أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مراسل العربية يدفع ثمن ختم السوري الحر في لبنان

ثماني ساعات في مطار رفيق الحريري الدولي، ضريبة دفعها مراسل قناة "العربية" محمد دغمش لوجود ختم "الجيش السوري الحر" على جوازه. وقد تكون جمعية "إعلاميون ضد العنف" تسرّعت في نشر بيانها قبل التأكد من نتيجة ما جرى مع دغمش، إلا أنه كان بمثابة الدرع الحامية لحرية الصحافيين في العالم، وانطلاقة حملة استنكارات، أهمها استنكار الأمانة العامة لقوى "14 آذار" احتجازه في المطار.

دغمش دخل لبنان سالماً معافى، وروى لـ"النهار" البيروتية ما حصل معه، من لحظة وصوله إلى المطار حتى خروجه منه. وقال إنه كان توجه من دبي إلى تركيا في مهمة إعلامية، وبعد الانتهاء انطلق إلى لبنان ليزور كعادته أقرباءه، ولدى وصوله الى المطار، الثانية من بعد ظهر الثلثاء، على متن الطيران التركي برفقة مجموعة من الصحافيين العرب، توجه إلى نقطة ختم الجوازات، حيث أقدمت إحدى عناصر الأمن العام اللبناني على التدقيق في صفحات جوازه، صفحة تلو الأخرى، وعند ملاحظتها ختم "الجيش السوري الحر"، طلبت منه التوجه معها إلى المسؤول في مكتب الأمن العام في المطار.

هناك كان نقاش بين الضابط المسؤول ودغمش، في شأن أسباب وجود ختم "الجيش الحر" على الجواز، وعن موعد دخوله سوريا وخروجه وعما فعل هناك، فأوضح للمسؤول انه مراسل "العربية" ولديه مهمات إعلامية في سوريا، وبعدها اكتفى بعدم الاجابة عن الاسئلة لأن ليس هناك من سبب ليشرح تفاصيل عمله وفق رأيه.
بعد أكثر من ست ساعات انتظار في المكتب، وصلت برقية من المديرية العامة للأمن العام عبر الفاكس إلى مكتب المسؤول، تفيد انه يجب ترحيل دغمش، فما كان من الأخير إلا أن حجز تذكرة العودة إلى دبي، وهنا عبّر عن استيائه لأن المسؤولة عن حجز التذاكر عاملته كأنه مجرم، بحسب ما ذكر. وفي التاسعة ليلاً، ولدى انتظاره موعد إقلاع الطائرة في غرفة الانتظار، عاد اليه المسؤول نفسه وأعلمه ان المديرية تراجعت عن قرار الترحيل وسمحت له بدخول لبنان.

عبّر دغمش لـ"النهار" عن سعادته لما جرى معه "لأنني سأعلم الآخرين ممن غادروا الأراضي السورية من دون ختم النظام السوري بعدم زيارة لبنان حتى اشعار آخر"، معتبراً أن "هناك من اساء الى تعريف سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان حيال الأزمة السورية". ونفى أن يكون حصل أي تلاسن "بيني وبين ضباط الأمن العام اللبناني، لكنني انتقدت وسأنتقد قراراً صدر، لا يمكن وضعه إلا في مصلحة النظام السوري". هذا القرار يعاقب السوريين الذين عبروا سابقاً أحد معابر المعارضة بمنعهم من دخول الأراضي اللبنانية، وكما هو معلوم أن المعارضة "الآن تسيطر على معظم الحدود السورية مع تركيا والعراق والاردن، فماذا يفعل مئات آلاف السوريين الذين لا يستطيعون مغادرة سوريا إلا عبر هذه المعابر؟".

وقال: "تعرضت سابقاً لمضايقات عديدة، لكن خلال هذه الزيارة يبدو أنه كان هناك قرار واضح أدى إلى توقيفي ثماني ساعات لدى الأمن العام اللبناني الذي عاملني بكل احترام. أتفهم إلى حدّ ما ان يمنعني من دخول لبنان في حال أتيت بطريقة مباشرة من سوريا من دون ختم النظام السوري، لكني أتيت من تركيا قانونياً ولا يحق للأمن العام معرفة طريقة خروجي من سوريا، وهي سابقة لم تواجهني في أي بلد آخر زرته غير لبنان".

وختم: "لطالما شهدت الاحداث تلاحم سوريا ولبنان في قضايا تاريخية عديدة، واليوم إن لم يستطع لبنان الوقوف إلى جانب الشعب السوري بسبب تعقيدات سياسية داخلية، فعلى السياسيين اللبنانيين أن يدفعوا نحو سياسة النأي بالنفس فعلية على قاعدة لا ضرر ولا ضرار، فجميعنا نرى في لبنان وطن الإنسانية والحريات، ونأمل أن يبقى كذلك".

ويأتي تصرف السلطات اللبنانية مع دغمش ابن ريف دمشق بعد عدة تصرفات مماثلة ليس أهمها اعتقال عضو المجلس الوطني السوري خليل الحاج صالح في المطار نفسه بذريعة إدخال أجهزة اتصال ممنوعة، إضافة إلى انحرافات بالتحقيقات يعانيها المعتقلون السوريون من الذين اضطروا للجوء بعد الدخول خلسة إلى لبنان.

(108)    هل أعجبتك المقالة (122)

وليد

2013-03-29

الله يعطيكم العافيه على هالموقع.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي