اصطدمت فرنسا وبريطانيا على ما يبدو بجدار من الرفض الأوروبي لمسألة رفع حظر التسلح عن سوريا، والتي تسعى إليها لندن وباريس من أجل تمكين الدول الراغبة بتسليح الثوار السوريين.
ورغم تأكيد الرئيس االفرنسي فرانسوا هولاند، بأنه تلقى "ضمانات" من المعارضة السورية بأن أيّ أسلحة سيتم تسليمها للثوار "ستقع في الأيدي الصحيحة"، فإن موقف دول الاتحاد الأوروبي بقي معلقا نوعا ما.
دعم غير مجد
وفي مؤتمر صحفي له حول مسألة رفع الحظر عن السلاح إلى سوريا، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه "لم يتم الاتفاق لحد الآن بين الوزراء الأوروبيين، على تعديل حظر التسلح للسماح بتسليح الثوار السوريين"، مضيفا: ووزراء الخارجية الأوروبيون سيواصلون مناقشة الفوائد والمضار، متمنيا تحقيق تقدم في هذا الشأن.
ولم يفصح كاميرون عن مدى دعم أو عدم الشركاء الأوربيين الآخرين للمقترح البريطاني والفرنسي، مكتفيا بالقول: أشعر أن هناك تفهما جيدا، بأنّ الذي يحدث الآن لا يجدي، في تلميح إلى الاكتفاء بالدعم المسمى "غير القاتل".
وعمّا إذا كانت معارضة الاتحاد الأوروبي للمقترح الفرنسي البريطاني ستدفع لندن للمضي قدما بمفردها، قال كاميرون: عندما يحين موعد تجديد حظر التسلح في مايو/أيار فإن بريطانيا، كدولة ذات سيادة، لن يكون لزاما عليها أن تواصل الالتزام بهذا الحظر، مؤكدا أن بلاده "لا تريد تسليح الثوّار فورا في هذه اللحظة"، بل "الذي نريده هو العمل معهم والتأكد من أنهم يتصرفون بطريقة صحيحة".
وردا على ما إذا كان الحل السياسي يتطلب بالفعل حلا عسكريا، أجاب كاميرون: بالطبع الناس يريدون حلا سياسيا، وأنا كذلك أريد حلا سياسيا، لكن هذه ليست حالة المفاضلة بين "إما و "أو"، أعتقد أننا أشد تطلعا لرؤية تقدم حقيقي في الحقل السياسي، حين يتمكن السوريون من رؤية المعارضة، التي نعمل معها، أكثر موثوقية وقوة.
ليس الآن
أما بخصوص احتمال وقوع الأسلحة في أيدي "المتطرّفين"، فقال رئيس الحكومة البريطاني:
إن هذا ما حدث سابقا، وإنه لمن المهم جدا لبلدان مثل بريطانيا، فرنسا، اللتين تعملان مع الأمريكان، ومع الحلفاء الآخرين في الخليج.. من المهم لهم أن يساعدوا المعارضة ويعملوا معها، من أجل بلورة وتشكيل المعارضة؛ ومن أجل ضمان أن تضم هذه المعارضة أولئك الذين يدعمون سوريا الديمقراطية والتعددية، حيث حقوق الأقلّيات مصانة بشكل صحيح.
واعتبر كاميرون أن المساعدات الإنسانية التي قدمها المجتمع الدولي، ومحاولات فرض الضغط على نظام بشار، لم تجد كثيرا لناحية إيقاف النزاع وإنجاز انتقال في سوريا.
وتابع: الحظر الأوروبي بشكله الحالي، يطال كلا من النظام والمعارضة، وهذا أمر خاطئ.
ولدى سؤاله عن الردّ الذي تلقاه هو و الرئيس الفرنسي "هولاند"، من الزعماء الأوروبيين حول سوريا، وفيما إذا كانت بريطانيا مستعدة للتصرف بمفردها، في حال غياب الإجماع، قال كاميرون: تم تحقيق تقدم منذ آخر مرة نوقش فيها رفع الحظر، والحقيقة هي أن بريطانيا لا تقول إنها تريد تزويد الثوار بالسلاح الآن.
وعقب: بريطانيا بلد ذو سيادة، وإذا أرادات اتخاذ إجراء فردي فنحن أحرار في اتخاذه.. إذا رأينا مصلحة المملكة المتحدة الوطنية في طريق آخر غير الطريق الحالي، فسوف نسلكه بمفردنا.
من انتاج الثوار
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية