هل من تغير في الموقف الأمريكي تجاه الثورة السورية
مع فوز الرئيس أوباما بولاية رئاسية جديدة واختيار كيري وزيراً للخارجية تجددت الآمال بموقف أمريكي حازم قادر على حسم الأمور في سورية لصالح الثورة، ومع كشف مواقف وزراء الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات في الإدارة السابقة لجهة دعم تسليح الجيش الحر ورفض البيت الأبيض لاتخاذ أي قرار من هذا الشأن كي لا تتورط إدارة أوباما في حرب جديدة في الشرق الأوسط بعد أن كان قد بنى حملته الانتخابية على سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان.
وثبت الموقف الأمريكي من المطالبة من بشار الأسد بالرحيل كسياسة عامة وتصعيد العقوبات المالية والاقتصادية على الأسد بهدف إسقاطه اقتصادياً بعد محاصرته مالياً، وهي السياسة التي لم تنجح في إسقاط الأسد حتى الآن وترفض الإدارة تماماً اتخاذ أية خطوات عسكرية.
لكن مع تصاعد القتل في سورية وتزايد استخدام نظام الأسد لسلاح الجو والصواريخ البالستية البعيدة المدى، وغير ذلك من كل وسائل القتل والتدمير ضد المدنيين السوريين وضع الكثير من الأسئلة على الموقف الأمريكي وخاصة بعد إدراج جبهة النصرة على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية واتهامها دوماً بالصلة مع القاعدة، وهو ما أعطى مبرراً شرعياً للأسد وضاعف من شكوك السوريين في الموقف الأمريكي.
أولا تتحجج الإدارة الأمريكية دوماً بأن لا قرار من مجلس الأمن يتيح استخدام القوة ضد نظام الأسد، وقد كان من أهم انتقادات أوباما لإدارة الرئيس جورج بوش السابقة خلال حملته الانتخابية هو قيام الرئيس بوش بغزو العراق دون الحصول على قرار دولي من مجلس الأمن وكلنا نتذكر المناظرة الدولية التي جرت في مجلس الأمن بين وزيري الخارجية الفرنسي والأمريكي اعتراضاً على الحرب على العراق، ولذلك تجد إدارة أوباما نفسها في موقف حرج عندما يتطلب منها التحرك دولياً ضد النظام السوري بدون الحصول على القرار الضروري من مجلس الأمن يخوّلها حماية المدنيين السوريين في إنشاء المناطق الآمنة وفرض الحظر الجوي الجزئي فوقها، أو القيام بضربات جوية ضد أهداف محددة لنظام الأسد كما طالب أعضاء مجلس الشيوخ ماكين وليبرمان وغراهام.
ثانياً ومع تصاعد وجود من تسميهم الولايات المتحدة بالجهاديين على الأرض السورية فان الولايات المتحدة تتحجج مرة أخرى في رفض التسليح الذي ربما يقع في الأيدي الخطأ أو رفض المساعدة العسكرية كي لا تحسم الأمور تماماً لصالح انتصار الثورة السورية عسكرياً.
ولذلك أعتقد أن الموقف الأمريكي الآن يرغب في إنهاء الأسد لأن انتصاره يعني انتصاراً لحزب الله وإيران ولكنها بنفس الوقت لا تريد انتصار المعارضة عسكرياً فهي ما زالت ترغب في تحقيق الانتقال السياسي بدون الأسد وبدون حسم عسكري يمكّن من انتصار المعارضة.
وأعتقد لذلك ربما نتوقع تدخلاً أمريكياً أكبر في مسار الحياة السياسية بهدف وضع الترتيبات السياسية كما تسميها قبل إنهاء الأسد وهذا ما يتطلب معارضة موحدة على أجندة وطنية لا تستجيب للضغوط الدولية والإقليمية بقدر ما تحركها المصالح الوطنية لسورية وسورية فحسب.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية