أعادت "الصفقة" بين زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان والحكومة التركية بقيادة رجب طيب أرودغان مستقبل الأكراد في المنطقة إلى طاولة النقاش، خصوصاً وأن وقف إطلاق النار هذا، لو تم تنفيذه على أرض الواقع سيقلب معادلات الصراع في المنطقة، ويعيد رسم الخارطة السياسية التركية على المستوى الإقليمي والأوروبي.
وتشير معلومات حصرية لـ"زمان الوصل" من مصادر مقربة من حزب السلام والديمقراطية التركي، والذي أشرف على المفاوضات بين تركيا وأوجلان، أن الرسائل الثلاثة التي أرسلها أوجلان إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وجناح الحزب السياسي في أوروبا، وكذلك إلى الحكومة التركية، أثمرت بتتويج الاتفاق لوقف إطلاق النار.
بدوره أوضح برزان عيسو مسؤول قسم الشرق الأوسط في قناة IMC أن دخول الجانب التركي مع أوجلان في مفاوضات مباشرة لبحث وقف إطلاق النار، جاء عقب سيطرة العمال الكردستاني منذ ستة أشهر على منطقتي (كفر وشمزينان) شرق ديار بكر 200 كم، لافتاً إلى أن الجانب التركي فرض عليه خيار التفاوض حتى لا تقع في خيار المواجهة وبالتالي سقوط المزيد من الضحايا.
والسؤال الذي يقفز إلى الواجهة، ما هو مستقبل PYD جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا، وعلاقته مع النظام السوري والجيش الحر، وما هو الموقف الإيراني كذلك من التوصل إلى اتفاق، في حين تبقى الجبهة الإيرانية مع حزب الحياة الحرة (بجاك)، الجناح العسكري التابع لحزب العمال في إيران.
الجيش الحر في المعادلة بقوة
الجيش الحر في المعادلة بقوة
تتوقع مصادر "زمان الوصل" أن إيران وسوريا لن يكونا مطمئنين لمثل هذه الاتفاقية، لسببين، الأول أن ثمة احتمالاً بأن ينسحب مقاتلو حزب العمال الكردستاني إلى الحدود الإيرانية التركية، الأمر الذي قد يغذي مواجهة حزب الحياة مع الجانب الإيراني، واللافت ما أكده مراسل "زمان الوصل" في حلب حول طلب قيادات من من PYD من عناصره القتال مع الحر...
أما السبب الثاني، فهو ما يتعلق بالورقة السورية، إذ يعرف أن حزب PYD لم يعلن حالة الحرب مع النظام، كما أن النظام السوري، يتباهي بورقة PYD للضغط على تركيا، سيما وأن النظام كان يسهّل حركتهم في المناطق الحدودية، وبالتوصل إلى هذا الاتفاق، فإن الورقة الكرية ستكون خارج حسابات (تركيا- سوريا).
والمشكلة أن مسألة انسحاب مقاتلي الكردستاني إلى الحدود الإيرانية التركية، جاء في وقت حرج بالنسبة لإيران فهي مشغولة بالأزمة السورية، والمفاوضات النووية، ولاتريد في هذا الوقت الاستثنائي فتح جبهة مع حزب العمال. الأمر الذي يعقد التحالف السوري الإيراني حول مقاتلي الكردستاني، ويفتح النار على الجبهيتن السورية الإيراينة.
هذه السيناريوهات محتملة، إلا أن ملامحها لم تكتمل بعد، خصوصاً وأن أوجلان يميل حسب محاميه ومن زاروه في سجنه، إلى النموذج الكتالوني " إدارة محلية"، أي ما يشبه الحكم الفيدرالي. وما يجعل ردود الفعل الإيرانية السورية غير منفعلة وظاهرة، أن تطبيق هذا الاتفاق سيتم خلال سنتين، أو على الأقل سيكون انسحاب مقاتلي حزب العمال يحتاج ستة أشهر. نظراً لطبيعة الظروف العسكرية.
هذه السيناريوهات محتملة، إلا أن ملامحها لم تكتمل بعد، خصوصاً وأن أوجلان يميل حسب محاميه ومن زاروه في سجنه، إلى النموذج الكتالوني " إدارة محلية"، أي ما يشبه الحكم الفيدرالي. وما يجعل ردود الفعل الإيرانية السورية غير منفعلة وظاهرة، أن تطبيق هذا الاتفاق سيتم خلال سنتين، أو على الأقل سيكون انسحاب مقاتلي حزب العمال يحتاج ستة أشهر. نظراً لطبيعة الظروف العسكرية.
من جهته، رأى نواف خليل، مسؤول الإعلام في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أن بدأ التفاوض بين الجانبين الكردي والتركي سنعكس إيجاباً على الأزمة في سوريا وخاصة فيما يتعلق بالموقف التركي السلبي حيال التطلعات الكردية في حقوقهم في سوريا. كما أن الحوار أو التفاوض الكردي التركي سيفسح المجال أمام علاقة جيدة بين الطرفين الكردي السوري وأطراف من المعارضة الكردية بشقيها السياسي والعسكري. إلا أن إيران ستعمل بشكل حثيث على التشويش أو حتى عرقلة هذا الاتفاق.
هل ستصمد هذه الاتفاقية؟
وأوضح خليل أن الجانب الكردي يعلن للمرة التاسعة وقفاً لإطلاق النار وبدأ المرحلة الجديدة بإطلاق سراح عدد من الجنود الأتراك الذين تم أسرهم في المعارك وذلك دون مقابل، وتم تسليمهم إلى وفد خاص في جبال كردستان العراق كما أن رسالة أوجلان ودعوته الانسحاب إلى ما وراء الحدود وإسكات الأسلحة إثبات على حسن نية الجانب الكردي، والدعم الذي قدم أمس أثناء الرسالة خير دليل على الموقف الكردي الجاد، لافتاً إلى أن الكرة في الملعب التركي وتحديداً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله غول.
وإن صمدت هذه الاتفاقية، فإن أردوغان يكون سحب من يد النظام السوري قميص عثمان الذي أحسن إدارته في العلاقة التركية في السراء والضراء، عندها ستسقط تركيا من حساباتها أبعاد الوضع الكردي في الحالة السورية.
عبد الله رجا - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية