أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رأى أباه ينشطر إلى نصفين... اليتيم خالد و"ماما نازك": شهادة ناجيين من "المحرقة"

خالد وماما نازك كما رسمها جورج باتلر

بين الطفل خالد "أشجع شجعان الثورة السورية"، وماما نازك "المفجوعة بثلاث زهرات".. بينمها أكثر من رابط، فهما مثالان ناطقان بفواجع السوريين ونكباتهم وكوارثهم الغائرة والموغلة في الإيلام، وهما شاهدان كتب لهما الله النجاة من يد المجرم ليرويا ما عايناه من تغوله وهمجيته وتلذذه بالقتل، وهما قبل ذلك وبعده دليل حي على أن "المحرقة السورية" أفظع من أن تلم بها كلمات أو توثقها صور.

ولكن بين "اليتيم خالد" و"ماما نازك" أيضا ما يمكن أن يجدد الأمل، ويعطي لكل المفجوعين درسا بأن خير من يشعر بهم هم شركاؤهم في الفجيعة.

وشاية
في رحلته الثانية إلى سوريا، يستعمل "جورج بتلر" موهبته المزدوجة لرواية 6 لوحات من المأساة السورية، مرفقا إياها برسومات توضيحية نقلها بريشته، مصورا قصصا مريعة وضحايا لا يمكن نسيانهم، وعلى رأسهم الطفل خالد.

يقول باتلر في المقطع الأول: خالد ذو العشر سنوات، ينبغي أن يكون أحد أشجع الناس الذين قابلتهم في حياتي، قبل 4 أسابيع، أخبرت أم خالد -بمنتهى السذاجة- امرأة شيعية أن أبنائها الثلاثة الشبان يحاربون مع الجيش السوري الحر.. لم تنتظر الجارة الشيعية طويلا حتى أبلغت الشبيحة عن الأمر.

ووفقا لرواية خالد فإنه وبعد طرق الشبيحة بابهم بلحظات، رأى أباه وهو ينشطر "نصفين"، بعدما أصابته قذيفة ثقيلة تستعمل ضد الدروع!

وعلى الإثر حاول خالد وأمّه الهروب إلى تركيا، وعند أحد حواجز قوات النظام استهدفت أمه بالرصاص، وسقطت وهي توصيه: لاتتوقّف، تحرّك!

امتثل خالد لوصية الأم التي كانت تلفظ أنفاسها، لكنه لم يبتعد كثيرا ليلتفت مجددا وهو يرى رأس أمه مقطوعا ومرميا على الأرض!

شقيق خالد البالغ 16 سنة قتل أثناء النزاع، بينما شقيقه الآخر مفقود، والشيء الإيجابي الوحيد في هذا المقتطف المؤلم والمريع، أنّ خالد في مكان آمن الآن وقد تم تبنيه.

افترس واحدة وسحق اثنتين
يروي باتلر في المقطع السادس الموثق من مشاهداته في سوريا، والتي نشرتها "ذي جارديان" البريطانية:
غادرت "ماما نازك" سوريا في 1980، بعد تجربة مأساوية مع قوات حافظ الأسد (والد بشار)، حيث تم اعتقالها وتعليقها من يديها (التعذيب بطريقة الشبح).

وليس ذلك كل شيء، فبينما كان أحد أبناء "ماما نازك", الذي يخدم ضابط شرطة، في مقر عمله ذات يوم، تغيرت حياة عائلته إلى الأبد، فقد ضبط 3 من زملائه وضابطا يعلوه رتبة وهم يغتصبون فتاة بعمر 13 سنة، فما كان من هذا الابن إلا أن أشهر سلاحه وقتل ثلاثة منهم؛ بينما أصيب الرابع بجراح.

هربت عائلة ماما نازك إلى تركيا، ومؤخرا ورغم كل التماساتها، عاد أبناؤها الثلاثة إلى سوريا للقتال، قتل أحدهم برصاصة في الرأس، وجرح الآخر بينما كان يحاول إنقاذ أخيه في نفس الواقعة، بينما أصيب الثالث في معركة أخرى إصابة بالغة شلت نصفه السفلي.

تقول بلهجة أم مفجوعة: يمكنك أن تقول بأنه كان لدي ثلاث زهرات في حديقتي، واحدة افترسها الوحش واثنتان سحقتهما قدمه الهمجية.

لكن الخبر المثير للاهتمام والأمل حقا، أن "ماما نازك" هي التي تحتضن اليتيم خالد وتتبنى رعايته حاليا.

ملحوظة: يمكن الاطلاع على مزيد من الرسومات بريشة "جورج باتلر"، خلال فعاليات النشاط المخصص من أجل التبرع لسوريا، والتي ستجري في لندن بتاريخ 25 نيسان/أبريل القادم.

ترجمة: زمان الوصل - خاص
(97)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي