علمت "زمان الوصل" باستشهاد الشاب بيير أنطون من سكان القصاع في دمشق يوم الجمعة الماضي داخل المعتقل، وذلك بعد مضي نحو شهر على اعتقاله من قبل الأمن الداخلي (فرع الخطيب) المجاور لمنزله.
والشاب أنطون-بحسب أصدقائه- تم اعتقاله من منزله من قبل الفرع المذكور قبل نحو شهر تقريباً، وأخبر المسؤول عن الدورية التي قدمت لاعتقاله أهله "الضابط يريد أن يسأله كم سؤال يعني (شغلة) ساعة زمان ويعود إليكم"، وكان الأهل متفهمين للإجراءات الأمنية بحكم أنهم من الموالين للنظام هم وابنهم (بيير)، ويعرفون أنه مع النظام وبالتالي لم يعترضوا، وهم يعرفون الجهة التي تعتقله واعتبروا القصة تأتي بإطار الاحتياطات الأمنية من قبل الفرع الذي يجاور منزلهم منذ نحو ثلاثين سنة.
وذكر أحد أصدقائه بأن أهل الشاب كانوا يسألون عنه ويأتيهم الجواب بأن القصة اشتباه وبأنه سيخرج بمجرد انتهاء الإجراءات، وفي آخر مرة سألوا عنه قبل يومين كان الجواب "الحمدالله ما عليه شي ولكن أصابته وعكة صحية عندنا وانكسر حنكه وأخذناه إلى المشفى ومات …بس الحمد الله ما طلع عليه شي".
وحذر أصدقاء انطون (الموالون) في محاولة لتبرير ما حصل بضرورة "الانتباه لوجود ضعاف نفوس مندسين في صفوف الأمن يلفقون اتهامات للأشخاص مقابل المال ويتم التحقيق معهم تحت الضرب والشتائم والتعذيب، وعند انتهاء التحقيق يكون الجواب "الحمدلله ما طلع عليك شي"، وطلب الأصدقاء النشر هذا "التحذير" على نطاق واسع وذلك بداعي الإنسانية ولكي يتم محاسبة المشتركين في سفك دم هذا الشاب البريء.
حادثة اختفاء أخرى كشف عنها مصدر مطلع لـ"زمان الوصل" بالمنطقة نفسها حيث اختفى قبل أسبوع الشاب المهندس أحمد عربي (28 سنة) بينما كان يقف في محطة وقود العباسين-نهاية شارع القصاع- ينتظر دوره لتزويد سيارته بالبنزين، ويحاول ذووه معرفة مكان وجوده دون جدوى، ويستبعد مصدر مقرب منهم الخطف لأن الخاطفين في العادة يتصلون لطلب الفدية، ويرجحون اعتقاله من قبل جهة أمنية مع التأكيد على أنه "لا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأي نشاط معارض".
يذكر أن المعلومات تتوارد من قبل أكثر من مصدر عن اختفاء شباب من منطقة باب توما- القصاع التي يسكنها أغلبية( مسيحية) فحسب ناشطين هناك بين 7-8 أشخاص يختفون أسبوعياً في هذا الحي الشهير بدمشق"لا يمضي يوم دون اختفاء شاب في محيط تلك المنطقة".
وقال نشطاء حقوقيون أن لديهم قوائم بأسماء 18 ألف شخص اختفوا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام، لكنهم يعرفون أيضا عن اختطاف 10 آلاف آخرين.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان بالاعتماد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا، مئات الحالات التي عذب فيها معتقلون حتى الموت في سجون النظام السوري.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح سابق أنه يصعب توفير رقم محدد لعدد المعتقلين في السجون السورية "اعتقل أكثر من 200 ألف شخص، لكننا لا نعرف عدد الذين توفوا منهم".
أسامة براء - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية