أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحرب في سوريا تحول مدوّناً شاباً إلى خبير معتمد في الأسلحة

أثبت استخدام النظام للقنابل العنقودية والثوار لأسلحة كرواتية

إليوت هيجينس شاب لم يسبق له أن زار سوريا. وليس له أصدقاء أو عائلة هناك، وليس لديه أي خبرة أو خلفية عسكرية في الأسلحة، لكنه فقد عمله السنة الماضية، فبدأ باستثمار فائض الوقت للاهتمام بالأحداث الساخنة، خصوصاً الربيع العربي.

داخل غرفة جلوسه في "ليستر" بإنجلترا، بدأ هيجينس عمله التدويني، وهو يتذكر الآن معلقاً: قلت لنفسي وقتها.. لا أحد سيقرأ هذا، لكني سأقوم به في سبيل الترفيه عن نفسي!

سبق الجميع
عبر تدقيقه في مئات المقاطع المبثوثة على الإنترنت، أثبت "هيجينس" استعمال الجيش النظامي للقنابل العنقودية، وهو ما وثقته فيما بعد "هيومان رايتس ووتش"، كما اقتفى المدوّن الشاب أثر الأسلحة الكرواتية التي قيل إن ثوّار سوريا زودوا بها من قبل السعودية، بموافقة الحلفاء الغربيين، ونشرت ذلك لاحقاً "نيويورك تايمز".

يقول هيجينس: إنها حقاً مسألة تتعلق باستكشاف ما يجري، فالحكومة السورية تقصف بالقنابل العنقودية ولكنها ما تزال تنكر، فيما قمت بجمع أدلة كثيرة على استخدام قنابل عنقودية في سوريا، ومن بينها مقطع واضح يظهر إلقاء هذه القنابل من مروحيات عسكرية، وهذا شيء لا يمكن أن يكون مزيّفاً.

بدأ شغف تعقب الأسلحة المستخدمة في سوريا يتملك الشاب، وهو يجلس لساعات على حاسوبه النقال، مستذكراً: عندما بدأ سلاح جو النظام السوري باستعمال المروحيات، كنت أتابع ذلك، إلى أن رأيت في أحد المقاطع قنبلة تنفجر، وكانت تلك بداية اهتمامي بتتبع الأسلحة والتعرف إلى أنماطها.

نظرة ثاقبة
يحب "هيجينس" أن يشبه عمله اليومي، بعمل محلّل الاستخبارات، قائلاً: يجب أن أعتني بابنتي ذات الـ 18 شهراً خلال اليوم. لذا فإنني أتابع رسائل البريد الإلكتروني بين فينة وأخرى، لكني لا أغمض عيني على مراقبة "تويتر"، وعندما تكون ابنتي نائمة أجلس لتصنيف ومتابعة مقاطع الفيديو، حيث لدي قائمة بحوالي 450 قناة "يوتيوب" تتبع لناشطين.

يعرض "هيجينس" أمام "سي إن إن" واحداً من المقاطع، حيث يظهر ثائر سوري مع قاذف محمول على الكتف، ثم ما يلبث المدون أن يوقف المقطع، قائلاً: هذا سلاح كرواتي، ليس نسخة جنوب أفريقية.

هذه النظرة الثاقبة مكنت "هيجينس" من أن يصبح عضواً فعالا و"مصدّقا" في مجموعة الإنترنت التي تضم الخبراء المختصين بمراقبة الحروب، وجعلت من المدوّن الشاب أكثر المطلوبين للحديث من بين مراقبي سوريا، إلى درجة أنه بات يساهم في تحرير مجلة "فورن بوليسي" ذائعة الصيت، كما صار معتمداً في تأسيس قاعدة بيانات عن القنابل العنقودية لصالح "هيومن رايتس ووتش".

ويقول هيجينس" بتواضع: أعتقد أنني شخص هجين بين المحلل والباحث والمؤرشف، لكني لا أعد نفسي صحافيا!

زمان الوصل- إيثار عبد الحق - CNN
(97)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي