رايس.
رحمة الله على روح الشهيد رفيق الحريري. ومسكين حين أبتلي بهذا الابن. الذي يكنى بالشيخ أو الأمير سعد الدين الحريري, والذي يسعى لشق الصفين العربي والإسلامي, و إشعال الفتن فيما بينهم ,وإدخالهم في صراعات لا يستفيد منها سوى أعداء الإنسانية والعروبة والإسلام. منتهجا نهجا يتعارض مع ما أنتهجه أباه. والأدهى من ذلك حين أجبرته الإدارة الأمريكية أن يعتبر أصدقاء أبيه الشهيد ألد الأعداء. وأن يتخذ من أعداء أبيه مريديه وأعز الأصدقاء والحلفاء. ولو انه حرا وسيدا كأبيه الشهيد, ويحب فعلا أبيه, لتذكر على الأقل, أفعال وتصريحات من يتحالفون معه الآن, يوم كان أبيه الشهيد رئيسا لوزراء لبنان. ولو كلف نقسه ودقق نهجهم يوم كان أبيه الشهيد حيا يرزق .لوجد أنهم لم يدخروا وسعا في قدح أبيه الشهيد وأسرته, والنيل من تاريخه, واتهامه بأسوأ التهم. ومنهم مجرم مخيمي صبرا وشاتيلا سمير جعجع الذي زجه الشهيد في السجن على جريمة نكراء.
في 14شباط 2008م والذي كان يوما ماطرا وباردا هذا العام .شهد العالم مناسبتين. إحداهما كانت مدعاة للضيق, وهو يرى تعاقب الخطباء وكل واحد منهم يثير الفتن ويوقد نار الحرب الأهلية والعربية, ويحرض إسرائيل والادارة الأمريكية على شن الحرب على لبنان , ويثبط همة فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية, ويتعمد قصدا إغفال العدوان الأمريكي على العراق, والعدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين في الضفة والقطاع. ويتجاهل ما يعانيه الشعبين العراقي والفلسطيني من إرهاب وإجرام أمريكي إسرائيلي لا يطاق. ويهملون عمدا الشهيد عماد مغنية الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني الأميركي, رغم أن الشهيد قضى حياته مدافعا عن لبنان كما كان يفعل الشهيد رفيق , ومتصديا لكل عدوان على لبنان. وبفضل جهوده وجهود رفاقه تحرر جنوب لبنان,.والثانية كانت تنعش الروح, وتحيي الأمل لما تتخللها من أدب الخطاب, وتكريم للشهادة والشهداء.

  • فذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري. حيث كانت جماهير الموالاة في العراء تحت زخات المطر ولسعات البرد القارس. في حين كان الزعماء لا يصيبهم مطر وبرد , وراحوا من خلف زجاج سميك مقاوم للرصاص, وكأنهم لا يحترمون جماهيرهم ولا يثقون بهم, أو يخافون من بعضهم. يتبارون في السب والشتيمة والكلام الجارح بحق المقاومة اللبنانية وحزب الله, وإيران وسوريا ورئيسها بشار حافظ الأسد حفظه الله ورعاه. فكان المشهد كمشهد مناقض لسوق عكاظ. فحواه انعدام الأدب واللباقة واللياقة , والإسهاب في الذم والقدح, بحق الوطنيين والشرفاء والمجاهدين في سبيل الله, وبالمديح والإطراء على إسرائيل والادارة الأمريكية المحتلة للعراق, وبما يسمى بالشرعية الدولية, التي ما وقفت يوما واحدا أو مرة مع الحق والحقوق والشعوب المستضعفة والمظلومة والمهدورة حقوقها بفعل الامبريالية المتوحشة وقوى الاستعمار والاستغلال والاستكبار العالمي, بعض أنظمتها البالغة السوء, و التي ما أعادت لأصحاب الحقوق أي من حقوقهم التي سلبت منهم بقوة السلاح وسطوة الامبريالية والصهيونية والاستعمار, أو بتواطؤ المستعمر مع الخونة والعملاء. وحتى أن الخطباء في إحياء ذكرى الشهيد رفيق الحريري ,لم يهملوا أو ينسوا التزلف للرئيس جورج بوش ولحكومة إسرائيل, ويطمئنونهم على أنهم لا يريدون تحرير أرض, ولا حتى الحفاظ على الشرف والكرامة والأخلاق, وأنهم زاهدين بالحرية والاستقلال والشرف وبتراب الأوطان. فهذه الأمور باتت لا قيمة لها لدى هؤلاء الزعماء. وهي مع العروبة والأوطان والديانتين المسيحية والإسلامية برسم البيع بأبخس الأثمان. وأنهم مستعدين للتوقيع على بياض لجورج بوش في كل ما يريد , او يخطر له في باله, بشرط وحيد وهو جني الثروات, واعتمادهم وكلاء للامبريالية وقوى الاستعمار والصهيونية ولو بمرتبة خونة وعملاء .وحين كان ينظر المرء في وجوه المحتشدين في ساحة الشهداء باعتبارهم من جمهور الأكثرية أو الموالاة ,يجد أن معظمهم قلبه وسلاحه مع المقاومة اللبنانية, ولسانه وعربدته فقط مع الشيخ سعد الحريري لتمشية الحال. فكثير منهم, إما حضر كارها من دون رغبة أو حماس. ولكنه آثر الحضور كي لا يغضب من يفرض نفسه مرجعية دينية أو زعيما على طائفته أو منطقة سكناه. كي لا يتعرض وتتعرض أسرته للمضايقات أو للانتقام. أو يتهم بأنه شق عصا بعض المرجعيات الدينية والاجتماعية والسياسية التي لم تعد تحظى لديه بالحب والمحبة والاحترام. أو أنه حضر بعد أن شحنوه بالطائفية, أو ضللوه وخدعوه, بأن حضوره سيسهم في الحفاظ على حرية واستقلال لبنان وحتى السلم الأهلي فيه, أو لينتصر لطائفته. والبعض حضر بعد أن حصل على رشوة أو أجر مدفوع باليوروا أو الدولار أو الريال, لأنه وجد أن ما حصل عليه مجدي ومربح ,وأفضل بألف مرة من الذهاب والاحتشاد مع هذه الطواقم بالمجان, يتعب قدميه ولسانه ويصفق بيديه دون ينال ما يبل الريق, ويملئ الجيب ويشبع المعدة, ويفرح الزوجة والأولاد, ويدخر بعضا منها ليوم الشدة, ويظفر بصداقة الشيخ سعد ليذلل له ما ستحبل وتلد به الأيام الصعبة القادمة. ولذلك شعر من تابع هرجهم ومرجهم وتهريجهم في هذه الذكرى العظيمة بالمهانة والذل والسأم والضجر. وأنتابه الغضب, وهو يرى شهيدا كالرفيق الحريري يهان ويساء إليه عمدا في ذكراه. ولا يكرم كما يجب أن يكرم,كما يكرم عادة من هو منهم من الشهداء والوطنيين والشرفاء والأحرار. والأغرب من ذلك حين لم يفرق بعض الخطباء بين المحكمة والمحرمة, أو لم يفرق بين العماد ميشال عون والعماد ميشال سليمان. حين راح يطالب الإسراع بانتخابه كمرشح توافقي. ثم انتصب آخر بقامته أمام الميكرفون ليعلن أنه لا يحب الموت و لكنه يحب الحياة, وأنه يكره ثقافة ومنطق وثقافة الشهادة والاستشهاد , وكأنه نسي أنه إنما حضر خطيبا ليكرم الشهيد رفيق الحريري في ذكرى استشهاده. وتابع يناقض نفسه على أنه سينصب المشانق وأنه سيشنق كل من لا يحبه ويعجبه, كي ترتاح نفسه ويبقى حيا يهنأ بالحياة, معتبرا أن ما يكشف عنه إنما هو الأحكام التي ستصدرها المحكمة الدولية في لاهاي. وانتصب سمير جعجع خطيبا ليعلن رزم لاءات تعجز عن حملها العير, وراح يقدم سلفا مضمون وثيقة الادعاء والاتهام في المحكمة الدولية وكأنه النائب العام في المحكمة الدولية. وطل الشيخ سعد وهو يمد اليد اليسرى لقوى المعارضة وبيده اليمنى يشهر خنجر, وكأنه يريد أن يقول لهم هذه طلباتي و هذه شروطي, أقدمها لكم على راحة كفي اليسرى , وإن سولت لكم نفسكم رفضها, فهاهو الخنجر بيدي اليمنى, فعليكم القبول والإذعان لما أريد. وليعرف الجميع أن يوم الذكر الثالثة هو يوم فاصل وتاريخ جديد, يلغي ما قبله وكل ما أتفق عليه, ويؤرخ لمرحلة فاصلة في تاريخ لبنان والعروبة والإسلام, ويقرر أنه لا مؤتمر للقمة سيتم انعقاده في دمشق, وأن الأيام القادمة حبلى بالإحداث. وتبين أنه ينطق كما علموه ولقنوه,حين سارعت الإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة الأوروبية والعربية لتحذر رعاياها من زيارة لبنان, أو تفتعل الحوادث لتبرير إتخاذ هذا التحذير . ومنع ممثل حزب الكتلة الوطنية من إلقاء خطابه, وحين أمتعض عناصر الكتلة سارع سعد للاعتذار. ولم تضيع وسائط إعلامهم ووسائط إعلام المتحالفون معهم الفرصة, حين راحوا ينقلون ببث حي ما يدور في ساحة الشهداء, حتى أن بعضهم بقي يضرب ويضاعف عدد الحضور حتى وصل العدد لديه إلى مليون ونصف, في حين لا تتسع الساحة لثلث هذا العدد. وطبعا لن يضيع تعبه في تزويره للعدد سدى, فهو يعرف أنه سيحصل على مكافئة واجر من سيده وولي نعمته الشيخ سعد.
  • وذكرى تأبين وجنازة الشهيد عماد مغنية أو الحاج رضوان مغنية. والذي اغتالته يد الغدر الصهيوني في دمشق من مساء يوم الثلاثاء. والشهيد عماد غني عن التعريف. فتاريخه وبطولاته وشجاعته وجهاده, يقر بجدواهم العدو والأعداء قبل الأهل والمحب والصديق والأصدقاء. ووالده قدم أولاده الستة شهداء من أجل الدفاع عن لبنان او تحرير ترابه من رجس الصهاينة الأعداء, بنفس راضية مطمئنة, وكل أمله ورجائه أن يرضي الله العلي القدير, ويتقبل منه ومنهم جهادهم ونضالهم في هذه الدنيا لوجه الله. وكانت ذكرى تستحق المتابعة, وتستحق التقدير والاحترام, لكل من حضر أو راقب مجرياتها صوتا من المذياع أو صوتا وصورة من على شاشة التلفاز. وكانت كلمة السيد حسن نصر الله مفخرة حركت في كل مسلم وعربي مشاعر الفخر والاعتزاز. وحتى أنه ترحم مع غيره من الخطباء على الشهيد رفيق الحريري مع غيره من الشهداء. والمحزن والمؤسف, أن إعلام العهر والرذيلة والتواطؤ لم ينقلها مباشرة على الهواء, أو انه مر عليها مرور الكرام,بنقل بعض المشاهد من باب الخجل والحياء لكي لا يخسر مصداقيته وجمهوره, ويفقد احترام الشعوب والجماهير في كل مكان.

هنيئا للشهداء وذويهم وأسرهم وأوطانهم في كل مكان وزمان, وألف تحية وتحية لمن كرم ويكرم الشهداء, ولكل من نهج وينهج نهج وطريق الشهادة ويسلك سلوك الشهداء, ويسير على الطريق الذي سلكه الشهداء, معتبرهم القدوة والمثل والمثال. فجهدهم مشكور وسيثابون على عملهم وجهدهم بحسن الأجر والثواب من رب العالمين. وتبا وسحقا لمن يسيء للشهادة والشهداء, او يسفه الشهادة والشهداء. أو من يدعم ويصادق ويتحالف, مع من يسيء للشهادة والشهداء, ولو أعتقد أنه بهذا العمل الخاطئ والمنحرف أنه إنما يكرم الشهداء, أو أنه يفعل ذلك قصدا وعمدا, ليسيء للشهادة والشهداء, ليرضوا الإدارة الأمريكية, ويجنوا بعملهم من أسيادهم الكثير من المال.

 

الأثنين: 25/2/2008م

بريد الإلكتروني:
 
[email protected]        
[email protected]
[email protected]


  

خاص
(123)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي