تدخل الطالبة الجامعية أسماء البلخي أخت الشهيد الجامعي وبنت الرجل الطاعن والمجاهد في عامها الثاني منقطعة عن استكمال دراستها الجامعية في كلية الطب بجامعة دمشق، وتتيه كغيرها من الطلبة السوريين في كواليس الممرات والوعود إن كانت ستكمل دراستها أم مصيرها معلق كمصير الثورة التي آمنوا بها وقدموا لأجلها الأرواح، ويأخذ حال الطلبة السوريين حضوراً متزايداً اليوم بعد حضور المانحين وإجماعهم على الدعم مشوباً بتفاصيل تحديده بلقم العيش المرة في تجربة عموم السورييين في أقطار اللجوء.
*وعود النهار يمحوها الظلام
وتروي البلخي حكايتها كمئات من زملائها أخذت الثورة في يومياتها مشاركة أو هرباً من اعتقال مؤكد أو طائرة ترمي براميلها فقتل طلبة العلم متسائلة:"فلينظر العالم إلى شهداء العلم في سوريا" وتضيف الشابة أنها لجأت إلى الأردن بعد أن قرر أخوتها ووالدها الانخراط في كتائب الجيش الحر والدفاع عن مدينة بصرى الشام وأهلها لتجد نفسها بعد أيام من وصولها إلى الأردن أمام حالة تشتت وقهر يومي ووعود تبدأ نهاراً وتنتهي عند عتبة المساء وظلمته.
وتشير البلخي إلى أنها حاولت كثيراً أن تجد ما يمكن تسميته فرصة عمل لتسد مساحات الفراغ التي باتت تأكلها، لكن العمل أيضاً أمنية صعبة المنال لفتاة سورية في مثل ظروفها وواقعها، وحول غياب إمكانية متابعتها لتعليمها الجامعي في إحدى كليات الطب البشري في تركيا أو مصر تذهب الشابة للإشارة إلى أن لا أوراق معها، فقط بطاقتها الجامعية، فكيف لها السفر والمعلومات المتداولة عبر مواقع النت مع زملائي هناك تشير لصعوبات بالغة تبدأ باللغة التركية الواجبة التعلم وصولاً للمعدلات والمدن البعيدة عن مواقع السكن، وهو ما ينطبق على الجامعات المصرية رغم صدور المرسوم الرئاسي القاضي بالسماح بالتحاق الطلبة السوريين بالجامعات المصرية كما يُعامَل المصريون.
وتتشابه قضية طالبة الطب البشري مع مئات غيرها وإن اختلفت تفاصيل الوعود ومبررات الغياب وانتظار عودة قد تطول ليصل عدد الطلبة والطالبات المسجلين في رابطة المرأة السورية بعيد إعلانها عن استقبال الطلبات إلى /400/ طالب وطالبة باختصاصات مختلفة.
*بانتظار غودو
تقول السيدة لبابة طيفور عضو رابطة المرأة السورية والمسؤولة عن ملف تسجيل الطلبة السوريين:" القضية بدأت بعد أن طلب المجلس الوطني قوائم اسمية وبعض ما يثبت السنة الدراسية على أمل وصول المنحة الإيطالية لكن الأمور أخذت منحى الانتظار دون التفعيل، وليس لدينا معرفة بالتفاصيل، نحن جهزنا القوائم وأرسلت لمن طلبها وكل يوم نتلقى طلبات واستفسارات جديدة، وتضيف طيفور أن مكتب التدريب والتطوير بجماعة الإخوان يتابع الموضوع والوعود أن تأخذ القضية طريقها للحل قريباً".
فيما يلفت سليمان العلي أحد الطلبة المسجلين في القوائم إلى أن الانتظار أشبه بالسراب "لأننا سجلنا منذ أكثر من ستة أشهر ولم يتصل بنا أحد، بتقديري الموضوع انتهى كما يريدون إنهاء الثورة السورية". يختم الشاب ابن كلية الهندسة المدنية سنة رابعة.
*الاستثمار في الطالب
وتعيد طيفور النداءات مرة تلو الأخرى باسم الشباب والحاجة إلى تكاتف الجهود للقيام بتكاليف الموضوع باعتبارالدراسة الجامعية في الأردن مرتفعة الكلفة لذلك ذهبنا لإعلان برنامج كفالة طالب ليتمكن الرعاة ورجال الأعمال من اختيارات تناسبهم، بل يمكن أن يتكفل بدراسة طالب أكثر من متبرع. وتلفت إلى أن بعض الجامعات الأردنية ذهبت لتشجيع ذهاب الشاب السوري إليها من خلال تخفيض الرسوم المتوجبة ل20% لكنها بقيت مرتفعة نظراً للظروف الخاصة التي يواجهها هؤلاء الطلبة وأسرهم، خاتمة بتوجيه الدعوة للمؤسسات الإغاثية والراعية بتمكين الشباب السوري من متابعة مستقبله لأنهم أمل الأمة الوحيد وسط الظلام الدامس كما تتوجه لرئاسة الجامعات الأردنية بالعمل على مراعاة واقع الطلبة السوريين سواء لجهة التكاليف أو الأوراق المطلوبة وإنهاء إعادتهم إلى الوراء فصلين دراسيين كما يجري حالياً.
زمان الوصل-عمان-محمد المقداد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية