أتحفتنا قناة العربية، بحلقة من برنامج "مهمة خاصة" بمحورٍ تناول هواجس الأقليات الطائفية والدينية في ظل الثورة السورية، من خلال الحديث على لسان ناشطة سورية تنتمي للطائفة العلوية، وناشط مسيحي، وجندي حر من الطائفة الدرزية.
ما يؤخد على الحلقة التي تزامن عرضها مع الذكرى الثانية للثورة، هي المعالجة البصرية للموضوع، والمقصود تحديداً التركيز بشكل مبالغ به على السيجار في أيدي الناشطين الذين فضلوا عدم ظهور وجوههم بشكل واضح على الكاميرا... فكانت معظم اللقطات المأخوذة أثناء حديثهم، هي صور للسجائر في أيديهم، وكأن التدخين شرط مسبق للمشاركة في البرنامج، لدرجة أن المشاهد يكاد يظن بأن السجائر هي من تتحدث عن هواجسها عوضاً عن أصحابها، إذ تراوحت لقطات البرنامج بين لقطة لسيجارة تنتظر في يد الناشطة أن تشتعل، وأخرى تحترق في يد الجندي الحر، وثالثة يتم إطفاؤها، ولذلك يمكننا وصف الحلقة بأنها صورت ببطولة مطلقة للسيجارة!!
الأمر الآخر الذي تجدر الإشارة إليه، هو بالإضافة لكون الطرح مستهلَكاً من ناحية الموضوع "الأقليات في سوريا"، وغير متناسب مع قوة الأطروحات السابقة لـ "مهمة خاصة"، أنَّ "العربية" اعتمدت على صور متتابعة للثورة السورية كخلفية للحديث عن أحداث الثورة، أي أنها لم تعرض أي مقاطع فيديو جديدة خاصة بالبرنامج أو بالقناة، بل إنها لجأت إلى أسلوب أسهل، يقوم على عرض صور مجمعة من هنا وهناك.
كان يُأمل من "العربية" التي انتظرت مايقارب العام حتى أطلقت على مايحدث في سورية، اسم "ثورة" في "برومو" أخبارها، عوضاً عن "سورية الأزمة" كما كانت تروج لعروضها الإخبارية عن السورية، كان يُأمل منها أن تقدم حلقة تليق بالثورة السورية أولاً وبمكانتها المهنية ثانية.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية