لم تنته زوبعة انتخاب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، فالصراع الداخلي بين صفوف المعارضة مازال على أشده، منهم من رفض شخصية غسان هيتو "غير المعروفة وطنيا" بحسب بعض المعارضين، ومنهم من اعترض على طريقة التصويت، فيما هناك جزء آخر يرى أن هذه الحكومة "إخوانية" بامتياز.
لم ولن تنتهي أزمة الثقة بين المعارضة، وهذا بالطبع يعود إلى طبيعة الحركة السياسية السورية تاريخياً التي لم تجد لها فرصة زمنية لبلورة ذاتها المتنوعة من اليمين إلى اليسار، أضف إلى ذلك مفرزات الثورة، والتي يعترف أكثر المعارضين أنها فاجأت النخبة السياسية السورية.
لكم هذا الأمر غير مبرر بالنسبة للشعب السوري، الذي يدفع الثمن بشكل يومي، فيما تتصارع قوى المعارضة دون بصيص أمل جدي لإنهاء الأزمة.
هيتو إ|لى أين
اللافت في انتخاب هيتو، ليس حالة الانقسام داخل صفوف المعارضة، وليس اللغط على طريقة التصويت، فهناك عاملان لا بد التوقف عندهما، الأول الموقف الدولي والإقليمي، والثاني الموقف العسكري والمجالس المحلية.
فالموقف الدولي والعربي كان رمادياً (إن أمكن القول) بعد انتخاب هيتو، خصوصاً من دول الخليج والدول العربية، ولم تحظَ هذه الحكومة بزخم الاعترافات، كالذي حصل عليه الائتلاف لحظة إعلانه، ما يعكس أول مؤشر سلبي لمستقبل هذه الحكومة. وحتى هذه اللحظة لم تعترف سوى بعض الدول التي تعد على الأصابع بهذه الحكومة، علماً أنها كانت مطلباً دولياً، باستثناء الموقف الأمريكي والروسي. وهذا يضع على حكومة هيتو أمام مواجهة (غير متكافئة) مع المجتمع العربي والداخل السوري، على اعتبار أن مهمة الحكومة والقيام بمهامها مرتبط بالالتزامات الدولية وعلى رأسها العربية. وإن صح القول، إن ثمة امتعاضاَ دولياً من تشكيل الحكومة، وشخص رئيسها، فإن هذه بشرى سوء للشعب السوري.
ماذا عن العسكر
أما الموقف العسكري للقوى المقاتلة في الداخل، فلا يبدو حتى الآن واضحاً، وعدم الوضوح في الموقف يثير الشكوك حول طبيعة هذا الموقف، ويبدو أن صمت القوى العسكرية في الداخل، نابع من أمرين، الأول: أنها لا تريد أن ترتبط شكلاً أو مضموناً بهذه الحكومة التي دار حولها اللغط، وبالتالي تكون هذه القوى العسكرية جزءاً من فريق سياسي معين، وتتجاهل الاعتراضات المعارضة الأخرى.
والأمر الثاني، أنها لا تريد إظهار تشتت المعارضة، وأن ترسل رسالة إلى المجتمع الدولي أنه آن الأوان لتدفق السلاح في ظل وجود حكومة منتخبة وائتلاف وموقف سياسي موحد.
لكن وفي كل الأحوال على رئيس الحكومة الجديد، بغض النظر عن حجم الإجماع عليه، أن يعمل على انتقاء شخصيات وطنية تقنية للوزارات، وأن يكون هذا الاختيار وفق جملة مشاورات موسعة بين كل أطياف المعارضة، بما في ذلك هيئة التنسيق الوطنية، فتشكيل الوزارات المهنية والنزيهة، ستكون بطاقة المرور إلى داخل الشعب السوري.
حكومة ظل "زمان الوصل".... |
| |
|
عبد الله رجا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية