تنقل"زمان الوصل" بعض حقيقة ما يجري في المناطق التي يسكنها الأكراد في شرق وشمال البلاد، حيث يشكو الكثير منهم تسلط حزب الاتحاد الديمقراطي وأذرعه التنفيذية على الأرض التي تستأثر بحصة الأسد من موارد الهيئة الكردية العليا.
بداية لا بد أن نقول بأن الهيئة الكردية العليا تأسست بعد أن ساءت العلاقة بين المجلس الوطني الكردي الذي يضم 15حزباً كردياً إضافة لممثلين عن شباب ومستقلين، ومجلس غربي كردستان والتي تتألف من مؤسسات تابعة له (حزب الاتحاد الديمقراطي واتحاد ستار النسائي وأمهات الشهداء وحركة شباب غربي كردستان إضافة إلى قوات الحماية الشعبية).
وتم الاتفاق في النصف الثاني من العام الماضي بين الطرفين برعاية رئيس الإقليم مسعود البارزاني في أربيل لتتم الشراكة الحقيقية على الورق، بينما يستأثر حزب الاتحاد الديمقراطي أو مجلس غربي كردستان ومؤسساته بكل شيء على الأرض.
ويعتبر معبر سيمالكا الحدودي غير الرسمي مع كردستان العراق في منطقة ديريك أقصىى شمال شرق سوريا واحداً من مصادر التمويل للهيئة بعد تأسيسه بالاتفاق بين الهيئة وحكومة إقليم كردستان العراق وذلك لإدخال المساعدات الإنسانية حيث كان عناصر(PYd) يسيطرون على الحدود مع كردستان العراق بعد استلامهم المخافر الحدودية من الهجانة، ويقتطعون ما يشبه الضريبة الجمركية من المهربين ورسم الدخول لكل من يرغب في الدخول إلى كردستان العراق، إلا أن حالة التنظيم بعد فتح المعبرنظّم هذا الدخول غير المشروع حيث تأسست لجنة للمعبر الحدودي من المجلسين الوطني الكردي وغربي كردستان يتألف من 40 عنصراً عن كل طرف، إلا أن الحقائق تثبت على الأرض غير ذلك. فمثلاً بحسب مصدر مقرّب في الوطني الكردي فإن ما يُقارب خمسة ملايين دولار هي عائدات المعبر، ولكن لا يحصل منها المجلس الوطني الكردي على أي سنت، في حين أن مجلس غربي كردستان يوزع العائدات بحسب النسب التالية50% لقوات الحماية الشعبية الـYPGو25%للأسايش (الشرطة)و15 هما جهازان تابعان ل(PYd)و 15% للصحة 10% للخدامات.
*أذرع الأخطبوط
وهذه لمحة عن الأذرع التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYd)الذي يهيمن على مجلس غربي كردستان:
قوات الأسايش (الشرطة): هذه القوات هي تابعة أصلاً لحزب العمال الكردستاني التركي وغالبية قادته وكوادره المتقدمة أتوا من معقل الحزب في (قنديل) إلا أنها منظمة من قبل القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني (مراد قره ايلان)، ولكنها تقوم على تنظيم الشباب وشابات وترفع علماً خاصاً بها وهي عبارة عن صورة لرأس صقر على قماش أبيض وتدين بالولاء المطلق لرئيس الحزب عبدالله أوجلان، لذلك يأتمرون بأوامر يصدرها قادة الحزب، ويمكن سرد حوادث قامت بها قوات الأسايش هذه وهي دليل قاطع بانها تخدم فئة معينة أو حزب معين ولا تخدم الأكراد أو المجتمع السوري أو الكردي مثل اعتقال الناطق الرسمي السابق إبراهيم كابان في عين العرب، واعتقال رئيس قوات التدخل الكردية مسعود في الحسكة، وكذلك إصدار أوامر وتعليمات خاصة من قوات الأسايش بشأن عيد نوروز ومنع الاحتفال بعيد نيروز في ديريك بحجة عدم الحصول على ترخيص، وهذا ما أشارت إليه "زمان الوصل" في مادة سابقة.
المحاكم الشعبية: تأسست هذه المحاكم من قبل الحزب بعد قيام الثورة وبعد مرور عام تقريباً بمجمله تأتي هذه التسمية ليكون لحزب الاتحاد الديمقراطي اليد الطولى في قرارات هذه المحاكم حيث تقوم على ركنين، أحدهما من الشخصيات ذات الشأن في الحزب ومجلس غربي كردستان والآخر قانوني لتكون هذه المحاكم للشعب بحسب الحزب.
*مسرحية "المحاكمة"
إحدى جلسات المحاكم الشعبية حضرها "زمان الوصل" ........أقل ما يقال بأنها مسرحية هزلية بداية من وجود مسلحين في مقر يدعى (بيت الشعب) يحضره الأطفال والنساء والرجال مزينة بأعلام حزب العمال الكردستاني وقائده عبد الله أوجلان، يجلس أحد المحامين وبجانبه ثلاثة من الأميين تقرأ إحدى الكوادر اتهام المذنب أمام الملأ وتطلب أن يحاكم باسم الشعب يرفع ثلاث من أعضاء هيئة المحكمة أيديهم لُيدان المذنب (المدعى عليه)، وتأتي هذه المحاكمة ليتم كسب المدان (المدعى عليه) إلى جانب الحزب في النهاية وليس لمحاسبته، ويبدو أن هذه المحاكم تحاول تنظيم المهنة بعد مرور عامين وانتساب المحامين المقربين من النظام إليها، وجاء انتساب المحامين إلى الاتحاد الديمقراطي بعد حالات تسليم المدن والمقرات والمؤسسات العامة في المناطق الكردية من قبل النظام إلى PYD.
قوات حماية الشعب YPG:وهي قوة عسكرية محاربة تقوم على أساس وجود قائد ميداني في كل مدينة مرتبط بقائد أعلى، والطرفان معنيان من قبل القائد العسكري في قنديل، وهؤلاء ممن خضعوا لدورات قتالية وحاربوا في تركيا وكردستان العراق وإيران، وتم جلبهم في الآونة الأخيرة إلى سوريا، إذ يحمل البعض منهم ندوباً وآثاراً لإصابات سابقة، ولهم قوة غريبة في إقناع الشباب المراهق في حمل السلاح وإخضاعهم لدورات سريعة لمدة 15 يوماً حتى الشهر ولهم ثلاث معسكرات تدريب حالية متوزعة بين (عين العرب وديريك وعفرين) وأبدوا مهارة قتالية ضد كتائب الجيش الحر(عمار داديخي) في معارك قسطل جندو في عفرين، ومعارك رأس العين، دون أي ذكر حتى الآن بأنها قامت بمواجهة النظام بالرغم من ادعائها بتحرير المناطق والمدن الكردية.
ويذكر بأن قوات الحماية الشعبية الـYPG تقوم بإقامة الحواجز على مداخل ومخارج المدن الكردية بدءاً من عفرين غرباً إلى ديريك والحدود العراقية شرقاً، كما أن جميع عمليات التهريب التي تحصل على الحدود السورية التركية لا تحصل إلا بعد إرضاء هذه القوات.
*استغلال اللغة المرأة
مؤسسة اللغة الكردية: هي مؤسسة غالبية أعضاء هذه المؤسسة من المقاتلين الذين أصيبوا في حروب حزب العمال الكردستاني وبالمجمل هما من معسكري مخمور في كردستان العراق، أو من كردستان إيران وتركيا، وهؤلاء يتقنون اللغة الكردية قراءة وكتابة وقواعد، إلا أن الكثير من المصطلحات يتم إدخالها في اللغة الكردية يستخدمها عناصر حزب العمال الكردستاني، وقد ظهرت مؤسسة اللغة الكردية في الشهر الثامن من العام المنصرم حيث توزع كوادر المؤسسة في مدن والمناطق الكردية حيث فرضت نفسها على المدارس الرسمية الحكومية وبالضرورة أخذ حصة درسية في كل صف لتعليم اللغة الكردية إلى جانب اللغة العربية مما أدى إلى اغلاق مدارس (ديريك والدرباسية وعامودا رأس العين والقامشلي) بأمر من مديرية التربية، إذ حمّلت مديرية التربية المسؤولية لمديري المدارس إن جرى التعليم باللغة الكردية، إلا أن المدرسين والمعلمين التابعين للمجلس الوطني الكردي واصلوا إعطاء الدروس في أيام العطل (الجمعة والسبت) لكن مؤسسة تعليم اللغة الكردية رفضت ذلك في أكثر من مكان، ما حرم الكثير من أبناء المنطقة من متابعة الدراسة.
وتمتلك مؤسسة تعليم اللغة الكردية منهاجاً دراسياً متكاملاً من الصف الأول إلى السادس الابتدائي.
اتحاد ستار للمرأة: هذه المؤسسة تنظم جميع النساء المقربات من حزب الاتحاد الديمقراطي وتشبه في هيكليتها الأحزاب الشمولية، وتضم كل المقربين من الحزب من عمر 14-60 عاماً المهم أن يكون المجتمع منظم ويسير وفق أفكار القائد وعدم ترك المجال للفوضى، وتلعب هذه المؤسسة دوراً فعالاً في بث الشائعات باعتبار أن 80% منهن أميات أو مرهقات، حيث يعتمد عليهم الحزب في التشهير بالبعض ممن لا تتوافق أراؤهم وسياساتهم مع سياسة حزب العمال الكردستاني (والاتحاد الديمقراطي) حيث تتعرض نساء من الأحزاب الأخرى لمضايقات أو بث إشاعة من قبلهم، وعادة ما تحاضر إحدى القياديات (من قنديل) فيهن في تجمعات لا يسمح لهن بالكلام إلا ما قليلاً، ويتم تشكيل لجان وهيئات فقط برفع الأيدي.
مؤسسة أمهات الشهداء: تضم هذه المؤسسة من كل أمهات الشهداء السوريات من الأكراد الذي يقدر عددهم بخمسة آلاف شهيد التحقوا بعناصر حزب العمال الكردستاني على مدى ثلاثة عقود، وعادةً لا تعرف بعضهنّ متى وكيف ستشهد ابنها ،والبعض يتفاجأ بوجود ابنها أو ابنتها في في إيران أو تركية، حيث يتكتم الحزب بشكل كبير على تحركات الأبناء وعن أماكن تواجدهم.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية