أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أقوى الأحزاب الكردية على الساحة السورية... مخاض ماقبل المؤتمر

أسس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) من قبل الراحل إسماعيل عمر رئيس الحزب مع محي الدين شيخ آلي، وفيما بعد مع كل من فؤاد عليكو العضو البرلماني السابق وآزاد علي المهندس الأكاديمي، في مرحلة كانت الحركة الكردية في أشد حالات التشظي والانقسام.

إلا أن المؤتمر الذي انعقد في بداية 1993 بين الأحزاب الكردية الثلاثة ( اتحاد شعبي "فؤاد عليكو" والشغيلة الديمقراطي "آزاد علي" والحزب الديمقراطي الموحد "إسماعيل عمر ومحي الدين شيخ آلي") رداً على حالة التشرذم التي كانت تعانيه الحركة الكردية منذ التأسيس في 14 حزيران 1957، وقد جمع حزب الوحدة (يكيتي) الذي تأسس في التاريخ المذكور أعلاه أكثر من نصف دزينة من الأحزاب الكردية لتتعزز إرادة الوحدة على التشرذم منذ نشأة الحركة.

*اعتقالات ماقبل الوحدة
الحماسة التي جمعت الأحزاب الثلاثة المذكورة وبخاصة من جيل الشباب دفعت القيادات الثلاثة للإقدام على "امتحان" أو "مغامرة" 5/10/1992، حيث أصدروا بياناً ملصقاً كنوع من تغيير أساليب النضال، وقد لُصق على الجدران وفي الأسواق وأبواب المؤسسات العامة في المناطق الكردية،وكان البيان يدعو إلى حل مشكلة المجردين من الجنسية (إحصاء 1962) الخاص بإعادة الجنسية لأجانب محافظة الحسكة وعلى إثرها اعتقل المئات من أعضاء ومؤيدي الحزب في الدرباسية ورأس العين (سري كانية) والقامشلي وديريك.
وكان الروتين السائد ما قبل هذا التاريخ أن تقوم الأحزاب الكردية بتوزيع مناشير خاصة بها في وسط رفاقها ومؤيديها فقط، وقليلاً ما كانت تصل هذه المناشر إلى الأحزاب الوطنية السورية والتي وصلت فيما بين الطرفين (الكردي والوطني السوري)إلى حد القطيعة إثر أحداث الثمانينات حيث توافقت رؤية الأحزاب الكردية مع السلطة بشأن الدفاع عن لبنان لمواجهة إسرائيل والعدو الخارجي، بينما قامت حرب قوية بين النظام والإخوان المسلمين واستغل النظام تلك الحرب بطريقة بشعة وعلى إثرها ضرب بيد من حديد الأحزاب اليسارية الأخرى أيضاً ومنها (حزب العمل الشيوعي–والشيوعي السوري المكتب السياسي والحركة النقابية في بداية الثمانينات) لتتشكل فيما بين النظام والأحزاب الكردية نوع من التناغم يقابلها نوع من القطيعة مع المعارضة.

*ضربة لمصداقية الوحدة الكردية
بعد أن انتشر الحزب بشكل قوي في كافة المدن والقرى والأرياف الكردية تعرض الحزب لنكسة قوية بدأت بعد مؤتمر الحزب الثاني في عام 1995 حيث كانت الاعتقالات مستمرة بحق أعضاء الحزب وملاحقة قيادته، وعجز مالي لم يستطع الحزب أن يقدم رواتب ذوي المعتقلين مع تسرّب خلاف قوي إلى القواعد الحزبية بين فؤاد عليكو وحسن صالح من جهة، وإسماعيل عمر ومحي الدين شيخ آلي من جهة أخرى، حيث حاول كل طرف أن يدين الطرف الآخر.

ورغم اتهام جناح فؤاد عليكو وحسن صالح للحزب بمحاباة النظام لم يرد جناح إسماعيل عمر على تلك الاتهامات، أو كان يترفع عن الرد، ووصلت بالجناح الأول التشهير بالطرف الثاني على صفحات جرائده، لتظهر هذه الملامح بعقد مؤتمرين الأول كان من رفاق حزب الاتحاد الشعبي وبعض أعضاء حزب الشغيلة باسم (حزب يكيتي الكردي بقيادة حسن صالح وفؤاد عليكو)، بينما انعقد المؤتمر الآخر باسم (حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا "يكيتي" بقيادة إسماعيل عمر ومحي الدين شيخ آلي)، وذلك في عام 1998.

*الحزب تعافى في 2000 
ركّز حزب الوحدة الديمقراطي الكردي بعد مؤتمره الثالث على عودة الرفاق الذين تركوا العمل الحزبي خلال أعوام 1995 -2000 وأعاد ثقة رفاقه به ونظّم العمل في كل الهيئات بدءاً من القاعدة إلى القيادة وتزايد أعداد المنتسبين إليه إلا أنه لم يقدم أو يدعُ إلى تظاهرات أو أي عمل منفرد يعرّض أعضاءه للاعتقال، أو يضعه بمواجهة السلطة بشكل مباشر.

ولكن كان ذلك في إطار كردي عام ووصلت إلى أعوام 2004 و2005و2006و2007 إلى التنسيق مع القوى الوطنية والأحزاب الكردية ومنها (اعتصامات قصر العدل، ومحكمة أمن الدولة ومجلس الوزراء واعتصام الأطفال أمام اليونسيف) ليتم اعتقال سكرتير الحزب محي الدين شيخ آلي ويفرج عنه بعد ثلاثة شهور 20/12/2006، ليترك الأمر أكثر من تساؤل عن سبب الاعتقال؟ أو الإفراج عنه بهذه السرعة؟
أما رئيس الحزب إسماعيل عمر فقد اعتقل لمدة يومين 9/12/2007أثناء الإعلان عن الائتلاف الذي جمع الأحزاب الكردية بالأحزاب الوطنية السورية (إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي)، حيث استهدفت أبرز قيادات الائتلاف، إلا أن الجهات الأمنية قامت بترك معظم القيادات الكردية واعتقلت قيادات سورية لتدق إسفيناً بين القوى الوطنية السورية والقوى الكردية، علماً بأن إسماعيل عمر كان من أبرز قيادات إعلان دمشق إلى جانب الشخصيات الوطنية الأخرى ومنهم فايز سارة ورضوان زيادة ورياض الترك من حزب العمل الشيوعي، ومن الاتحاد الاشتراكي حسن عبد العظيم وعبد الحميد درويش ونصر الدين إبراهيم ونذير مصطفى ووليد البني.

* شكوك حول رحيل الرئيس
توفي إسماعيل عمر رئيس الحزب في 18/10/2010 بشكل مفاجئ وبحسب التقارير الطبية على اثر جلطة أودت بحياته في القامشلي وسط ذهول رفاقه والمقربين منه ومن الأحزاب الكردية، وذلك لما كان يتمتع به من صحة،وحركة دائمة لا تهدأ ومقاومة غريبة لا توصف، بينما تسرّبت معلومات أخرى عن تعرضه لضغوط كبيرة من قبل الأجهزة الأمنية قبل وفاته وربما أدت إلى اغتياله ....إلا أن المقربين أكدوا في أكثر من مناسبة بعدم صحة رواية الأطباء.

ترك رئيس الحزب فراغاً كبيراً في الوسطين الحزبي والسياسي الجماهيري أدى إلى تراجع أداء الحزب السياسي والتنظيمي في أكثر من مناسبة، وتراجع كبير في دور قيادته،وقد شبه رفاقه حزبهم (بالطائر ذي الجناحين أحدهما رئيس الحزب إسماعيل عمر والآخر سكرتير الحزب محي الدين شيخ آلي)، ليصبح هذا الطائر عاجزاً عن الطيران حيث تفرّد سكرتير الحزب بالقرارات على حساب تغييب القيادة كاملة.
وقد شهد الحزب تراجعاً في دوره بين الأحزاب الكردية وانقطاع العلاقة تقريباً مع الأحزاب الوطنية المعارضة مع تقرّب كبير مع حزب الاتحاد الديمقراطي (صالح مسلم) حتى اتهم سكرتير الحزب في أكثر من مناسبة بوجود علاقة خاصة بينه وبين صالح مسلم.

وقد غابت مقاومة الحزب لمشاريع حزب الاتحاد الديمقراطي بشأن السيطرة على المناطق الكردية، وبقي الحزب صامتاً بشأن الاعتقالات والاغتيالات التي اتهم فيها حزب الاتحاد الديمقراطي لنشطاء الحركة الاحتجاجية منذ بدء الاحتجاجات في 2011إلى الآن.
*طلاق القيادة أم اختلاف في الآراء 
تردد في المواقع الكردية بالآونة الأخيرة عن وجود خلاف في قيادة حزب الوحدة بين زردشت محمد عضو اللجنة السياسية وسكرتير الحزب محي الدين شيخ آلي، بشأن عدة ملفات أهمها "بشأن تمثيل الحزب في المجلس الوطني الكردي، وبأحقية أي منهما في تمثيل الحزب فيه.
واستئثار سكرتير الحزب بالسفر مع جميع الوفود المتوجهة إلى كردستان العراق واللقاءات مع الأحزاب الكردية،والوقوف مع محور قنديل الذي يضم حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الديمقراطي التقدمي برئاسة عبد الحميد درويش، بعكس محور هولير والذي يضم أحزاب الاتحاد السياسي و الآزادي ويكيتي والديمقراطي الكردي "البارتي" الذي يرتبط بمسعود البرزاني.
بينما يختلف معظم قيادة الحزب مع ما يقال بذريعة أن قرار الحزب هو مستقل ولا يخضع لأي محور أو إملاءات من المحورين المذكورين،إنما تتقاطع مصالح الحزب مع المصلحة الكردية في سوريا بشأن عدم الاقتتال الكردي –الكردي أو الانجرار إلى صارع كردي عربي الذي يسعى البعض إلى خلقه،وكان آخر لقاء لسكرتير الحزب لجريدة رواد الكردية بعدم ضرورة مواجهة حزب الاتحاد الديمقراطي في المرحلة الراهنة ليرضي الآخرون.

*ملفات أمنية لشخصية قيادية في رأس العين 
بعد تحرير مدينة رأس العين (سري كانية) وقعت ملفات أمنية كثيرة بيد الجيش الحر وبعض الأحزاب الكردية، ومنها حزب الوحدة الديمقراطي (يكيتي) ليتفاجأ الجميع بوجود مندوب للأمن السياسي في قيادة الحزب، يقوم بإرسال تقارير دورية إلى الجهات الأمنية المذكورة بثقة كبيرة جداً، وللعلم كان أحد معتقلي الحزب في عام 1992 بشأن المطالبة بالجنسية السورية للمواطنين الكرد، لتصدر القيادة بعد شهر قراراً بطرده من الحزب ليطوي بذلك حياة أحد سياسييه الذي كان يمتلك شعبية كبيرة في الوسط السياسي العام في الجزيرة ومحبة الناس في رأس العين.

*ماذا ينتظر من الحزب
بحسب المقربين من الحزب يؤكد الجميع الحرص على وحدة الحزب كمؤسسة مترابطة تمتلك أعضاء في كل المناطق والمدن سورية تقريباً، وبكثافة في المناطق الكردية الثلاثة (عفرين وعين العرب"كوباني" والجزيرة وأريافها)، وبضرورة تغيير القيادة لتواكب المرحلة الراهنة من حياة سوريا التي تتلاطم الأمواج الإقليمية والدولية بها، وبضرورة استعادة دوره الجماهيري والقرار المستقل بعيداً عن المحاور الكردستانية،واتخاذ قرارات جريئة بشأن التقارب مع المعارضة السورية، سواء أكان مع المجلس الوطني السوري أو الائتلاف الوطني،ولعب دوره المحوري في الحركة الكردية كأقوى حزب يمتلك كوادر مثقفة وواعية وشابة وجذوراً عميقة في مناطق التواجد الكردي،وربما يؤدي مؤتمر الحزب المقبل إلى تغييرات جذرية في القيادة الحالية وبخاصة بعد تعرض الكثير من منطقة عمل منظماته للخراب والتدمير، دون أن يقدم الحزب أي شيء لأعضائه ومناصريه وبخاصة في حلب"شيخ مقصود والأشرفية"،التي ادت إلى استشهاد أحد قيادييه الشباب الدكتور شيرزاد علم دار، وكمال حنان أبوشيار، ومناطق أخرى كرأس العين (سري كانيه) وتل أبيض.
بل يقول المقربون أن قيادة الحزب فشلت في الأداء في كل المناطق المذكورة أعلاه، رغم أنه -وللعلم فقط- هو الحزب الوحيد الذي ينافس حزب الاتحاد الديمقراطي من حيث تواجده ويزيد عليه بالكفاءة والخبرة السياسية ووجوده بين شرائح الشعب الكردي كافة.

مقال من أحد متابعي "زمان الوصل"
(136)    هل أعجبتك المقالة (124)

الان كردو

2013-03-29

والله معلوماتكم فيه اخطاء فاحشة ؟؟ حتى من خلال القراءة يدرك القارئ بان هذا الحزب مرتبط بالاجهزة الامنية سواء شيخ الى او المرحوم اسماعيل عمر وقد خرجت وثائق عديدة حول تسيي هذا الحزب من قبل اجهزة الامن ثانيا الحزب منتهي منذ اكثر من 7 سنوات حيث انصم معظم قيادته واعضاءه في كوبانة اى احزاب عديدة والاكثر ذهبوا اى حزب آزادي اما في اجزيرة وخاصة قامشلو لايوجد عشرة اشخاص , فمكل الحزب في منطقة الجزيرة لايتعدو خمسون شخصا اما في عفرين فان عايلة الشيخ آلي هي فقط الحزب ولا يوجد اي شخص ينتمي الى الحزب ولكن في الفترة الاخيرة عمل ب ي د تكتيك بان يظهر اعضاء ب ي د وكانهم اعضاء حزب الوحدة ويبنوا بهذه التجارة ان الحزب قوى ويوجد الكصير من اعضاءه وكذك بالنسبة لحزب التقدمي حزب حميد درويش الذي قضى عليه فيصل يوسف واستطاع اخذ جميع اعضاءه ؟؟ هذه هي الحقيقة وياحبذا لو تسنى بان اكتب التفاصيل ولنتركها للقادم سبحان الذي في خلقه شؤون.


serbest botani

2013-03-29

الاحزاب الكردية كالاحزاب العربية المتاجرة بالقضايا ونفوس ضعيفة وكلمات اكبر من حجمها وخيوما في حدا احسن من التاني فالمهم التوازن الاستراتيجي على قولة الدول الممانعة.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي