يسوق المفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة "ديالوج" اليوم بين السورييّن المفترضين (أ وب) حول انتخاب رئيس حكومة للثورة بعد دخولها العام الثالث.
القضية التي أثارت جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة أضاء بشارة جانباً منها على صفحته الشخصية في "الفيسبوك" وهذا نص الحوار:
أ.--- سوف ينتخب الائتلاف السوري رئيساً للحكومة، وهنالك عشرة مرشحون.
ب. الانتخاب جيد، لا بد من قوة تنفيذية منظمة، تتابع العمل على الأرض يومياً، فهذا مجتمع يجب تنظيم حياته اليومية في ظروف صعبة ومعقدة، والفراغ يؤدي إلى فوضى وتجاوزات، وتملأ الفراغ مؤسسات غير مدنية. لا بد من مؤسسات مدنية حقيقية بقيادة سلطة تنفيذية تشبه الشعب السوري. لا يكفي أن يجتمع الائتلاف للتشاور يجب أن تقوم مؤسسة على التنفيذ بتفرغ كامل.
أ. هذا صحيح جداً، أتفق معك. ولكن عشرة مرشحين في هذه الظروف؟! هذه مبالغة.
ب. حرمان طويل من الانتخاب والترشيح والتنافس، وحربة التعبير. وفي النهاية هذا حقهم.
أ. هذه حقوق المواطنين التي تسعى الثورة لتحقيقها، أما القيادة فلا يجب أن يكون همها ممارسة حقوق الأفراد القياديين، المهم هنا واجباتهم. فالنضال واجب وليس حق. ومن واجب القيادة التحلي بالمسؤولية. ولا يجوز أن يظهر الأمر كأن كل شخص يريد أن يصبح رئيساً للحكومة. تقضي المسوؤلية بالتشاور حول الأنسب لقيادة المؤسسات التنفيذية، فرفاهية التنافس هنا لا تكفي. حبذا لو نرى انسحابات من قائمة الترشيح وتشاوراً بين قيادات مسؤولة حول الأنسب، أو تنافساً بين شخصين في أسوأ الحالات. وليس تنافساً يتابعه الإعلام. مكان ذلك هو الانتخابات في سورية الديمقراطية، أما في الثورة فمن حق القيادات أن تتنافس، ولكن الموضوع لا يتعلق بذلك بل بواجباتها. وواجبها أن تتشاور كجسم مناضل، وأن تتفق على الأفضل. لقد رأينا أنه حتى بعد مرحلة الثورة في مصر أدى التنافس غير المنضبط في المرحلة الانتقالية إلى نسيان أهداف الثورة. وأنا لا أقول أن هذا يحصل في الائتلاف. ولكن مع ذلك الانطباع أنه من حق 60 عضو ائتلاف ان يتنافسوا، وبالتالي يتنافس قسم كبير منهم ليس جيداً. حبذا لو جرى اختصار هذه القائمة طوعياً. وحبذا لو تطورت مجموعة عمل تجتمع وتتشاور يومياً حول الاستراتيجية والمسار، وتسكن في مكان عملها، وتعمل بشكل أكثر ثقة ووثوقاً، ولا تكتفي باجتماع بعد آخر يجمع أشخاصاً يعيشون في بلدان مختلفة، وحين يلتقون يتساجلون ويتناقشون ويتنافسون. هذا ليس كافياً.
|
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية