أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخطيب وهيتو يتوجهان إلى السوريين... معاذ: نحن شعب لا يضحك عليه.. غسان: لاحوار مع الأسد

معاذ الخطيب وغسان هيتو يتوجهان للشعب السوري بكلمتين طغى عليهما فواصل التصفيق والتحية
بعد الاتفاق في ساعات الصباح الأولى، على تعيين غسان هيتو رئيساً للحكومة السورية المؤقتة، كان الشعب السوري اليوم، على موعد مع خطاب لأول حكومة وطنية، تُؤسّس في ظل ظروف استثنائية..

وبعد النشيد العربي السوري، ألقى رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، كلمة بدأها بالتعبير عن احترامه الشديد لأرواح الشهداء، وإجلاله للمعتقلين وللشعب العظيم الصامد في الداخل صموداً أسطورياً في وجه آلة الظلم والقتل..

توجه رئيس الائتلاف الشعب السوري واصفاً إياه بخلاصة لـ 10 آلاف سنة من الحضارة، وبالشعب المتمدن بأخلاقه ودينه، قائلاً: الشعب السوري ما بينذل ولن يكسر رأسه ابداً، وهذا ليس كلاماً عاطفياً، إنما حقائق.

كما نوه الشيخ معاذ إلى وجود عصابات أنتجها النظام خلال تخريبه للبلاد، وأضاف: ندين ونرفض العصابات، ولكن هذه الأمور بحاجة إلى إدارة، لذلك جرت نقاشات طويلة استمرت عدة أشهر من أجل إيجاد صيغة للحل، لتنبثق أول حكومة وطنية، تستعيد ماضي الحكومات الوطنية التي أنتجها السوريون، ونرجو أن تكون فاتحة خير عليهم..

"نحن شعب لايُضحك عليه"
كما نوه رئيس الحكومة، أن بعض الدول وصفت الإئتلاف، بأنه لايمتلك الشجاعة للحديث عن المساعدات التي تلقاها، ولذلك رد الخطيب عليهم: نعترف أنَّ البعض قدم مساعدات إغاثية ومادية، وأحياناً عسكرية على استحياء، نشكر هذه الجهود ولكن هذا لاينفي تقصيرالمجتمع مع الشعب السوري، وتابع: عارٌ على المجتمع الدولي بكل رموزه، أن يتفرّج على الشعب السوري وهو يُقتل ويُذبح..

وبعصبية خطيب غاضب قال الشيخ معاذ: نحن شعب لايُضحك عليه، فيوماً تصرحون بأنكم ربما ستساعدوننا، وفي آخر تقولون نفكر في تسليحكم..وأضاف بنبرة حادة: أقول للشعب السوري العظيم لاتنتظر وعوداً من أحد..واقبل مساعدة الأصدقاء غير المشروطة.

دماء الأطفال أهم من لحى المقاتلين
كما تحدث الخطيب، عن موقف الإئتلاف من المقاتلين الإسلاميين، وكأنه يشير إلى جبهة النصرة بطريقة غير مباشرة، قائلاً: ندعم كل إنسان ضد الظلم، ونقف إلى جانب كل من يقاتل الفساد، فدماء أطفال سوريا أكثر أهمية من طول لحى المقاتلين..

وتعليقاً عما تردد من نية أميركا بقصف المقاتلين الإسلاميين، أوضح الخطيب أن الشعب السوري واحد، ولذلك لن يرضى أن يُقصف أحد كان يقاتل النظام..ونوّه رئيس الإئتلاف: يجب أن يعلم الجميع، أننا ضد كل فكر دموي أو تكفيري أو إرهابي، "لا إكراه في الدين" نحن مجتمع منفتح ومتسامح.. ورسولنا كريم، أسس في مكة وثيقة المدينة، ولذلك فإن إسلامنا مدني وحضاري يتسع لكل الناس.

كما كشف الخطيب، الستار عن الأحاديث التي تجري في الكواليس السياسية، عن تجنيد إرهابيين أجانب في سوريا، فقال: تدفع بعض الدول شباباً مثل الزهور إلى بلادنا، بهدف التخلص منهم، وبيّن أن تجنيد هؤلاء بحجة الجهاد ليس حباً بسوريا ولا حباً بالجهاد إنما رغبةً بالتخلص منهم، وتابع: إما أن تساعدنا الدول بشكل حقيقي، أو أن تتركنا وشأننا..

فما يجري في سوريا اليوم حسب الخطيب، هو معركة كسر عظم إقليمية ودولية، إلا أن الأراضي السورية بوصف الشيخ معاذ ليست مسرحاً للأجندات والمصالح العالمية، لذلك قال: اخرجو من بلادنا، واتركو الشعب يقرر مصيره.. وتابع:

العلاقات والمصالح ليست اتوستراد باتجاه واحد، لا يجوز أن تتحكم الدول بكل شؤوننا، وعندما نطلب منهم مساعدة يترددون في تقديمها.

وأشار الخطيب إلى أنه بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري، آن للإئتلاف أن يقدم له خدمة صغيرة أمام عظمته، ولذلك كانت الحكومة، التي قال عنها الخطيب بأنها لن تكون كاملة لكنها ستكون بداية طريقة من أجل ترتيب البلد وتصليح شؤونه، وأوضح أن كل حكومات العالم فيها مد وجزر، وتجاذب بالآراء وهذا ما حصل عند تشكيل حكومة هيتو المؤقتة، التي ستقدم بعد فترة برنامجها وخططها.
وفي الختام تمنى لهيتو التوفيق، مشيداً بالشعب السوري العريق الممتد على مساحة العالم، والذي سيبني سوريا من جديد. 
هيتو: حكومة كفاءات..والأولوية لدعم الحر
بعد ذلك كانت كلمة رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، التي اختار إلقاءها 
بطريقة كلاسيكية أعادت إلى أذهان المستمعين، أيام الحكومات الوطنية التي عاشتها سوريا في الفترة الأولى للاستقلال، إذ قال هيتو في بداية خطابه: أيها الشعب السوري العظيم...أترحم قبل كل شيء على أرواح الشهداء، وأقف بإجلال واكرام أمام تضحياتكم يا شعباً أذهل العالم بصموده وإصراره..

ثم شكر هيتو ثقة الشعب، واعداً إياه ببذل قصارى جهده للنجاح في مهمته، وأشار إلى تعدد وصعوبة مهام الحكومة المؤقتة، التي حسب وصف هيتو تقف أمام استحقاقات دولية كبيرة.

أما المهمة الأولى التي تضعها الحكومة السورية المؤقتة نصب أعينها، فهي حسب رئيسها، استخدام كل الوسائل والأساليب لإسقاط النظام، مع اللجوء إلى كل المصادر لتوفير الخدمات للمدنيين في الداخل.. ومخاطباً الشعب السوري قال هيتو: أعدكم أن نواجه التحديات سوياً، بما يليق بعظمة الثورة، وبما أظهرته من إمكانيات للإنسان السوري، وأعدكم أن نسخر كل جهد للقيام بهذا الواجب الوطني..

ثم انتقل هيتو للحديث عن بعض جوانب المخطط الأول لعمل الحكومة، موضحاً أن اختيار الوزارء سيكون على أساس الكفاءة، وأن الحكومة ستبدأ عملها من الداخل، وستعمل كل مافي وسعها لبسط نواة الدولة السورية الجديدة في المناطق المحررة، تدريجياً وادارياً بالتعاون من هيئة أركان الجيش الحر والكتائب، للحد من فوضى السلاح وإرساء الأمن وحماية المرافق العامة والخاصة، والتحكم بالمعابر الحدودية واعتبارها منافذ الوحيدة لإدخال المساعدات الإنسانية، وستفعل الحكومة، المؤسسات التي يسيطر عليها الثوار مع إعطاء الأولوية للدعم المالي والعسكري للجيش الحر وهيئة الأركان والثوار..

كما ستولي الحكومة المؤقتة وفق هيتو، النازحين السوريين رعايةً خاصة، حيث سيتشكل جهازاً لمتابعة أعمالهم مع ضمان إرجاعهم إلى مناطقهم بعد تحريرها..
وأكد هيتو أن الحكومة الجديدة ستنطلق من مبدأ السيادة الوطنية الكاملة ووحدة سوريا أرضاً وشعباً، وأن ذلك لا يتحقق إلا باسقاط بشار الأسد، وبالحفاظ على نسيج سوريا المتنوع الذي اشتهرت به عبر العصور..وأضاف: الكل متساوٍ أمام القانون، بغض النظر عن عرقه أو دينه أو مذهبه. 

ووجه هيتو تحية إلى الثوار الأبطال على كل الجبهات، وإلى هيئة أركان الجيش الحر في كل شبر على أرض سوريا، وقال: لن نغفر لمن سفك الدماء، هؤلاء سيحولون للمحاكم السورية، وستبني سوريا جيشها الوطني، كما دعا الضباط والجنود في جيش النظام، إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى الشعب وعدم الخضوع لأوامرحاكم ظالم. 

للاعتراف بالحكومة وتحويل أموال الأسد إليها
طالب هيتو المجتمع الدولي بأن يعترف بأن ما يجري في سوريا، هو ثورة شعب، وليس قتال بين جهتين، وبأن الشعب السوري ثار ضد نظام كان ومازال فاقداً للشرعية..كما تحدث رئيس الحكومة عن الدور الإقليمي الذي طالما لعبته سوريا، مطالباً دول العالم على مساعدتها للعودة إلى مكانتها السابقة، فعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الكاملة، وهو مطالب بإعطاء سوريا الجديدة حقوقها القانوينة والسياسة، كي تتمكن الحكومة من ممارسة مهامها، وأضاف: بعد أن اعترفت معظم الدول بالإتئلاف الدولي، حان الوقت للاعتراف بالحكومة ممثلة للدولة السورية فوق أي أرض وتحت أي سماء..

وكذلك توجّه هيتو بالشكر لكل من دولة قطر والسعودية وتركيا الإمارات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأميركا..وغيرها من الدول الصديقة للشعب السوري، على الدعم السياسي والمادي، ولفت عناية المجتمع أن هناك أموالاً مجمّدة للنظام هي ملك للشعب، الذي يريد استعادة أمواله لاستخدامها في إعادة تفعيله مصالحه، وتوظيف ثرواته في هذه المرحلة الحساسة وصولاً إلى مرحلة إعادة الأعمار.

الأسد رهان خاسر..ولاحوار مع القاتل 
مخاطباً الدول الداعمة للنظام، قال هيتو: لاتراهنوا على رهان خاسر، لن يرحمكم شعبنا وكذلك أجيالكم القادمة على دعم القاتل والظالم، لايمكن لأي قوة في العالم أن تفرض على الشعب أي خيارات لا يرتضيها، وتابع: نحن على يقين من أن إرادة الشعب من إرادة الله، ولا غالب لارادته سبحانه..

كما أكد للشعب السوري أنه لا حوار مع النظام الأسدي، وأن الحكومة ستعمل بشفافية، ولن تتوانى عن محاسبة كل مخطئ ومقصر، فهي حسب وصفه خادمة للشعب الكريم.. 

وانتهز هيتو فرصة تزامن تشكيل الحكومة مع ذكرى انطلاق الثورة في درعا، ليتوجه لكل أم ثكلى وأب مفجوع وأخ ، وكل نازح وشهيد ومعتقل، و لكل ثائر يحمل في يد بندقية وأخرى غصن زيتون للقول إن النصر آتٍ لا محال، وإن المستقبل أفضل،"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
عاشت سوريا حرة أبية وعاش الشعب العظيم.

واختتم المؤتمر، على وقع وصول أخبار استخدام السلاح الكيماوي في ريف حلب، مما دفع أحد منظمي المؤتمر إلى التنويه بأن الحكومة ستتعاون مع هيئة الأركان الجيش الحر على التعامل مع الموضوع بالشكل المناسب.

لمى شماس - اسطنبول (تركيا) - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (121)

المهندس سعد الله جبري

2013-03-19

نأمل أن تتفاعل وتتطور في خدمة سوريا وشعبها الذي يتعرض لأقذر خيانة وطنية تخريبية من القيادة ‏الأسدية الخائنة مع إسرائيل!‏ وأستغرب أن قيادات الإئتلاف والحكومة لم تنتبه، ولم تولي ولاء النظام الأسدي لإسرائيل أي اهتمام حتى ‏الآن!‏.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي