في مدخل دير عطية وأول الطريق الواصل بين البلدة الصغيرة والنبك في ريف دمشق، يبرز بناء جامعة القلمون الحديث بكتله الإسمنتية المتعددة وطلابه الستة آلاف في "البرزخ" بين الثورة واللاثورة. هنا أصوات الرصاص والقذائف تصمّ الآذان، والاعتقالات والخطف حديث يومي مرافق للقهوة الصباحية داخل كافتيريا الجامعة.
الدوام والسكن الجامعي في مرمى النار
يعتبر الدوام إلزامياً لطلاب جامعة القلمون، لكن الاشتباكات المستمرة قرب السور الجامعي وخطورة الطرق لمن يأتي من خارج دير عطية، كما حدث منذ أيام قليلة عندما عادت باصات الجامعة المتجهة لدمشق بسبب الاشتباكات على الطريق كما يقول رامي، طالب الـ IT في القلمون، قلّص عدد الطلاب إلى نحو الألفي طالب وتغاضي إدارة الجامعة عن إلزامية الدوام جعل العدد الأخير يتناقص يوماً بعد يوم.
وزاد القصف من التوتر السائد في أروقة الجامعة المختلفة، فالسكن الجامعي الملاصق للسور والذي تحيطه مزارع النبك من كل الجهات، يعتبر المكان الأخطر فيها بسبب القذائف القادمة من تل مشفى الباسل والتي تمر من فوق السكن مباشرة في طريقها إلى المزارع، كل ذلك كافياً ليجعل الليل مرعباً للطلاب القاطنين ضمن السكن الجامعي.
طاولة الثوار والمؤيدين
من طاولة إلى أخرى تتناقض الأحاديث الدائرة في كافتيريا الجامعة، من "الإرهابيين و"السلفيين" إلى "المنحبكجية" و"النظام الدموي"، الجامعة لكل أطياف المجتمع السوري انقسمت بطلابها كنسخة "فوتوكوبي" عن المجتمع، والمذهبية تتوزع كما ألوان الكراسي، علنية العلويين في وقوفهم مع النظام واضحة وكذلك السنة في موقفهم المضاد، والمسيحيون في رمادية أبديّة قد تنحاز أحياناً لهنا أو هناك.
الاتهامات المتبادلة بين الطرفين زادت بعد أن شهدت جامعة القلمون حراكاً ثورياً كبيراً السنة الماضية، فالثائرون يتهمون بعض المؤيدين بالوشاية بأسماء المعارضين للحاجز الأمني القريب من الباب الرئيس للجامعة، مما تسبب باعتقال عدد كبير من الطلاب ووضع آخرين على قائمة المطلوبين، بينما الطرف الآخر يعتبر أن من يُعتقل هو مؤيد للجماعات المسلحة والإرهابية، أو كما يرددون فيما بينهم أن بعضهم قد اختطف من قبل هذه الجماعات المسلحة، كما يطلقون على الجيش الحر، للحصول على مبلغ مالي مقابل الإفراج عن المختطف، ولعلّ ظهور الطالب المعتقل جلال غزال في فيديو تبادل الأسرى مع النظام، بعد أن قالوا أنه مخطوف، قد ألغى هذه النظرية نهائياً عند الطلاب المؤيدين.
عمر نجم الدين - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية