انسحب رئيس الإئتلاف ولن تموت سوريا، وإن تصدعت "مؤسسة المعارضة" أو تكاد، إذ من غير المستبعد أن نرى قريباً انسحابات تضاف لمن انسحب محتجاً على تسمية رئيس الحكومة غسان هيتو، وربما يجد البعض، ممن كان يضع عصياً في مسيرة"المعارضة" إن في المجلس أو الائتلاف، أو حتى عربياً ودولياً، يجد، الفرصة سانحة لإعادة ترتيب البيت دونما منغصات، ليغلّب لوناً على التشكيلات وتسود سياسة أو نهج على الأداء.
وقد، نشهد انسحاب الاعتراف بالسيد هيتو الذي دعي لحضور القمة العربية في الدوحة، إلى جانب تمثيل الائتلاف، كحلّ دبلوماسي من البلد المضيف، وانسحاب الاعتراف بالسيد هيتو قد لا يأتي من واشنطن وبعض العواصم العربية التي ضغطت وشقّت الصف لوصوله، بل من بعض العواصم الأوروبية ومن الداخل الثائر، بشقيه المسلح والسلمي، اللذين قدرا صنائع معاذ الخطيب ولمسوا-ربما- ضالتهم في هذا الشيخ الجليل.
ولكن ليس هذا كل المشهد، إن ثمة لوحة على غاية من الأهمية، لا بد من إضافتها لتكتمل ملامح الصورة ولا تبدد الأفعال ويضيع الدم وتضيع جهود وآمال شعب ضحى على مدى عامين بكل ما استطاع إليه احتمالاً.
باختصار، ما أحوج المعارضة السورية الآن لشخصية كارزمية ذات مصداقية وتأثير لتنفذ الانقلاب بنفسها وتحل-من منطلق ثوري- التشكيلات والهياكل السياسية جميعها وتؤسس وفق نهج ديمقراطي يشارك فيه الداخل والحارج، هيكلاً جديداً شاملاً وجامعاً للمعارضة، يكون من الوضوح ما يقطع الطريق على التدخلات والإملاءات، والخارجية منها على وجه التحديد...وقد لا يكون من ضير لعودة الخطيب للتكتل الجديد، أو الاستئناس برأيه والاستفادة من أخطاء صمته، والشعب السوري قادر على قيادة مصيره حتى لجهة التمويل، وربما في قلب الطاولة من الشيخ الخطيب تكون من قبيل "ربَّ ضارة نافعة".
عدنان عبدالرزاق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية